الجيش التونسي يعزز نفوذه بالسيطرة الكاملة على مشاريع الجنوب

عزّز الجيش التونسي نفوذه في الجنوب والصحراء عبر السيطرة الكاملة على مكتب تنمية الجنوب والصحراء، الذي كان تحت إشراف وزارة الاقتصاد والتخطيط منذ تأسيسه في نيسان/ أبريل العام الماضي بهدف تطوير المناطق الجنوبية.
بموجب مرسوم رئاسي صدر في 8 أيار/ مايو الماضي، قرر الرئيس قيس سعيد إعادة تسمية المكتب ليصبح مكتب تنمية رجيم معتوق للجنوب والصحراء، مع نقل جميع أصوله والتزاماته إلى الكيان الجديد الذي بات تحت إشراف وزارة الدفاع مباشرة.
يشرف وزير الدفاع خالد السهيلي الآن على هذا الهيكل، الذي توسّع دوره ليواكب استراتيجية الجيش في تنويع أنشطته الاقتصادية، التي بدأت منذ نحو عقد بمجال الزراعة.
المكتب الجديد ورث مهام وأهداف الهيئة الوطنية لإدارة الموارد الطبيعية، التي أُنشئت عام 1988، وكان دورها يتركّز على التنمية الزراعية من خلال إنشاء مزارع وبساتين نخيل في الجنوب، حيث طوّرت حتى الآن نحو 2500 هكتار ووزعتها بمعدل هكتار وسكن لكل مستفيد.
لكن مع إعادة الهيكلة، توسعت المهام لتشمل مجالات جديدة كاستثمار الطاقات المتجددة، السياحة الصحراوية، العلاج بالمياه الطبيعية، وتطوير الصناعات المحلية مثل الزجاج والجبس والمستحضرات الصيدلانية، إضافة إلى التجارة في المنتجات المحلية وحماية التنوع البيولوجي في المنطقة.
ورغم ضخامة الخطة التنموية، لم تعلن وزارة الدفاع عن تفاصيل تنفيذها أو نيتها التعاون مع القطاع الخاص، كما فعلت سابقًا في مشاريع بناء السفن.
ويندرج هذا التوجه ضمن صلاحيات وزارة الدفاع التي تشرف أيضًا على مكتب المزارع العسكرية، المنشأ بمرسوم في تموز/ يوليو 2023، والذي يهدف إلى توفير إمدادات ومعدات للجيش التونسي.