ملفات خاصة

خاص | للحديث عن حالات الترحيل القسري التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا مع المحامي محمد صبلوح

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع الناشط في حقوق الإنسان المحامي محمد صبلوح للحديث عن حالات الترحيل القسري التي يتعرض لها اللاجئون السوريون في لبنان من قبل الأمن العام والجيش اللبناني.

وعن مدى استمرار حالات الترحيل في لبنان والفئة الأكثر تعرضًا للترحيل من السوريين، قال صبلوح: “للأسف هذه مشكلة كبيرة لأنهم ليس لديهم معيار من هو المعارض للنظام ومن يمكن ترحيله، ونحن بالنسبة للحالات التي تصل إلينا نوقف ترحيلها فهي معرضة للخطر بسبب معارضتهم للنظام، لكن حالات الترحيل التي تحصل لعدم وجود معيار موحد، وهذه مشكلة قائمة إلى الآن للأسف، والانتهاكات التي تحصل من قبل أمن الدولة على السوريين، تتحمل مفوضية حقوق اللاجئين بالأمم المتحدة كامل المسؤولية ذلك، لسبب واحد وهو عدم تحركهم في أي من قضايا اللاجئين وهذا يضع علامات استفهام كبيرة”.

أما عن مدى مراعاة السلطات اللبنانية الحالات الأمنية للاجئين السوريين في عملية الترحيل، فأكد الناشط في حقوق الإنسان، “حصل ترحيل كبير من قبل الأمن العام والجيش اللبناني حتى لمعارضين للنظام السوري، وحصلت انتهاكات كثيرة، وقد وثقنا قيام الجيش اللبناني بتسليم معارضين للنظام بطرق غير قانونية، وعندنا أدلة كثيرة تثبت ذلك، مثل النقيب عبد الله عبد السلام، وامرأة اسمها منال علمنا بعد أربعة أشهر أنها موجودة في الأمن السياسي في دمشق، وكل ذلك مسؤول عنه القيادات الأمنية، لأننا أبلغناهم بضرورة فتح تحقيق بهذا الأمر ولم يفعلوا ذلك، نحن نوثق ما نستطيع من حالات الترحيل، ونظهر ذلك للإعلام والمجتمع الدولي لحماية المعارضين الباقين من مواجهة نفس مصير من سبقهم، ونوقف حالات الترحيل العشوائية، التي تخالف المادة الثالثة من اتفاقية مناهضة التعذيب الملزم فيها لبنان”.

تهديدات تطول العاملين في مجال حقوق الإنسان

أما عن الضغوطات والتهديدات التي يتعرض لها العاملون في توثيق الانتهاكات بحق اللاجئين، فأوضح صبلوح: “طبعا بحكم عملي والتوثيق الذي نقوم به ونظهره للمجتمع الدولي، نتعرض لمضايقات كثيرة منها في فترة من الفترات أنزل فأجد سيارتي مفتوحة جميع أبوابها، ومرة كانت محطمة، واتهامات بأنني عميل صهيوني، وكذلك تهديدات من أكثر من جهاز أمني، وكذلك ماحصل معي في المحكمة العسكرية وهو موضوع مرتبط بقرار من القيادة، وكذلك تصل بعض التهديدات لأشقائي بطريقة غير مباشرة من أكثر من جهاز أمني، وهم منزعجون منا جدًا، لكن في النهاية نحن نعمل في مجال حقوق الإنسان، وإن كان القضاء اللبناني لم يحاسب المنتهكين فنحن قادرون على التوثيق وفضح الانتهاكات وحماية الضعفاء والمنتهكة حقوقهم”.

وأردف: “تابعت اعتقالات لبعض الناشطين المعارضين السوريين العاملين في مجال حقوق الإنسان والتهديدات التي تعرضوا لها وخصوصًا بمناطق عرسال، للأسف أحد الناشطين لاحقوا إخوته وهددوه إما باعتقالهم أو وقف عمله في المجال، وبقي غائب عن الأنظار فترة من الزمن، وعندما أبلغ السفارات الأمريكية والأوروبية انزعجوا كثيرًا واتهموه بالكذب، عمومًا أي أحد يعمل في مجال حقوق الإنسان وفضح الانتهاكات هو عرضة للخطر والتهديد في أي وقت”.

غياب المعيار الواضح في عمليات الترحيل

أما عن مدى مراعاة الأجهزة الأمنية حالات المطلوبين للنظام السوري، فأكد صبلوح، “لايوجد معيار واضح لتحديد المعارض من غيره، سواء عند الأمم المتحدة أو الأمن العام، وأصبح الأخير يطلق أحكام ترحيل عشوائية، ونحن إذا جاءنا عسكري منشق عن النظام نقوم بإبراز بطاقته أو أي شيء يثبت ذلك، ونطلع مدير الأمن العام على ذلك، ليتم توقيف ترحيله، لكن لحد الآن يوجد انتهاكات تحدث بحث الأطفال القصر فقد تم تسليم أطفال بعمر ١٥ أو ١٦ عام لقوات النظام، وكذلك نواجه إشكالية أخرى في الأمن العام، وهي مع الأطباء فقد استطعنا إعادة طبيب لكن من داخل قوى الأمن أخرجوا له قرار منع دخول آخر، وقد راجعنا الأمن العام حول ذلك ولم يعترفوا، وطلبوا عمل نشرة قضائية فقمنا بذلك ولم يوجد عليه أي ملاحقات ولا أي شيء آخر، وبالتالي يوجد جهاز داخل الأمن العام هو من ينفذ تلك الأشياء، وقد يكون اللواء بيسري غير مطلع على ذلك، بالنسبة للجيش اللبناني فيقوم بخطف الناس من قلب عرسال بشهادة الأهالي، وينفذ ترحيلات عشوائية، وهذا كما هو معلوم مخالف للقوانين والأنظمة الدولية، وتقرير هيومن رايتس ووتش يؤكد تلك الانتهاكات التي قام بها الجيش اللبناني، ويؤكد على موضوع أن الأجهزة الأمنية تتقاضى مساعدات من الدول الأوروبية بحجة الحد من الهجرة غير الشرعية وبالتالي عندما يرتكبون تلك الأمور يعلمون أنهم محميون من تلك الدول، ولكن هل ذلك يبرر تلك الانتهاكات بحق أي إنسان؟”

وختم المحامي كلامه بالقول: “حالات الترحيل مازالت مستمرة لكن بشكل غير علني، فالأمن العام لايزال ينفذ عمليات ترحيل، يوجد مخالفات تحصل، ويوجد قاصر حمزة محمود المحمد، أهله في طرابلس تم ترحيله وتسليمه للنظام مع أن عائلته كلها في لبنان، وأيضًا قاصر اسمه حمزة العتر، صدر قرار ترحيله، وقد أثبتنا أن ٩ من عائلته متوفيين في سوريا، فأوقفوا قرار ترحيله وطلبوا منا أن نأتي بوالده لاستلامه، شعرنا بشيء غير طبيعي من استدعاء الأب، خشية ترحيله، فطلبنا من والده عمل وكالة لتسلمه، لكن لم يقبلوا بذلك ونحن نتابع القضية حتى الآن، بشكل عام الترحيل مستمر بشكل شبه يومي، وللإنصاف عندما نثبت للأمن العام أن الأشخاص المستهدف ترحيلهم يمكن أن تتعرض حياتهم للخطر، يقومون بإيقاف الترحيل، هذا بالنسبة للأمن العام، أما بالنسبة للجيش، فبعد الحملة التي قمنا بها مؤخرًا لم يصلني خبى عن حملات ترحيل قام بها، باستثناء المركب الذي أوقفه الجيش وسلمه كما هو للنظام السوري”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى