صحيفة فرنسية شهيرة تشكك في رواية إسرائيل بشأن قصف مستشفى “المعمداني” وتكشف تفاصيل “مثيرة”
شككت صحيفة “لوموند” الفرنسية في الرواية الإسرائيلية بشأن القصف الذي استهدف المستشفى الأهلي “المعمداني” في غزة، ولحقت بذلك بنيويورك تايمز الأميركية فيما يخص التشكيك بتلك الرواية.
وقالت “لوموند”، إنّ فريق التحقيق التابع لنا تمكن من تأكيد أن المقذوف الذي ظهر في البث المباشر – والذي تسبب في الانفجار بالمستشفى- في الواقع تم إطلاقه من إسرائيل وليس صاروخًا فلسطينيًا.
وتابعت: “كما أن هذا المقذوف أطلق من منطقة توجد فيها بطارية القبة الحديدية للاحتلال الإسرائيلي على بعد أقل من كيلومترين شرق مستوطنة ناحل عوز”.
وأوضح تحقيق “لوموند” أن الصاروخ الإسرائيلي، الذي كان من المفترض أن يدمر الصواريخ الفلسطينية أثناء طيرانه، انفجر بعد حوالي 20 ثانية من تحليقه، على ارتفاع يزيد قليلًا على 4 آلاف متر فوق مستوى سطح البحر “وفقًا لحساباتنا” وبعد 5.5 ثانية وقع انفجار أول على الأرض، على بعد حوالي كيلومترين شرق المستشفى. وبعد أقل من ثانيتين، وقع انفجار ثانٍ أكبر بكثير في باحة المستشفى.
وتساءلت الصحيفة الفرنسية في تحقيقها: هل يمكن لحطام الصاروخ الإسرائيلي أن يكون سببًا في حدوث الانفجارات على الأرض؟
“نيويورك تايمز” تشكك بالرواية الإسرائيلية
وكانت “نيويورك تايمز” الأمريكية قد شككت في الرواية الإسرائيلية، مؤكدة أن النظرة الفاحصة لمقطع الفيديو الصاروخي الذي استشهدت به إسرائيل لا تثبت تلك الرواية.
وأوضحت الصحيفة – في تقرير – إن مقطع الفيديو الذي تم الاستشهاد به مأخوذ من بث مباشر لكاميرا “الجزيرة” تلك الليلة ويظهر شيئًا آخر، وإن الصاروخ الذي شوهد بالفيديو ليس على الأرجح سبب ما حل بالمستشفى، مضيفة أن هذا الصاروخ انفجر بالفعل في السماء ولكن على بعد ميلين تقريبًا.
تحقيق لوكالة “سند” يكشف زيف الرواية الإسرائيلية
وكان تحقيق لوكالة سند للتحقق الإخباري بشبكة الجزيرة كشف تعمد الجيش الإسرائيلي تضليل الرأي العام في روايته حول استهداف مستشفى المعمداني (الأهلي) الواقع بمنطقة حي الزيتون بمدينة غزة والذي أدى إلى مقتل وجرح مئات المدنيين، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.
وقد اعتمد التحقيق على تحليل الصور وبناء الخط الزمني للأحداث من خلال البث الحي لقناة الجزيرة وصور حية أخرى من داخل إسرائيل ومشاهد من شهود عيان في غزة، للحظات التي سبقت حادثة قصف مستشفى المعمداني، وتحديد مواقع جغرافية لاتجاهات التصوير الرئيسية.
وزارة الصحة الفلسطينية اتهمت إسرائيل منذ البداية بقصف المشفى
وكانت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة اتهمت جيش الاحتلال بارتكاب المجزرة، وقالت عبر صفحتها على الفيسبوك: إنّ إسرائيل استهدفت المستشفى المعمداني بغزة الذي يأوي نازحين من العدوان المستمر على قطاع غزة، وإنه كان يحتمي به آلاف النازحين الذين هجرهم الاحتلال قسرا من بيوتهم.
وأضافت الوزارة أن الاحتلال الإسرائيلي هدد المستشفى المعمداني عدة مرات كباقي المستشفيات، وتعرض المستشفى للاستهداف قبل يومين كرسالة أولية، وهو ما رفضته إدارات هذه المستشفيات التي قالت إن الوضع الصحي الكارثي في القطاع لا يسمح بذلك.
وأدى قصف مستشفى “المعمداني”، بتاريخ 17 تشرين الأول/ أكتوبر لمقتل وإصابة المئات من الفلسطينين معظمهم نساء وأطفال ومرضى كانوا داخل المشفى. ويُعَدُّ المستشفى الأهلي العربي المعمداني أحدَ أقدم مستشفيات قطاع غزَّة، ويتبع للكنيسة الأسقفية الأنجليكانية في القدس.