تصاعد العنف في الضفة الغربية، الأرض الفلسطينية التي تحتلها إسرائيل، إلى ما يقرب من أربعة أضعاف مستواه قبل هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، مما أدى إلى مقتل أكثر من 175 شخصًا، جميعهم تقريبًا من الفلسطينيين، وفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية.
قصة طويلة من النزاع بين الفلسطينيين والمستوطنين زادت حدتها بعد 7 أكتوبر
وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم السبت 11 تشرين الثاني/ نوفمبر، وترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، كانت الاشتباكات بين الفلسطينيين والمستوطنين والجنود الإسرائيليين قضية طويلة الأمد، لكن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس، التي تسيطر على قطاع غزة، أدت إلى زيادة التوترات في الضفة الغربية، فالمنطقة أكبر بكثير من غزة وهي منطقة أكثر تعقيدًا ذات أغلبية فلسطينية، حيث ترسخ أيضًا عدد متزايد من المستوطنات الإسرائيلية.
وقد اندلعت العديد من المواجهات إما بين المدنيين الفلسطينيين والجنود الإسرائيليين، غالبًا بعد عملية اعتقال أو مداهمة بقيادة إسرائيلية، أو اندلعت بعد هجمات وترهيب جسدي على يد المستوطنين الإسرائيليين، وفقًا لتقرير “نيويورك تايمز”.
كما تصاعدت الاشتباكات بين المسلحين الفلسطينيين والقوات الإسرائيلية، مما أثار المخاوف من احتمال اندلاع حرب على جبهة ثانية، بحسب المصدر ذاته.
وقالت الصحيفة في تقريرها إن “المواجهات أصبحت مميتة على نحو متزايد، حيث قُتل كثير من المدنيين بعد أن تحولت المظاهرات أو الاحتجاجات إلى أعمال عنف، وشمل هذا العديد من الحالات التي ألقى فيها الفلسطينيون الحجارة على القوات الإسرائيلية، التي ردت بعد ذلك بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي والقنابل الصوتية والذخيرة الحية، أو مزيج من ذلك، كما سقط عدد من القتلى خلال الهجمات المباشرة التي فتح فيها الجنود الإسرائيليون النار على الفلسطينيين”.
ولم يذكر تقرير “نيويورك تايمز” بيانات أحداث العنف التي وقعت منذ 3 تشرين الثاني/ نوفمبر، بما في ذلك الغارات العسكرية الإسرائيلية في مدينة جنين يوم الخميس 9 تشرين الثاني/ نوفمبر، حيث قُتل 14 فلسطينيًا، وفقًا لمسؤولين فلسطينيين.
نهب وتدمير وتهجير
وأشارت “نيويورك تايمز” إلى أن حالات النهب أو الاستيلاء على الأراضي أو تدمير الممتلكات التي لم يتم الإبلاغ فيها عن العنف الجسدي تزايدت أيضًا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وغالبًا ما استهدف الرعاة والمجتمعات البدوية، ودمر المنازل أو مصادر العيش، مثل بساتين أشجار الزيتون.
وختمت الصحيفة الأمريكية تقريرها بالقول إنه “قد تم تهجير أكثر من 1000 فلسطيني في الضفة الغربية، بما في ذلك مجتمعات رعوية بأكملها، قسرًا من منازلهم منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وفقًا لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، الذي يتتبع الصراع أيضًا”.
طوفان الأقصى والسيوف الحديدية
وأطلقت فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، عملية “طوفان الأقصى”، حيث قام مئات الجنود باقتحام مستوطنات غلاف القطاع بطول 55 كم وعمق 40 كم داخل الأراضي المحتلة، لترد عليها إسرائيل بعملية جوية باسم “السيوف الحديدية” استهدفت قطاع غزة بغارات عنيفة جدًّا ما تزال مستمرة حتى الآن، تبعتها عملية توغل بري ما تزال مستمرة أيضا حتى الآن.
ويتقدم الجيش الإسرائيلي بريًّا داخل غزة بوتيرة بطيئة بسبب دفاعات فصائل المقاومة الفلسطينية والكمائن التي تنصبها له، وقد أعلنت كتائب القسام تدمير العديد من دبابات والآليات الإسرائيلية ومقتل العشرات من جنود القوات الإسرائيلية المتوغلة في غزة وذلك عن طريق قذائف “الياسين 105” وقذائف “الهاون” والاشتباكات المباشرة.
وأسفرت الحرب منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر عن مقتل خوالي 11 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 24 ألف آخرين، وفي المقابل قتل أكثر من 1500 إسرائيلي وأصيب أكثر من 5 آلاف وأُسر حوالي 250 قُتل منهم 60 جراء القصف الإسرائيلي على غزة.