ملفات خاصة

تحقيق خاص | كيف انقلب النظام السوري على اتفاق المصالحة بريف حمص الشمالي وما هي دلالات اقتحامه لمدن المنطقة؟

رغم خضوعها لاتفاق تسوية في 2018 بضمانة روسية، شنت قوات النظام السوري حملة أمنية بمدينة تلبيسة صباح أمس الخميس 5 أيلول/ سبتمبر، شملت المزارع المحيطة بالمدينة بالإضافة لأحيائها السكنية، وبحسب مصادر “بوليتكال كيز | Political Keys”، شارك في الحملة أيضًا الفرقة 25 مهام خاصة وعناصر الأفرع الأمنية بتعداد يقدر بنحو 400 شخص توزعوا على المداخل الرئيسية للمدينة قبل أن يتم توزيعهم على نقاط ضمن الأحياء السكنية لتبدأ على إثرها عملية التمشيط قرابة الساعة الثامنة صباحًا.

واستقدمت قوات النظام السوري عددا من الآليات الثقيلة المتمثلة بعربات BRDM ومدافع B10 المثبتة على سيارات رباعية الدفع بالإضافة لرشاشات الدوشكا، الأمر الذي أدى لانتشار حالة من الرعب والتوتر داخل الشارع المدني.

وأكد مصدرنا أن الأهالي اعتبروا أن النظام متمثلًا باللواء حسام لوقا رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق أخلف بوعده الذي أدلى به قبل عدة أيام حيث أكد أن الحملة ستقتصر على بعض عناصر الأمن قبل أن يتفاجأ الأهالي باستقدام أعداد كبيرة من عناصر الجيش والعربات الثقيلة للمشاركة بالحملة.

ولفت إلى أن الحملة لم تتمكن من العثور على أي من المستودعات أو إلقاء القبض على المطلوبين الذين زعمت وجودهم داخل المدينة، والذين كانوا السبب الرئيسي بدخولهم للمنطقة.

وبعد دخول قوات النظام والفرقة 25 إلى أحياء المدينة حي الشمالي والواساطة وحي مفرق السعن والمشجر والحي القبلي والغربي بدأت عملية الانسحاب في تمام الساعه الواحدة ظهرًا ليتم على إثرها إعلان المدينة تحت سيطرة النظام وخلوها من المسلحين.

وحصلنا على مجموعة من الصور الخاصة التي تظهر انتشار عناصر الأمن والفرقة 25 داخل المدينة:

وأجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، الجمعة 6 أيلول/ سبتمبر، حوارات خاصّة مع العقيد عبد الجبار العكيدي، والمحلل السياسي د. باسل معراوي، والعميد أحمد حمادة، للحديث عن حملة النظام السوري الأمنية على مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، أسبابها ودلالاتها وتأثيرها على ملف اللاجئين ومسار التطبيع الدولي مع النظام نفسه.

أولًا: أسباب الحملة

العقيد عبد الجبار العكيدي قال في مستهل حواره مع “بوليتكال كيز | Political Keys” إن “النظام السوري لا يحتاج لأسباب لعملياته الإجرامية وترويع الأهالي وإخضاعهم، لكن أسبابه المعلنة لاقتحام تلبيسة اعتقال المطلوبين لأجهزة الأمن وبعض المتمردين بحسب وصفه وهم الرافضون لاتفاق التسوية، ولكن حقيقة الأمر عملية إذلال وإخضاع للناس، ورسالة بأنه لا يمكن لأحد أن يخرج عن الأسد أو يقول لا للنظام ويبقى في مأمن حتى لو صالح، ومهما كان كفيله”.

وأضاف العكيدي:

“من أجرى هذه المصالحات جزء منهم كان منضويا مع الفصائل المقاتلة المعارضة وجزء مدني، وكانت المصالحة بضمانة روسية، وقد نكث النظام بها من الأشهر الأولى واعتقل منهل الضحيك قائد جيش التوحيد ومات تحت التعذيب”.

العقيد عبد الجبار العكيدي – خبير عسكري

وتابع العكيدي: “تلبيسة مدينة معارضة منذ الثمانينات، وكانت من أوائل المدن التي انتفضت في وجه النظام ولعبت دورا كبيرا في الثورة السورية ولذلك أراد النظام إخضاعها”.

من جهته، قال باسل معراوي في مستهل حواره مع “بوليتكال كيز | Political Keys” إن سبب اقتحام تلبيسة هو “الضخ الإعلامي الكثيف للصفحات الموالية عن قرب اقتحام إدلب وإعادة السيطرة على السويداء حيث لم يتحقق شيئ من هذا، أيضا تعرض النظام لانتكاسة أخرى في دعمه مع الإيرانيين لحملة جيش العشائر الأخيرة التي لم تنجح وأفشلتها ميليشيات قسد، كما أن قوات النظام تعاني من استنزاف كبير في الآونة الأخيرة من نشاط خلايا داعش في بادية الرقة وبادية تدمر”.

وأضاف معراوي أن “النظام آخذ وضعية النعامة في الحرب التي تدور في مناطق سيطرته بين الطيران الإسرائيلي وميليشيات حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الايراني،وحيث تحولت مناطق سيطرته إلى حلبة للصراع وهو يتفرج، لذلك استعراض القوة واقتحام مدينة ليست تحت سيطرته بالكامل وإنما يحيط بها تظهر للحاضنة الشعبية قوات عسكرية للنظام تقتحم مناطق معادية وتلتقط الصور وتخرج دون أي اشتباك أو تنفيذ لتهديدات أطلقتها باعتقال مطلوبين لديها أو متخلفين عن الخدمة الإلزامية في صفوف قواتها”.

أما العميد أحمد حمادة، فقال إن

“النظام انقلب على اتفاقيات خفض التصعيد في المنطقة الجنوبية وفي الغوطة وكذلك في شمال حمص، فالحملة الأمنية التي يقودها قادة الأفرع الأمنية والتي تهدف إلى إظهار السيطرة والقوة فهي انقلاب على اتفاقيات 2018 التي سمحت بخروج المعارضين للاتفاق إلى الشمال وعدم ملاحقة المطلوبين”.

العميد أحمد حمادة – خبير عسكري

 

وأضاف حمادة: “أما الأسباب في اقتحام تلبيسة فأتوقع بأنها كالتالي: أولًا الضغط العسكري من خلال رغبة النظام في فرض السيطرة الميدانية على المنطقة وتلبيسة جزء من شمال حمص كالرستن وباقي البلدات، ثانيًا يريد النظام إظهار القوة وبأنه مسيطر وخاصة بعد مسير قطار التطبيع مع بعض الدول، ثالثًا يحاول النظام تهميش المعارضة وتجريدها من الأوراق التي بحوزتها وأهمها الجغرافيا والضغط على السكان بأن النظام انتصر”.

ثانيًا: دلالات الحملة

وعن دلالات الاقتحام، قال العكيدي إنها “كثيرة، أولها أن

النظام لا يهتم لا بالدول ولا بقرارات المنظمات الأممية ولا بمسار التطبيع، كأنه يقول من يريد أن يطبع بالمجان فأهلا وسهلا أما أنا فليس لدي استعداد لتقديم أي تنازل

العقيد عبد الجبار العكيدي – خبير عسكري

 وثاني هذه الدلالات أن هذا النظام لا يقبل أن يقول له أحد كلمة لا ولا يقبل أي معارضة ويريد الحل الأمني دائما”.

من جهته، قال معراوي: “أعتقد أن دلالات تلك العملية مهمة حيث لم تجر تلك العملية لتحقيق أسباب يريددها النظام بل لدلالات يريد تصديرها لعدة أطراف، أولها الحواضن المجتمعية المتذمرة من الحالة المعيشية والغلاء الفاحش وانعدام أبسط متطلبات الحياة، حيث توجد خشية من حدوث انفجارات مجتمعية تشابه ماحصل في السويداء منذ أكثر من عام وهذه المرة ستكون في معاقله الساحلية ودمشق، خاصة أن النظام يتوقع تدهورا أكبر للحالة الاقتصادية مع احتمال تصاعد العنف وحدة الصراع بين إسرائيل والميليشيات الإيرانية مع توارد تحليلات أو مؤشرات كثيرة عن فتح جبهة الجولان بريا”.

أما حمادة فقال إن “العملية تعكس تصعيدًا في الوضع الأمني في المنطقة التي كانت تعتبر منطقة مصالحات وهذا يعني بأن الحل الأمني والعسكري هو الخيار المفضل للنظام، فهذه العملية تعكس رغبة النظام في السيطرة على المناطق التي تعتبر خارج سيطرته والتي خضعت للتسويات”.

ثالثًا: تأثير الحملة على ملف اللاجئين

أوضح العكيدي أن “حملة تلبيسة رسالة للاجئين، كما قال سابقا عصام زهر الدين: (نصيحة لا حدا يرجع)، فالنظام والإيرانيون لا يريدون عودة اللاجئين، ولو يستطيع النظام ترحيل ما تبقى من سكان وإبقاء فقط المجتمع المتجانس الذي تحدث عنه بشار الأسد لفعل”.

من جهته، أكد معراوي أن

“مشهد الاقتحام يسهم في تعزيز عدم رغبة الأسد باستقبال أي لاجئين بعد إبرام تسويات ومصالحات معه، وإبقاء ورقة اللاجئين القوية بيده والتي يضغط بها على دول الجوار وأوروبا أيضا

د. باسل معراوي – محلل سياسي

ويريد استثمار تلك الورقة لقاء منافع سياسية ومادية كتعويمه إقليميا ودوليا ورفع العقوبات عنه وإعادة الإعمار لترميم البنية التحتية وتشييد المساكن وطي صفحة الحل السياسي باعتباره جزءا كبيرا من حل أزمة اللاجئين”.

أما حمادة فقال إن “هذه العملية تعيد للاجئين فكرة عدم الأمان وعدم الوثوق بوعود النظام، فعودة اللاجئين تتطلب الأمن والأمان والاستقرار، وإن هذه الاقتحامات الأمنية تجعل العودة غير ممكنة وهذا ما يسعى النظام لإيصاله في ظل السير في خطى التغيير الديموغرافي”.

رابعًا: تأثير الحملة على مسار التطبيع مع النظام

ختم العميد عبد الجبار العكيدي حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “مسارات التطبيع لم تنجز شيئا حتى الآن، ولم يكن لها أي أثر ملموس، وفي حين أن النظام لا يريد تقديم أي شيء لا للدول العربية ولا لغيرها، يريد من الدول الأوروبية أن تقدم له المال لإعادة الإعمار، وبالتالي كل مسارات التطبيع فاشلة، فالنظام لا يقبل عودة اللاجئين والحل السياسي وتطبيق قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها جنيف و2118 و2254، ولا يريد سوى الحل الأمني الذي بدأه منذ اليوم الأول لانطلاق الثورة السورية في آذار 2011”.

من جهته، أشار معراوي إلى أنه “قد يكون وراء قرار النظام بالدخول إلى تلبيسة قرار إيراني لإحراج الروس الذين رعوا اتفاقيات خفض التصعيد وإظهارهم بالمظهر العاجز في سوريا، ويمكن أن يطيح مشهد اقتحام تلبيسة ببقايا المصداقية عند الروس، إذ قد يكونون يفكرون بعرض اتفاقيات تسوية في الشمال السوري بعد موافقة الأتراك، ليس مستبعدا هذا الاحتمال وذلك لعرقلة مسار التطبيع التركي مع نظام الأسد برعاية روسية والذي تعارضه إيران جملة وتفصيلا”.

وختم المحلل السياسي، د. باسل معراوي، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys”، بالقول إن “

هذا النظام عدو لنفسه أيضا بحكم بنيته فهو لا يقبل الانفتاح على أي إصلاح لأنه يعرف أنه سيتداعى كأحجار الدومينو، ولا يقبل بتقديم أي تنازل للسوريين بينما يتلقى الصفعات والإهانات من غيرهم ولا ينبس ببنت شفة

د. باسل معراوي – محلل سياسي

كانت تجربة المصالحات في الجنوب سيئة جدا وبرضى ودعم روسي لأن العقلية الروسية تشابهه تماما، بحيث أن هذه الأنظمة الديكتاتورية تحكم بالقوة والإرهاب ولايمكن السماح بأي معارضة لها، لأن أي انفتاح مهما كان محدودا سيتدحرج إلى أن يشابه التجربة السوفييتية عندما اراد غورباتشوف إدخال إصلاحات بسيطة على نظام الحزب الشيوعي، فسقط تاليا الحزب الشيوعي وغورباتشوف وانهار الاتحاد السوفييتي، هذه تجربة حديثة ماثلة أمام أعين الطغاة”.

أما العميد أحمد حمادة فختم حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “هذه العملية هي دليل قاطع على أن النظام وأجهزته غير مهتمين بالتسوية السياسية وأنه يستخدم التطبيع والتسويات لكسب الوقت وفرض أمر واقع ومناورة باتت مكشوفة”.

اجتماعات سابقة

وكانت “بوليتكال كيز | Political Keys” قد كشفت نقلًا عن مصادر خاصة تفاصيل اجتماع موسع عُقد قبل الحملة على تلبيسة بيوم واحد، بين رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق، اللواء حسام لوقا، ووجهاء وأعيان مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي، للمرة الخامسة على التوالي، خلال الفترة الممتدة منذ أواخر شهر تموز/ يوليو الفائت، بحضور عدد من الضباط ورؤساء الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري.

وقالت المصادر الخاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys”، إن “اللواء حسام لوقا أكد خلال اجتماعه على نية الأفرع الأمنية البدء بتنفيذ حملة تمشيط تطول مجموعة من الأهداف داخل أحياء المدينة والمزارع المحيطة بها، بعد انتهاء المهلة التي تمّ منحها لرافضي التسوية والذين لم يقوموا بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم”.

وأضافت المصادر أن “اللواء حسام لوقا طمأن الوجهاء بعدم تعرض عناصر الأمن والدوريات المشاركة بالحملة الأمنية لأي شخص خضع للتسوية التي ما تزال مستمرة داخل مبنى البلدية، والذين حصلوا بموجبها على بطاقات تثبت إزالة جميع الطلبيات الأمنية المتعلقة بهم”.

وتابعت المصادر: “اللواء علي محمود نائب قائد الفرقة الرابعة طلب من الأفراد المتخلفين عن أداء الخدمة الاحتياطية على وجه الخصوص المبادرة لتسجيل أسمائهم لدى العميد عبد الرزق الشعبان الذي أسندت إليه مهمة فرز أبناء المنطقة لملاك الفرقة الرابعة ضمن الألوية والكتائب الموجودة في المنطقة الوسطى حمص-حماة”.

وحصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على صور خاصة لانتشار عناصر المخابرات التابعة للنظام السوري بمحيط مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي أثناء عقد الاجتماع بين رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق اللواء حسام لوقا ووجهاء وأعيان المدينة:

وفي 23 آب/ أغسطس الماضي، أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن رئيس شعبة المخابرات العامة بدمشق، اللواء حسام لوقا، عقد اجتماعًا موسعًا مع أهالي مدينة تلبيسة، بحضور رؤساء الأفرع الأمنية، وقائد الفيلق الثالث اللواء علي محمود، ورئيس اللجنة الأمنية والعسكرية اللواء أحمد معلا.

وقد أكد أحد أعضاء مجلس عوائل مدينة تلبيسة، في تصريح خاص لـ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن الاجتماع خلص إلى مجموعة من الطلبات المغلفة بتهديد مبطن من قبل اللواء حسام لوقا، الذي طالب المطلوبين بتسليم أسلحتهم والخضوع للتسوية السياسية.

وهدد اللواء لوقا حينها بإطلاق حملة أمنية تستهدف جميع المطلوبين البالغ عددهم 120 شخصًا وفقًا للجداول الاسمية المدرجة لديهم، بناءً على الدراسات المقدمة من فرع المعلومات التابع لجهاز المخابرات العامة.

وتوجه اللواء لوقا إلى مجلس عوائل مدينة تلبيسة ووجهائها بضرورة تسليم رافضي التسوية، مشيرًا إلى أنه في حال رفضهم سيتم اتخاذ إجراءات أمنية تشمل شن حملات دهم واعتقال، مع التعهد بعدم التعرض للأهالي الذين قاموا بتسوية أوضاعهم في المركز الذي افتتح مطلع الشهر الجاري.

من جهته، أكد مراسل “بوليتكال كيز | Political Keys” عدم ثقة أهالي المدينة بالتعهدات التي أطلقها اللواء حسام ورؤساء الأفرع الأمنية، محذرين من تدهور الأوضاع على الصعيد الأمني في حال بدأت قوات النظام السوري بتنفيذ تهديداتها.

وقد منح قائد الفيلق الثالث اللواء علي محمود أهالي المنطقة مهلة إضافية مدتها أسبوع لتسليم الأسلحة التي ما تزال بأيدي رافضي التسوية.

وحصلت ”بوليتكال كيز | Political Keys” في ذلك الوقت على مجموعة من الصور التي تظهر الانتشار المكثف لعناصر المخابرات، الذين قاموا بتوفير الحماية للوفد الأمني الذي زار المدينة:

وعقب الاجتماع أصدر مجلس عوائل مدينة تلبيسة بيانا جاء فيه: “بعد حضور اللجنة الأمنية والعسكرية إلى مدينة تلبيسة للمرة الرابعة خلال شهر واحد، أكد اللواء حسام لوقا أن الدولة غير راغبة في العمل الأمني، إلا أن استمرار بعض الأشخاص في رفض التسوية وعدم تسليم أسلحتهم واستمرار عمليات الخطف والسلب وتجارة المخدرات، وامتلاك بعض الأشخاص الذين قاموا بالتسوية سيارات مسلوبة وعدم إعادتها إلى أصحابها، أمور تستوجب تدخل الدولة لحماية مواطنيها”.

وقد أعدت ”بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة خاصة توضح موقع اجتماع اللواء حسام لوقا مع ممثلين عن أهالي مدينة تلبيسة بريف حمص الشمالي ومواقع التعزيزات التي انتشرت في المدينة:

وفي ختام هذا التحقيق، يبدو أن الحملة الأمنية التي شنها النظام السوري على مدينة تلبيسة تبرز مجددًا انقلابه على اتفاقيات التسوية التي أبرمت بضمانات روسية، دلالات هذه العملية لا تقتصر على السيطرة الأمنية والعسكرية فحسب، بل تحمل رسائل واضحة إلى الداخل والخارج مفادها أن النظام السوري مستمر في نهجه القائم على القمع وفرض الأمر الواقع، بغض النظر عن أي اتفاقيات سابقة أو تطلعات للتطبيع الدولي، وسط هذه المعطيات، يبقى مصير اللاجئين ومسار التطبيع مع النظام السوري رهينًا لتلك الحسابات الأمنية والعسكرية التي تعكس إصرار النظام على فرض سيطرته بأي ثمن، بحسب مراقبين.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى