بهدف التنافس مع الصين… أمريكا ترفع القيود عن “تسويق” صور الأقمار الصناعية
كشفت صحيفة “إنتلجينس أونلاين” الاستخباراتية الفرنسية، اليوم الإثنين 21 آب/ أغسطس، في تقريرها المدفوع، عن معلومات خاصة، حول إعلان واشنطن في 7 آب/ أغسطس، رفع القيود المفروضة على تسويق صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
وقالت الصحفية إن “القرار يعد بمثابة قرار ظرفي”، مشيرة إلى أنه يمثل “خطوة لزعزعة التنافس التجاري والتكنولوجي بين الولايات المتحدة والصين في هذا القطاع”.
ويشمل القرار “إزالة جميع القيود الفنية على مبيعات صور الاستشعار عن بعد، إضافة للحد من المناطق التي يحظر بيع مثل هذه الصور فيها على 1% فقط من العالم”، كما أن القرار يزيل القيود المفروضة على “المراجعات اليومية المتعددة للموقع لتصوير الأقمار الصناعية”.
وعلى الرغم من أنها قد تبدو أمور تقنية، إلا أن الإجراءات الجديدة التي اتخذتها الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) تمثل تقدمًا نوعيًا لمشغلي أجهزة المراقبة الأمريكية الموجودين في الأسواق الدولية بحسب الصحيفة.
وأضافت الصحيفة الفرنسية في تقريريها الذي ترجمته “بوليتكال كيز | Political Keys”، بأن تخفيف القيود “يعود بالفائدة على الشركات التي تحمل ما يسمى بتراخيص المستوى 3، والمتخصصة بشكل فريد في مجالها والتي لا يوجد بها منافسون تقنيون مباشرون في السوق الدولية”.
ومنذ عام 2020، كانت الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (NOAA) ملزمة بتصنيف منتجات “الفئة 3” في الوقت الذي “يحتفظ البنتاغون الآن ببعض الضمانات للأمن القومي الأمريكي”.
وأشارت الصحيفة إلى أن المنافسة السياسية والتجارية بدأت تتصاعد “بين القطبين الكبيرين”، مضيفة أن هناك “ضغوطًا شديدة من قبل الكونغرس لتغيير القواعد لأن الوقت كان ينفد بالنسبة لإدارة الولايات المتحدة و كانت الشركات الأمريكية تحتل موقفًا تقليديًا لدى عملائها الحكوميين في آسيا والشرق الأوسط والذين كانوا يفكرون في اللجوء إلى الصين للحصول على الإمدادات”، مؤكدة أن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كانت في مقدمة تلك الدول.
وأوضحت الصحيفة أن الولايات المتحدة قد قبلت أن الشركات الأوروبية، وعلى رأسها مجموعة “إيرباص”، قد تكون لديها فرصة للاستفادة من تخفيف القيود الأمريكية لتوسيع وجودها في سوق صور الأقمار الصناعية، بناءً على الثقة في التشريعات الحالية في البلدان الأوروبية، مشيرة إلى أن القيود التي تم فرضها منذ عام 2020 بدأت في تشكيل خطر على الهيمنة الغربية في هذا القطاع.
وكانت وكالة المخابرات الجغرافية المكانية الأمريكية “NGA”، التي تجري تقييمات منتظمة للمنافسة الدولية، تحذر الإدارة منذ عام 2021 من الوجود المتزايد للمنافسين الصينيين المتميزين بحسب الصحفية.
ولم يضيع مشغلو الولايات المتحدة وقتًا في إظهار قدراتهم فبعد الإعلان وفي نفس اليوم، أصدرت شركة “أمبرا سبيس” صورة رادار لنجمة تجارية بدقة فائقة تبلغ 16 سنتيمترًا لكل بكسل.
وكانت الشركة التي تمتلك ستة أقمار صناعية في حالة تشغيل، محدودة حتى ذلك الحين ببيع صور بدقة 25 سنتيمترًا.
وأشارت الصحيفة أن “اختيار صورة بدقة 16 سنتيمترًا كان ذو أهمية، حيث حددت السلطات الصينية 15 سنتيمترًا كهدف على المدى المتوسط لصورها، في إطار سياستهم التجارية الدولية حيث قاموا بإعداد عينات من البيانات للصور التي يمكن بيعها بدقة 50 سنتيمترًا” وهو ما أوضح تفوق الولايات المتحدة على الصين في هذا القطاع.