خاص | ما هي أسباب ثبات “الـ.مقاومة الفلسطـينيـة” في وجه الجيش الذي “لا يقهر”؟… حوار خاص مع الخبير العسكري العميد “أحمد حمادة”
في اليوم الـ71 من الحرب على غزة، تكبّد الجيش الإسرائيلي المزيد من الخسائر في معارك جنوبي القطاع، فيما أعلن مساء أمس الجمعة الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة استهداف أكثر من 100 آلية عسكرية إسرائيلية في الأيام الخمسة الأخيرة.
وبالتوازي مع استمرار المعارك في محاور عدة، واصل الجيش الإسرائيلي استهداف المدنيين، إذ قصف مدرسة في خان يونس التي تؤوي نازحين، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات، كما واصل التصعيد في الضفة الغربية، إذ نفذ عمليات اقتحام وحملات اعتقال جديدة.
فما هي أسباب ثبات المقاومة الفلسطينية في حربها ضد الجيش الإسرائيلي؟
أجرت “بوليتكال كيز |Political keys” حوارًا خاصًا مع الخبير العسكري والعميد المنشق عن قوات النظام السوري “أحمد حمادة”، لمعرفة أسباب ثبات المقاومة الفلسطينية.
فقال العميد: لقد أثبتت المقاومة بأن المقاتل المتدرب تدريبًا جسديًا ونفسيًا وعقائديًا هو السلاح الأمضى في القتال.
وتابع العميد، كما أن التجهيز المسبق للأرض والاستفادة من التضاريس الطبيعية والصناعية كأعمال التحصين التي يتم إنشاءها من متاريس، ومنصات رمي، وحفر فردية، وأماكن للكمائن، وزرع العبوات والألغام، عامل حاسم في جعل كل متر منطقة قتل للعدو.
شبكة الأنفاق العنكبوتية في غزة متاهة معقدة
وأكمل حمادة كذلك شبكة الأنفاق العنكبوتية التي أصبحت لغزًا محيرًا للجيش الإسرائيلي وللمخابرات الداعمة له رغم إستخدام الذكاء الإصطناعي وإرسال الولايات المتحدة طائرات الإستطلاع المتفوقةMQ.9.
وكذلك أرسلت بريطانيا طائرات شادو المخصصة لجمع المعلومات إلا أنهم لم يستطيعون معرفة تفاصيل شبكة الأنفاق التي أضحت بها غزة كمتاهة يضيع فيها جنود الإحتلال بين قتيل وجريح، و تدمر آلياته المتطورة المزودة بأجهزة الدفاع الذاتي كدبابة ميركافا وعربة النمر القتالية وعربة إيتان.
وأضاف العميد، أن الاستخدام المتفوق لاستخدام مخزون السلاح وأغلبيته مصنوع بالهندسة العكسية، مثل “الياسين 105، رجوم 114، عبوة شواظ، عبوات العمل الفدائي، بالإضافة لقذائف التاندوم، وقذيفة TBG المخصصة لقتل الأفراد والتحصينات”، هذه الأعمال جعلت الجيش الإسرائيلي وداعموه يتخبطون ويبحثون عن طريق لتحقيق ماعجزت به القوة العسكرية.
وخاصة بعد فشل محاولة تحرير الأسير ساعر باروخ ومقتل الأسيرين مؤخرًا، وأيضًا فإن لواء جولاني الذي يعتبر من النخبة قد خسر ربع قواته في غزة وفق تصريح قائد سابق له.
توقعات متباينة حول الجدول الزمني للحرب بين تل أبيب وواشنطن
وعلى صعيد متصل فقد تجنب مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان وضع حد زمني للحرب الإسرائيلية المتواصلة على قطاع غزة منذ أكثر من شهرين، بينما لا تزال إسرائيل تؤكد أنها ستستمر “أشهرًا طويلة”.
جاء ذلك في تصريحات منفصلة، أدلى بها أمس الجمعة، كل من سوليفان الذي يختتم اليوم زيارة استمرت يومين إلى تل أبيب، ورئيس هيئة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية أهرون حاليفا.
وقال سوليفان في مؤتمر صحفي عقده بتل أبيب في ختام مباحثاته مع مسؤولين إسرائيليين: “الحرب ستستغرق وقتًا، وقلنا ذلك منذ البداية”.
وأضاف: “هذه المعركة ضد حماس، وهي جماعة إرهابية متجذرة في غزة، وإسرائيل كانت واضحة منذ البداية بأن هذه الحرب ستستمر على مراحل”.
وتابع: “نحن الآن في منتصف مرحلة عالية الكثافة من العمليات البرية المستمرة والعمليات العسكرية في كل من النصف الشمالي والنصف الجنوبي من (قطاع) غزة”.