خاص| للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع الباحث السياسي”محمد سنغارية علي”
أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع الباحث السياسي والخبير في الشأن الإفريقي “محمد سنغارية علي” للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان
وعن رأيه في اجتماعات جنيف بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ومدى قدرتها على فرض حل لإنهاء الاقتتال الدائر وإيصال المساعدات الإنسانية وحماية المدنيين، قال سنغارية علي، “الملف الإنساني له كل الأولوية لأن أكثر من يعاني من هذه الأزمة هم المدنيون، فهم يدفعون الثمن الباهظ من اقتتال الأطراف، وفي جنيف، أعتقد أن هذا الملف سيكون الأبرز وله الأولوية لأن عدد النازحين في الحرب السودانية في الدول المجاورة قد تجاوز المليون، وعدد الضحايا يفوق التصور… واليوم في مدينة الفاشر، المدنيون هم الضحايا وهم الوقود في الحرب بين الجانبين. وعليه، فلا شك أن هذا الملف سيكون له الأولوية المطلقة”.
أما عن تصريحات قائد الجيش السوداني أنه لا تفاوض مع “المتمردين”، ومدى تأثير ذلك على فرص إنهاء حرب، فاعتبر الباحث السياسي، أنه “لو قال قائد الجيش السوداني “لا تفاوض مع المتمردين”، لكن لو وجد طرف وسيط قوي قادر على فرض مخرجات ونتائج المفاوضات على كلا الطرفين، فلا شك أن البرهان سيتراجع عن هذا الكلام ويقبل بما يفرضه الطرف الوسيط”.
أما فيما يتعلق بعدم قدرة القوى السياسية في الداخلي السوداني على جمع الفرقاء السودانيين السياسين حول طاولة واحدة، فأوضح سنغارية علي، “نعم، هذا بالطبع منطقي لأن الحل يستبعد أن يأتي من الأطراف السودانية نفسها، بسبب التنافس السياسي التقليدي بين الطبقة السياسية في البلاد، وكل طرف يتنافس مع الآخر ويسعى للفوز عليه، وبالتالي، الأطراف المتنازعة لا يمكن أن تتوصل إلى حلول… الحلول عادة ما تأتي من أطراف خارجية، ولهذا نرى أن تعنت الأطراف السياسية الداخلية في السودان منطقي، لأن الطبقة السياسية مشغولة في تنافسات على المصالح الشخصية”.
من سيحسم المعركة عسكريًا؟
وعن التطورات العسكرية الميدانية في السودان ورجحان الكفة لصالح الدعم السريع مع تقدمه في الميدان في ولاية سنار جنوب شرق السودان ومدى تأثير ذلك على المفاوضات، فأفاد الباحث السياسي، “على الأقل في القريب العاجل، لا أرى أي طرف قادرًا على حسم الموقف على حساب الطرف الآخر، فبعد مرور عام من الاقتتال بين الجانبين، لا يمكن القول بأن أي طرف قادر على حسم المعركة عسكريًا… أستبعد هذا في القريب العاجل، وأرى أن الحل يكون بالتفاوض عبر المفاوضات وعبر الوسطاء المحليين والدوليين”.
أما فيما يخص مبادرة الاتحاد الأفريقي وإيغاد ومدى قدرتهم على جمع طرفي النزاع لإنهاء الأزمة، فأكد سنغارية علي أنّ “مبادرة الاتحاد الإفريقي والإيغاد، من حيث المبدأ، مبادرة في محلها ويرجى منها إيقاف الحرب… لكن كما قلت، هل الاتحاد الإفريقي قادر على فرض عقوبات على الطرفين أو إيقاف الحرب بالقوة وبالعقوبات؟ هذا هو السؤال المطروح… وفي اعتقادي، أن الاتحاد الإفريقي غير قادر على فعل هذا الأمر، ولو كان قادرًا لفعل ذلك منذ بداية الحرب. في تقديري، الاتحاد الإفريقي اليوم يريد حفظ ماء الوجه لنفسه حيال أزمة إفريقية كان من المفروض أن يكون الطرف الأساسي في إنهائها”.
وعن رأيه في السيناريو الأقرب في حال سيطرت قوات الدعم السريع على مدنية الفاشر في إقليم دارفور، فاعتبر الباحث السياسي، “السيناريو الأقرب هو سيطرة الدعم السريع على إقليم دارفور… أرى أن هذا سيوسع من نفوذهم، فكما قال حميدتي منذ بداية الحرب أنه يفكر في تشكيل حكومة في مناطق سيطرته، وإذا سيطر على إقليم دارفور، قد يلجأ إلى تنفيذ هذا الأمر ويشكل حكومة في مناطق سيطرته، بما في ذلك إقليم دارفور الكبير والواسع، ولكن ذلك لا يعني حسم الموقف وإنهاء الحرب، فإذا هُزم الجيش السوداني في إقليم دارفور، لن يقف مكتوف الأيدي وسيعود للتسلح مرة أخرى لاستعادة السيطرة في الإقليم، مما يعني أن الحرب لم تنتهِ بعد، وهذا السيناريو سيشعل نار الحرب ويطيل مدتها”.