خاص | تطورات أمنية جديدة في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي… صور وخرائط وتفاصيل “حصرية” تكشفها “بوليتكال كيز”
قالت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political keys” إنّ مجموعة من الضباط الأمنيين في قوات النظام السوري والميليشيات الإيرانية عقدوا اجتماعًا موسعًا بعد ظهر أمس الاثنين 20 تشرين الثاني/ نوفمبر، بحضور رئيس فرع مخابرات الامن العسكري “261” العميد “محمد سليمان قناة” وممثلين عن القيادة العسكرية للواء 47 الإيراني وذلك بهدف بحث التطورات الأخيرة التي شهدتها مدينة الرستن بريف حمص الشمالي خلال الأسبوع الفائت والتي أدت إلى مقتل اثنين من عناصر القوات الأمنية بالإضافة لجرح ثلاثة اخرين.
ونقل مراسل “بوليتيكال كيز” عن مصدر أمني في مدينة الرستن بريف حمص تأكيده توصل المجتمعين لصيغة عمل مبدئية تنطلق بكفّ أيدي عناصر مفرزة أمن الدولة، والأمن العسكري عن مركز مدينة الرستن والتفرغ لتجمع القرى التابعة لها إداريًا بالإضافة لتوكيل ميليشيا “الحرس الثوري الإيراني” بمتابعة شؤون المدينة وضبطها على الصعيد الأمني من خلال الاستعانة برئيس فوج التدخل السريع المدعو “خير الله عبد الباري” وهو أحد أبناء مدينة الرستن ومقرب من قيادة ميليشيا الحرس الثوري الإيراني ضمن اللواء47.
وحصلت بوليتكال كيز على صور حصرية لمفرزة الأمن العسكري المتمركزة داخل مدينة الرستن:
وأكد المصدر الأمني أن العميد “سليمان قناة” رئيس فرع مخابرات الأمن العسكري اتفق مع “الحاج مهدي” مدير غرفة عمليات اللواء 47 التابع للحرس الثوري على ضبط أمن المدينة واستقرارها بعيدًا عن أي شكل من أشكال المواجهة المسلحة مع أطراف ثانية من أبناء المدينة، وذلك تجنبًا لعودة الأوضاع إلى ما كانت عليه ما بين عامي 2011-2018 مشيرًا إلى أن المرحلة الراهنة ستكون بمثابة مرحلة تجريبية للطرفين مدتها ثلاثة أشهر وسيكون الجانب الإيراني هو المسؤول عن أمن المفارز الأمنية وسلامة العناصر المتواجدين بداخلها.
وأوضحت المصادر أنّ “الحرس الثوري الإيراني” تعول بشكل رئيسي على المدعو “خير الله عبد الباري” والملقب بـ “خيرو الشعيلة” باعتباره أحد أبناء المدينة ولديه قبول شعبي بالإضافة لكونه يترأس مجموعات مقاتلة قوامها يزيد عن 100 شخص معظمهم من أبناء مدينة الرستن والقرى التابعة لها، الأمر الذي سيتيح له الفرصة لنشر دوريات أمنية جوالة داخل المدينة وعلى أطرافها ضامنين عدم التعرض لهم أو استهدافهم من قبل أبناء المنطقة.
وأعدت “بوليتكال كيز” خريطة توضح موقع “مفرزة الأمن العسكري” و”مديرية منطقة الرستن” في مدينة الرستن بريف حمص الشمالي:
دوريات ليلية داخل مدينة الرستن
وأضاف أنه من المقرر أن تبدأ عملية نشر دوريات مسيرة ليلية بالإضافة لحواجز ثابتة على أطراف المدينة وجميع مداخلها الرئيسة والفرعية مطلع الأسبوع القادم.
استنكار شعبي من إدخال ميليشيات مدعومة من إيران إلى الرستن
في سياق متصل، شهد الشارع المدني داخل مدينة الرستن حالة من الاستنكار الشعبي من قبل أهالي المدينة والقرى المحيطة بها والذين عبروا عن رفضهم لإدخال الميليشيات المدعومة من قبل إيران إلى المنطقة محذرين في الوقت ذاته من أن هذه الخطوة الغير محسوبة من قبل أجهزة مخابرات النظام السوري ستعمل على تأجيج الموقف على الصعيد الأمني والذي قد يتطور لحرب عصابات وقتال شوارع في وقت لاحق.
إيران تستغل الوضع المعيشي المتردي لتجنيد أبناء الرستن
وأجرت “بوليتكال كيز | Political keys” لقاء مع “الحاج م.ر” الذي رفض الكشف عن اسمه كاملًا لأسباب أمنية للحديث عن الوضع الأمني في المدينة. وأكد “م.ر” وهو من أهالي مدينة الرستن أنّ “التواجد الإيراني (الشيعي) ضمن إحدى أكبر مدن الريف الشمالي يعتبر بمثابة خنجر مسموم من شأنه أن يلقي الفتنة بين أبناء المدينة الواحدة”، لافتًا إلى أن “إيران لم تتكلف بنشر مقاتل واحد على أرض المدينة وإنما تم الاعتماد على ذراعهم في المنطقة (خيرو الشعيلة) والذي قام بتجنيد عشرات الشبان مستغلًا تردي أوضاعهم المادية والمعيشية”.
وتابع: إن “أفرع المخابرات ومفارزه الأمنية فشلت خلال الأعوام الستة الماضية من إشعال فتيل النزاعات الطائفية بين أبناء المدينة بمكوناتها الثلاثة (الفلاحين -البدو-التركمان) وذلك نظرًا للوعي الموجود بشكل فطري بين الأهالي، إلا أن إدخال “الحرس الثوري الإيراني” للمنطقة بحجة ضبطها بترخيص من أفرع مخابرات النظام السوري من المحتمل أن يترتب عليه مواجهات وخسائر يكون جميع الأطراف فيها خاسرين”.
“بوليتكال كيز” تجري جولة في مدينة الرستن
وأجرى مراسل “بوليتكال كيز” في مدينة حمص جولة في مدينة الرستن ورصد أهم المظاهر العسكرية في المدينة بما في ذلك الحاجز الرئيسي التابع للأمن العسكري على مدخل المدنية:
كما صوّر مراسلنا فيديو لمدخل المدينة والذي يظهر حاجز الأمن العسكري:
وأجرى مراسلنا جولة في مركز مدينة الرستن ورصد حركة المدنيين في المدينة:
كما قام مراسلنا بالتقاط صور لقيادة منطقة الرستن:
يشار إلى أنّ فوج التدخل السريع الذي يترأسه “خير الله عبد الباري” والذي يحظى بمكانة مرموقة من قبل قيادة الحرس الثوري في اللواء47 كان قد شارك بعدة معارك وعمليات حصار للمناطق التي ثارت بوجه النظام السوري مطلع العام 2011 الماضي تحت مسمى (لواء الرضا الشيعي) قبل أن يتم تجديد عقود مقاتليها والإعلان عن انطلاق مسمى قوات التدخل السريع بدعم وتوجيه مطلق من قبل إيران.