خاص | للاستخبارات الدور الأكبر فيها… الإمارات تبني قوة فضائية على غرار الولايات المتحدة وأوروبا
وفقًا لمعلومات خاصة حصلت عليها «بوليتكال كيز | Political Keys»، فإن الإمارات بصدد بناء قوة فضائية، سيكون لقطاع الاستخبارات الدور الأكبر فيها، وتمثل العملية تعزيزًا إضافيًا لسلطة مستشار الأمن الوطني طحنون بن زايد آل نهيان.
وكان الإعلان في كانون الأول/ ديسمبر الماضي عن خطط لإنشاء تكتل الفضاء شبه الحكومي، سبيس42، مجرد مقدمة، وبحسب ما اطلعت عليه «بوليتكال كيز | Political Keys» من وثائق داخلية، تعتزم الإمارات استخدام الهيئة الجديدة لتطوير قوة الفضاء الإماراتية، وهي قوة فضائية حقيقية من النوع الرائج حاليًا في الولايات المتحدة وأوروبا.
وستتولى سبيس42 مسؤولية البرامج الحالية والبرامج المستقبلية (رصد الأرض، والاتصالات، وما إلى ذلك)، وفي الوقت الحاضر، يتم الإشراف على برامج الفضاء من قبل مجموعة متنوعة من الجهات المختلفة داخل إمارة أبوظبي، علاوة على ذلك، ستضاف إلى هذه الأنشطة الفضائية الإمارات المجاورة، ولا سيما تلك التي في دبي، التي تمتعت حتى الآن ببعض الاستقلالية في قطاع الفضاء.
وبالطريقة الأصلية، فإن البرنامج الأول الذي ترغب الإمارات في تطويره في ظل هذا النظام الجديد سيكون نظام الوعي الظرفي الفضائي (SSA)، المصمم لتمكين الدولة من السيطرة على أي نوع من التدخل من الفضاء (المراقبة، والمناورات العدوانية ضد الأقمار الصناعية الإماراتية… إلخ)، وسيتم في نهاية المطاف بناء مركز متخصص، وينبغي للقدرات المحددة التي سيتم تطويرها أن تمكن من اكتشاف الأجسام (المعتدين أو الحطام) التي يصل حجمها إلى 10 سم.
ومن الأولويات الأخرى بالنسبة للاستراتيجيين في أبوظبي، بمساعدة مستشاريهم، الحصول على قدرة مراقبة كهروضوئية متعددة الأطياف وقدرة مراقبة رادارية ذات فتحة تركيبية بدقة أقل من 25 سم، وعلى المدى المتوسط، سيتم إنشاء مركز لإدارة كافة البيانات التي تنتجها هذه الأنظمة، تحت اسم C4I للقيادة والتحكم والاتصالات والاستخبارات المحوسبة.
وتم الإعلان عن إنشاء سبيس42 في نهاية العام الماضي لتتماشى مع هذه البنية الجديدة لقطاع الفضاء، ومن المقرر أن يبدأ التنفيذ في أواخر نيسان/ أبريل من خلال اندماج مجموعتي الفضاء الرئيسيتين في أبوظبي، الياه سات (شركة الياه للاتصالات الفضائية)، التي تدير أقمار الاتصالات المؤسسية وقدرات الفضاء التجارية، وبيانات، شركة معالجة الصور التاريخية في الإمارة والتي أصبحت الآن فرع المجموعة 42 (G42) للاستخبارات الجغرافية المكانية (GEOINT)، ولا يبدو أن أيًّا من الشركتين سعيدة بالصفقة.
للتحضير لعملية الدمج، تم تعيين العديد من موظفي قطاع الفضاء المدني والعسكري، وخاصة من مركز استطلاع الفضاء (SRC)، في مناصب جديدة، وفي الوقت نفسه، لم يتم تجديد عقود عدد من المستشارين الأجانب، لا سيما الإسرائيليين، الذين كانوا راسخين في القطاع إلى جانب القوات المسلحة الإماراتية.
الرجل الذي يقف وراء هذه الاستراتيجية الكبرى وإنشاء سبيس42 هو طحنون بن زايد آل نهيان، مستشار الأمن الوطني لدولة الإمارات العربية المتحدة وشقيق رئيس الاتحاد محمد بن زايد آل نهيان، والرجل الذي تم اختياره ليكون رئيسًا لشركة سبيس42، منصور المنصوري، هو أحد مساعديه الماليين، وهو الرئيس التنفيذي للعمليات في مجموعة 42، شركة الذكاء الاصطناعي التي يرأسها مباشرة طحنون بن زايد، والتي كانت مقدمة للشركات المملوكة للدولة من هذا النوع.
وبالمثل، سيكون فان تشو، كبير مسؤولي التكنولوجيا الحالي في بيانات والعضو السابق في G42، حيث كان أحد مؤسسي المعهد التأسيسي للذكاء الاصطناعي، مسؤولًا عن استراتيجية المجموعة الجديدة.
وبموجب شروط استراتيجية الفضاء في البلاد، فإن رويال جروب، وهي مؤسسة أخرى يسيطر عليها مستشار الأمن القومي، ستكون بمثابة واجهة بين النظام البيئي الإماراتي الجديد والشركات الأجنبية التي تسعى للحصول على عقود جديدة في مجال الفضاء.
وتنطوي الاستراتيجية الجديدة على تنويع اتفاقيات التعاون مع الشركات الأجنبية، وفي هذا المجال كما في مجالات أخرى، لم تعد أبوظبي تريد أن تقتصر على الشراكات مع الدول الغربية، بل تهدف إلى مواصلة تطوير التحالفات مع الهند وروسيا والصين، ونفذت G42 عددًا من المشاريع مع الصين منذ إنشائها.
وتأتي سيطرة طحنون بن زايد على قطاع الفضاء بعد تلك التي قام بها في قطاعات اقتصادية رئيسية أخرى، ويقوم شقيق رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة بعملية إعادة تشكيل بطريقته الخاصة لمجموعات الدفاع الرئيسية والإنترنت والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية (الموانئ والمطارات) في البلاد، وفي الدفاع، أصبحت مجموعة إيدج تحت سيطرته، وفي مجال الإنترنت، تتم إعادة هيكلة CPX ومظهره الجديد، إنجازاتكس، تحت سلطته، والصندوق السيادي، ADQ، الذي يرأسه، هو المساهم الرئيسي في هيئة موانئ أبوظبي وتيرمينال هولدينجس.
وبدأت عملية الاستحواذ وإعادة الهيكلة الواسعة هذه في عام 2021، وتم تسريعها منذ وصول محمد بن زايد آل نهيان إلى رئاسة دولة الإمارات العربية المتحدة في عام 2022.
ويحتل طحنون بن زايد موقعه المهيمن في المجالات الاستراتيجية والتجارية بدعم من أخيه الرئيس، ويقدم هذا الترتيب للأخير ميزة سياسية كبيرة، حيث يتولى مستشار الأمن الوطني جميع المسائل الاستراتيجية دون إشراك نفسه في مناورات أخيه السياسية لتمهيد الطريق لابنه خالد بن محمد آل نهيان لخلافته.
إذا فشلت عمليات إعادة هيكلة طحنون بن زايد أو تبين أنها أثارت توترات جيوسياسية مفرطة، فمن الممكن تهميشه بسرعة دون إلحاق ضرر كبير بالسلالة الحاكمة.