خاص | للحديث عن تطورات الملف السوداني… بوليتكال كيز تجري حوارًا مع السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني “كمال كرار”
أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الأربعاء 10 تموز/ يوليو، حوارًا خاصًّا مع السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار، للحديث عن تطورات الملف السوداني.
وقال كرار عن سبب عدم حضور حزبه الاجتماعات القائمة في العاصمة المصرية القاهرة لبحث سبل السلام وإنهاء الحرب في السودان، “إننا تلقينا دعوة من وزارة الخارجية المصرية، ورددنا عليهم بالاعتذار لأسباب فصلناها في رسالتنا لهم كالآتي: يتفق ويدعم حزبنا رؤيتكم في أن يكون أصل حل الأزمة سودانيًا، وأن يقتصر ويصب الدور الخارجي في المساعدة ودعم ما يتوصل ويرتضيه السودانيون من حلول، لقد لوحظ أن عددًا من الأطراف المشاركة في تصميم المبادرات الخارجية المطروحة قد انزلق وتجاذبتها المصالح والأطماع في موارد السودان وفي مد نفوذها على المنطقة والإقليم، ومالت لدعم ومساندة أحد طرفي الحرب بل وتورطت في إمداد هذا الطرف أو ذاك بالسلاح والعتاد واللوجستيات والمعلومات الاستخباراتية مما قاد لاستطالة الحرب”.
وأضاف موضحا رسالتهم للخارجية المصرية: “من جانب آخر يرى الحزب أن الجمع بين كافة أطراف القوى السياسية والمدنية السودانية في ملتقي جامع تحت دعاوي التوافق تحقيقًا لوحدة وطنية لا يمثل حلًا للأزمة في السودان، بل يعمل على العودة والدفع نحو مسار تراكم الأزمة العامة وما صحبها من عدم استقرار سياسي وأمني، وتبعية للخارج”.
وتابع: “يرى الحزب أن الدعوة لملتقى جامع يضم كافة القوى السياسية والمدنية السودانية، أغفلت حدوث الثورة وما قدمه شعب السودان من تضحيات غالية لإحداث تغييرات عميقة في بنية السلطة والثروة، وخط طريق التطور المستقل للنهوض بالوطن وارتقاء حياته، خلطت الدعوة وسعت للجمع بين القوى السياسية والمدنية التي قاومت وناضلت ضد نظام الإنقاذ محققة الثورة وحراستها من الأعادي حرصًا على الوصول لغايتها وبين القوى التي ناهضت الثورة وعملت على إجهاضها ممثلة في فلول النظام والقوى السياسية المدنية التي تحالفت ودعمت وشاركت نظام الإنقاذ المدحور في السلطة لحين سقوطه في 11 نيسان/ أبريل 2019”.
وقال كرار إن ختام رسالتهم للخارجية المصرية كان: “بذلك يكون قد تحقق للأطراف المتحاربة وحلفائهم ثمرات الحرب التي أشعلوها للإجهاز على الثورة وأهدافها، حزبنا يواصل نضاله مع الجماهير ويعمل على تنظيم ورص القوى السياسية والاجتماعية صاحبة المصلحة في الثورة من أجل إيقاف الحرب واسترداد الثورة”.
وأكد كرار أن “جمع المتناقضات لا يعالج المشكلة القائمة، والدليل الاختلافات والبيانات المتضاربة حول البيان الختامي، هؤلاء الذين اجتمعوا في القاهرة، يرغبون في أن تصبح الحرب مطيتهم للسلطة، كل حسب موقعه من أطراف الحرب، لذلك المواقف غير مبدئية، والاجتماع أيضا كان هدفه إدخال المؤتمر الوطني وبعض الواجهات الإسلامية فيما يسمي بالتوافق السياسي، وهذه السيناريوهات هدفها في النهاية إيجاد تسوية بين هذه القوى تمهيدا للشراكة مع العسكر مستقبلا، ومع ذلك فشل المؤتمر في مسعاه”.
ولفت كرار إلى أن “مؤتمر القاهرة سيلحق بالمؤتمرات السابقة، وكأنه تظاهرة علاقات عامة تنتهي بانتهاء المؤتمر، البيان الختامي نفسه والمختلف عليه كان مجرد أماني، لذلك لن يؤثر في المشهد القائم”.
وشدد كرار على أن “الحرب الآن هي حرب بالوكالة وأهدافها سياسية، وأطرافها تشيطن أي دعوة للسلام لأن استمرار الحرب يخدم أهدافا وأجندة خارجية وداخلية، وبالتالي فإن كل دعوة لوقف الحرب لم تجد آذنا صاغية، بسبب انعدام وسيلة ضغط فعالة على الطرفين”.
وبخصوص مواقف مصر، قال السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار، إن “مواقف مصر الرسمية ينظر لها الشعب السوداني بعين الريبة والشك، كون مواقفها من الثورة ملتبسة، ورهانها علي العسكر كان واضحا، والآن تبدو وكأنها منحازة لأحد أطراف الصراع، كما أنها مهتمة الآن بإشراك رموز النظام البائد في الترتيبات لوقف الحرب والسلطة الانتقالية، هذه المواقف لا تجعل مصر مؤثرة في الحالة السودانية بشكل كبير”.
وأعاد كرار التشديد على أن “الحل في الداخل، في الإرادة الشعبية والضغط الشعبي لإيقاف الحرب واسترداد الثورة وإكمال مهام الفترة الانتقالية”، وأن “قضايا السلطة الانتقالية ومهامها يحددها شعب السودان لا القوى الخارجية، وثورة ديسمبر وقواها حاضرة في المشهد، ولا يمكن ان تسمح باختطاف الثورة”، مضيفا: “هذا هو طريقنا، تصعيد النضال الجماهيري ضد الحرب والتسوية وخلق أوسع جبهة ثورية من أجل هذه الأهداف”.
وأشار إلى أن “التقدم الميداني للدعم السريع، ربما كان يهدف لامتلاك كروت ضغط كافية في حالة قيام مفاوضات لاحقا، فبقدر التفوق العسكري تتحقق مكاسب سياسية على طاولة التفاوض”، متابعًا: “هكذا هم يفكرون، ولكن الحرب واتساعها والانتهاكات الفظيعة المرتكبة فيها توضح أنها حرب ضد الوطن والمواطن”.
وختم السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، كمال كرار، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “قادة الحرب لا يأبهون بالمجاعة، ولا بالأوضاع الإنسانية، بل ينفون حتى المجاعة، ونلاحظ أنهم يعرقلون محاولات الأمم المتحدة لفتح معابر للإغاثة، وهذه جريمة أخرى تضاف لسجل جرائم الحرب، هذا الموقف قد بجر لتدخلات عسكرية دولية تحت غطاء توصيل الإغاثة بالقوة”.