هجوم حمـ.اس: ما وراء العيوب في التحليل الاستراتيجي وتقنيات الاستخبارات التكتيكية؟ صحيفة استخباراتية تجيب…
زعمت صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الإثنين 16 تشرين الأول / أكتوبر، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، أنّ نجاح هجوم حمـ.اس على إسرائيل من غزة في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، سيكون له عواقب بعيدة المدى على النموذج الإسرائيلي للأمن المتكامل، ولكن أيضًا على الثقة في تكنولوجيات المراقبة في البلاد، سواء محليًا أو للتصدير.
فهل كان ذلك بسبب فشل النظام في أعقاب هجوم إلكتروني، أو انقطاع التيار الكهربائي، أو خيانة داخلية في جزء من المحيط؟ سوف يكون تعلم الدروس أمرًا صعبًا، حيث يطرح المتخصصون في الجيش الإسرائيلي سؤالاً تلو الآخر حول عدم فعالية الجدار الحديدي، وهو الحاجز البري الدفاعي المحيط بقطاع غزة، والذي كان غير فعال على الإطلاق حتى قبل هجوم حمـ.اس في السابع من تشرين الأول.
وقالت الصحيفة في تقريريها الذي حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على نسخة منه، عادة ما يكون النظام وأجهزة الاستشعار الخاصة به حساسة للغاية لأدنى حركة على الأرض، ويمكن لبعض أجهزة الاستشعار اكتشاف الاختراق تحت الأرض عبر الأنفاق، وهو تخصص قديم للمنظمة الإسلامية الفلسطينية، وتتم مراقبة صور كاميرات المراقبة باستمرار من قبل مشغلي الأجهزة، ولا تترك الأبراج والأسلحة فارغة أبدًا، وهناك انضباط صارم في طريقة تنظيم الجولات، يؤدي أدنى تنبيه استشعار إلى النشر الفوري لدورية برية، بعد إقلاع طائرة استطلاع تكتيكية بدون طيار، ولذلك تتساءل القوات المسلحة الإسرائيلية الآن كيف تمكن المقاتلون من الاقتراب دون أن يتم اكتشافهم، في حين يتم عادة رصد الحيوانات الصغيرة.
وتبعًا للصحيفة، فقد تم تدمير الأبراج الأمنية في المواقع الرئيسية بواسطة عبوات ناسفة وضعتها حمـ.اس على طائرات تجارية صغيرة بدون طيار قبل الهجوم البري، دون أن يتم اكتشافها، ولا يستطيع المسلحون الفلسطينيون تشغيل طائراتهم التجارية بدون طيار على مسافة تزيد عن ثلاثة كيلومترات، لذا كانوا من الناحية النظرية ضمن محيط المراقبة لنظام الجدار الحديدي عندما تم شن الهجمات على الأبراج.
فلم تتمكن أنظمة الجدار الحديدي المضادة للطائرات بدون طيار من صد هذه الهجمات الجوية، في حين يدعي النظام أنه قادر على اكتشاف هذا النوع من الطائرات وتحييده، وفقًا لمنشورات الدعاية للنظام التي اطلعت عليها شركة إنتلجنس اونلاين، ولكن الطائرات التجارية الصغيرة بدون طيار أصغر بكثير من الطائرات العسكرية بدون طيار – وبالتالي لديها مساحة سطحية أصغر لصدى الرادار – ولذلك ظلت غير مكتشفة من قبل رادارات أنظمة الدفاع المضادة للطائرات القبة الحديدية، المسؤولة عن اعتراض الصواريخ وتقع في بعض الأماكن. 15 كيلومترا من السياج الأمني للجدار الحديدي.
وبحسب الصحيفة، فإنه مما يثير الدهشة أكثر أن هذا الضعف في الطائرات بدون طيار، نظرًا لأنه يبدو أن حمـ.اس تبنت العديد من أساليب الحرب غير المتكافئة التي شوهدت في جميع الصراعات الأخيرة، وخاصة في أوكرانيا، حيث تلعب الطائرات بدون طيار التجارية دورًا استخباراتيًا أساسيًا في توجيه الضربات قبل الهجمات.