خاص | ما أهمية اللواء 12 مدراعات الذي استهدفته إسرائيل اليوم جنوبي سوريا… خرائط ومعلومات خاصة تكشفها بوليتكال كيز
استهدفت طائرات الجيش الإسرائيلي بعدة غارات جوية موقعين لقوات النظام السوري في ريف درعا الشمالي بعد منتصف الليلة الماصية وتحديدًا قرابة الساعة 1:45 من فجر يوم الأربعاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر.
ونقلت وكالة “سانا” التابعة للنظام السوري عن مصدر عسكري قوله إن “العدو الإسرائيلي نفذ عدوانًا جويًا من اتجاه الجولان السوري المحتل مستهدفًا عددًا من نقاطنا العسكرية في ريف درعا” مشيرا إلى “مقتل 8 عسكريين و إصابة سبعة آخرين بجروح إضافة إلى وقوع بعض الخسائر المادية”.
ماذا استهدفت الغارات الإسرائيلية جنوبي سوريا؟
وقال مصدر خاص لـ”بوليتكال كيز | Political keys”: إنّ الاستهداف الأول جاء داخل اللواء 12 مدرعات التابع للفرقة الخامسة بقوات النظام السوري في مدينة إزرع حيث سقط 3 صواريخ داخل اللواء الأول منها استهدف مستودعًا يضم ذخيرة وأسلحة ومواد متفجرة ما أدى لوقوع عدة انفجارات داخله، فضلًا عن اندلاع حريق كبير داخله.
وأضاف المصدر، أنّ الصاروخ الثاني استهدف منظومة دفاع جوي كانت منصوبة داخل اللواء ما أدى لتدميرها بشكل كامل، أما الصاروخ الثالث فاستهدف منصة إطلاق صواريخ ومنصة إطلاق هاون أدى لتدميرهما بشكل كامل.
وتعتبر الصواريخ التي سقطت داخل اللواء 12 – وفقًا للمصدر – شديدة الانفجار والتدمير حيث إن الصاروخ الذي سقط داخل المستودع أدى لتدميره بشكل كامل إضافة لتسببه باحتراق جميع الذخيرة والمواد الأولية التي كانت بداخله.
وأكد المصدر الخاص، أنّ القصف الذي استهدف اللواء أدى لمقتل 17 عنصرًا من قوات النظام بينهم ضباط برتب مختلفة، فضلًا عن إصابة أكثر من 9 آخرين بجروح.
من جانبها نعت وسائل إعلام وصحفات النظام السوري عددًا من القتلى وهم، الملازم جعفر منصور، عقيل غانم، حسن سلامة، الملازم أسامة محمد من طرطوس، يوسف رعد من ريف حماة، الملازم أول حفيظ دملخي من حلب وهو من الطائفة العلوية، والرائد نصار زينب.
كما قتل عدد من عناصر “الميليشيات الإيرانية” بسبب تواجدهم داخل اللواء وهم يشرفون على عمليات إطلاق الصواريخ ومسؤولون أيضًا عن منظومات الدفاع الجوي وعن المستودعات داخله، وذلك تحت إشراف ضباط وخبراء عسكريين يحملون الجنسيات الإيرانية واللبنانية والعراقية.
وتابع المصدر، أنه قتل 3 عناصر من الحرس الثوري يحملون الجنسية الإيرانية بينهم قيادي ميداني مختص بالعمل على راجمات الصواريخ والهاون يدعى “مرتضى دوربين”، إضافة لسقوط قتيل من حزب الله اللبناني يدعى “حاج عبد المولى”، وكذلك إصابة 6 آخرين من جنسيات مختلفة نتيجة استهداف اللواء.
أين يقع اللواء 12 مدرعات وما هي أهميته؟
يمثل اللواء 12 مدرعات الواقع في “إزرع” بريف درعا والتابع للفرقة الخامسة أهمية كبيرة بالنسبة لقوات النظام، فهو يتضمن بحسب العميد “أحمد حمادة” ثلاث كتائب دبابات وكتيبة مسماة وكتيبة مدفعية وكتيبة دفاع جوي وسرايا اختصاصية، كما يضم مستودعات عديدة بعضها خاصة بالأسلحة والذخيرة وبعضها مستودعات صواريخ منوعة وبعضها مستودعات للأسحة المتطورة تضم العديد من المدرعات وعربات الشيلكا والمجنزرات، إضافة لوجود عدد من منظومات الدفاع الجوي وأنظمة الرادار المتطورة وأجهزة التنصت والتشويش، كما يوجد داخلها قاعات تستخدم للاجتماعات بين الميليشيات الإيرانية وقوات النظام، فضلًا عن وجود أنفاق وخنادق داخل اللواء تستخدمه الميليشيات لتخزين الأسلحة المتطورة والطائرات المسيرة القتالية، فضلًا عن كونه يعتبر مقرًا رئيسيًا لقوات الشرطة العسكرية الروسية في المنطقة.
وقد أعدت “بوليتكال كيز” خريطة توضح موقع القصف الإسرائيلي في مدينة درعا جنوبي سوريا:
وفي حديث خاص لـ”بوليتكال كيز | Political keys”، مع “العميد أحمد حمادة”، قال إنّ اللواء يقع ضمن ترتيب النسق الأول للفرقة الخامسة، التي يقودها اللواء “أسامة هايل حورية”، مشيرًا إلى أنّ الفرقة الخامسة تضم إضافة للواء 12، اللواء 15، واللواء 32 وفوج مدفعية ميدان، ويغطي الفرقة لواء دفاع جوي 69.
وأشار إلى أنّ الجبهة السورية تنقسم إلى قطاعات هي، القطاع الجنوبي والأوسط والشمالي، والفرقة الخامسة وضمنها اللواء 12 تحتل القطاع الجنوبي.
كما أكد “حمادة” أنّ اللواء 12 ضرب بعدد من الصواريخ أدت إلى تفجير مستودعات اللواء، أما الضربة الأخرى فاستهدفت سرية “الكوبرا” بين إزرع ونامر.
ما هي الرسائل الإسرائيلية من استهداف اللواء 12؟
وعن رأيه بمدى تأثير استهداف اللواء 12 وكونه يشكل تطورًا هامًا بعمليات الاستهداف الإسرائيلي أم هو استهداف رويتيني، اعتبر “حمادة” أنّ الاستهداف يعتبر نوعيًا ضد قوات النظام السوري، والذي جاء ردًا على إطلاق قذيفتين على الجولان وهو تحذير للنظام بألايسمح لأي كان أن يتخطى خط وقف إطلاق النار. مردفًا “قد اعتدنا بأن القصف الإسرائيلي كان يستهدف مواقع للميليشيات الإيرانية ولكن هذا الاستهداف ضرب موقع للنظام وهو تطور ضمن الأحداث التي تعصف بالمنطقة”.
من جانبه اعتبر العقيد “عبد الجبار العكيدي”، في حديث خاص لـ”بوليتكال كيز | Political keys”، أنّ قصف اللواء 12 التابع للفرقة الخامسة الموجود في منطقة إزرع، هو قصف لمستودعات تسليح في اللواء الذي يتواجد فيه تغلغل كبير لميليشيا “حزب الله” والميليشيات الإيرانية. مشيرًا إلى أنّ إسرائيل لاتقصف مستودعات فارغة، وإنما تعلم بوجود عتاد عسكري ضخم إلكتروني ومتطور.
وأضاف “العكيدي” أنّ هذا اللواء يقع بالقرب من قيادة الفرقة الخامسة، وهما يقعان في معسكر واحد ومدخل واحد، وأيضًا يقع بجانبه مباشرة مستودعات تسليح لفوج المدفعية التابع للفرقة الخامسة، مردفًا أنّ القصف يعتبر رسالة تهديد من قبل إسرائيل للفرقة التي تعتبر الأقوى هناك ألا تتدخل بالمعركة، فضلًا عن أنّ اللواء يضم تجمعات لميليشيا “زينبيون” و”فاطميون” وأيضًا المركز الثقافي الذي هو قريب جدًا من اللواء وتستخدمه الميليشيات كمقر لها، والأهم منه هو المطار الزراعي في إزرع والذي تستخدمه الميليشيات في إقلاع الطائرات المسيرة، فهنا تكمن أهمية قصف اللواء 12 من قبل إسرائيل. وربما تكون وردت معلومات أخرى لإسرائيل تتعلق بوصول أسلحة وصواريخ تمهيدًا لاستخدامها في قصف المناطق المحتلة.
قصف إسرائيلي يستهدف كتيبة الرادار في ريف درعا
كما استهدف القصف الإسرائيلي أيضًا كتيبة “الرادار” الواقعة بين منطقة إزرع وقرفا، التي تشرف عليها ميليشيا “حزب الله” اللبناني حيث تم تدمير عدة منظومات “رادار مطورة” ومنظومة رصد ومتابعة، إضافة لمقتل عنصرين من الميليشيات و3 من عناصر قوات النظام وإصابة آخرين بجروح مختلفة، وسط أنباء غير مؤكد أنّ من بين المصابين في استهداف كتيبة الرادار المدعو “أنس الغزالي” وهو متزعم مجموعة عسكرية بالميليشيات الإيرانية في المنطقة الجنوبية ويعتبر مقربًا من قيادات إيران.
وأكّد المصدر الخاص أنّ القصف أخرج كتيبة الرادار عن الخدمة بشكل مؤقت، وقد تم إسعاف القتلى والجرحى لمناطق مختلفة من ريف درعا عبر سيارات الهلال الأحمر وسيارات خاصة بالميليشيات واستمرت الاستنفارات لعدة ساعات حتى طلوع فجر اليوم.