مرتزقة “فاغنر” بالتعاون مع الجنود المحليين يستهدفون الأقليات العرقية في شمال مالي
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على معلومات خاصة تفيد أنّ آلافًا من المدنيين في شمال مالي فروا من منازلهم في الأشهر الأخيرة، هربًا من الهجمات التي يشنها المرتزقة الروس (فاغنر) والجنود الماليون.
بدوره، أفاد الباحث المالي محمد إيسوف آغ محمد وأستاذ التاريخ الأفريقي ماريانا براكس فونسيكا بأن مرتزقة مجموعة فاغنر، الذين يقودون وحدات من الجيش المالي (FAMa)، يقومون بأعمال عنف مستمرة في المناطق الوسطى والشمالية من البلاد.
وأشارا في مدونة “أفريقيا دولة” إلى أن هذه الأعمال العسكرية تهدف إلى التطهير العرقي للأقليات، بجانب الدعاية التمييزية ضد المدنيين الذين يرتدون ملابس تقليدية.
تعمل المجموعة الروسية، التي أعادت تسمية نفسها باسم Africa Corps، تحت إشراف وزارة الدفاع الروسية، وتستخدم أساليب عسكرية تقليدية بما في ذلك القوة الجوية المتقدمة.
وفقًا لمتخصصين في الحرب البرية، يتبع المرتزقة نهجًا قاسيًا يستهدف الأقليات العرقية، ويستخدمون العنف والتهديدات للسيطرة على المناطق وترويع السكان.
كما تظهر التقارير عن عمليات نهب واستغلال لموارد التعدين تمارسها المجموعة، مما يؤدي إلى تفاقم الوضع الأمني والإنساني في المناطق المتضررة.
وفي كانون الثاني/ يناير، قامت مجموعة من المجتمع المدني في كيدال بتوثيق عمليات إعدام بإجراءات موجزة، ومجازر، وحالات اختفاء قسري، واعتقالات تعسفية، وأعمال تعذيب، وتدمير مصادر المياه والغذاء، والتدمير المتعمد للبنية التحتية العامة والخاصة.
كما قامت بالعديد من حالات الاغتصاب، إضافة لاكتشاف مقبرتين جماعيتين تضمان عشرات الجثث في منطقتي تمبكتو وكيدال، وحالات متفجرات مزروعة على الجثث، وهي تقنية فاغنر المعروفة المصممة لزيادة الخسائر إلى أقصى حد.
واتهم الإطار الاستراتيجي الدائم بقيادة الطوارق في آب/ أغسطس 2023 قادة المجلس العسكري في مالي بانتهاك وقف إطلاق النار الذي يعود تاريخه إلى عام 2014 عمدًا كجزء من اتفاق السلام الجزائري. وأشار محللون إلى أن الهجوم العسكري المالي ضد الانفصاليين الطوارق في الشمال تزامن مع جهودها لتأمين مواقع التعدين.
وفي تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، استعادت القوات المالية بقيادة مرتزقة روس السيطرة على كيدال، وهي بلدة كانت معقلًا لمتمردي الطوارق منذ عام 2012، ومنذ ذلك الحين، استخدمتها القوات المسلحة المالية والفيلق الأفريقي كقاعدة لمهاجمة بعض الجماعات التي وقعت على الاتفاق الآن.
تعتبر الهجمات العسكرية ضد الأقليات وانتهاكات حقوق الإنسان جزءًا من سياسة الاستعمار الجديدة التي تمارسها روسيا في إفريقيا، مما يثير مخاوف بشأن تدهور الأوضاع الإنسانية والأمنية في المنطقة.
كما ذكر محللون، أنّ روسيا تحاول توسيع نفوذها على المناجم الحرفية في شمال مالي لتعزيز جهود الكرملين للتهرب من العقوبات، فقد استخدم الكرملين قواعد اللعبة هذه لجمع المليارات من المناجم الحرفية في السودان، مما ساهم في 2.5 مليار دولار من الذهب الذي أنتجه الكرملين في أفريقيا منذ غزو أوكرانيا في عام 2022.