خاص | للحديث عن الحرب “المحتملة” بين إسرائيل وحزب الله… بوليتكال كيز تجري حوارًا مع الأستاذ “طارق المبيّض”
أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، اليوم الثلاثاء 25 حزيران/ يونيو، حوارًا خاصًّا مع أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان، طارق المبيّض، للحديث عن الحرب “المحتملة” بين إسرائيل وحزب الله.
وقال المبيّض إن “ما يجري بين إسرائيل وحزب الله تخطى قواعد الاشتباك، وهو حرب مفتوحة يومية، لكن كل طرف يضرب بمدى معين، والطرفان لا يريدان توسيع الحرب، ومع ذلك عادت نتائج كارثية على الطرفين، فمن جانب الأراضي المحتلة تم تدمير قاعدة مايرون الجوية التي تبلغ مساحتها قرابة 170 ألف متر مربع، وأخليت مستوطنات كبيرة، ومن الجانب اللبناني تم إخلاء القرى الحدودية ووصل الاستهداف إلى بيروت وطال قيادات كبيرة مثل العاروري”.
وأضاف أن “الحرب واقعة، نظرًا لما تراه إسرائيل، خصوصًا بعد عملية 7 تشرين الأول/ أكتوبر، حيث اقتحمت فصائل المقاومة الفلسطينية وقتلت مئات من جنود الاحتلال، وهي لا تملك نصف إمكانيات حزب الله، ولذلك يخشى الاحتلال من وجود كيان مسلح آخر على حدوده ومن تنفيذ عمليات مشابهة، فهو يتحتم عليه تنفيذ عملية عسكرية ما ليقنع المستوطن الإسرائيلي بأن جبهته الشمالية آمنة، وفي هذه الحرب إسرائيل تعول على أمريكا”.
وتابع أستاذ العلوم السياسية: “إذا نظرنا إلى تاريخ الصراع اللبناني الإسرائيلي خلال عشرات السنين الماضية، نرى أن إسرائيل لا تستهدف المقاومة بقدر ما تستهدف منشآت الدولة الرسمية، حيث ضربت في الستينيات مطار بيروت بالطيران، وضربت الجسور والمرافق الحيوية بين 1990 و2000 وفي حرب 2006، وهناك أقوال تفيد أن لإسرائيل يدًا في انفجار مرفأ بيروت أيضًا، وكل ذلك ذلك يرجع لسبب بسيط، وهو أن ضرب المقاومة يشبه ضرب الأشباح نظرًا لتماهي المقاومة في بيئتها في الجنوب اللبناني، ولاستهداف قيادي واحد تسخر إسرائيل إمكانيات هائلة استخباراتية وعسكرية وهذا لا يجدي نفعًا، لكن اليوم، حتى استهداف المنشآت الرسمية لم يعد سهلا على إسرائيل، نظرًا لتوازن الردع الحاصل حيث هدد حزب الله بأن كل استهداف لمنشأة لبنانية سيقابله استهداف مماثل داخل الأراضي المحتلة، وهو بالفعل قادر على ذلك حيث يمتلك اليوم صواريخ ذكية قادرة على الوصول وضرب الأهداف الدقيقة”.
وبخصوص الخرق الجوي الذي أحدثه حزب الله فيما يتعلق بـ”مسيّرة الهدهد”، ووزن ذلك سياسيًا وعسكريًا، قال المبيض إن “ما حصل في حيفا أكثر من خرق في سماء حيفا، وهناك رسالتان أساسيتان من عملية الهدهد، الأولى أن حزب الله قادر على الوصول إلى تلك المناطق ولن يمنعه الدفاع الجوي، والثانية أن المعادلة هي بيروت مقابل حيفا وأن كل استهداف لمنشأة لبنانية سيقابله استهداف مماثل داخل الأراضي المحتلة”.
وفيما يتعلق بخطاب نصر الله “الحماسي”، قال المبيض إن “هذا الخطاب كان مفصليا وجاء بعد عملية الهدهد التي تحمل معاني كثيرة، وجاء مواكبًا لما يحدث في رفح، بداية نهاية العملية البرية الإسرائيلية في غزة، وهو يعلم والكل يعلم أن اليوم التالي بعد الحرب على غزة هو حرب على لبنان، ونحن أمام أسابيع مقبلة صعبة خصوصا أن إسرائيل من عادتها شن حروبها صيفًا”.
وفيما يخص تهديد نصر الله لقبرص ودلالات ذلك على الصعيد السياسي، قال المبيض: “أعتقد أن الأمر سيبقى في خانة التهديد، لأن قبرص عضو في الاتحاد الأوروبي، وهذا التهديد جاء لأن إسرائيل قد تعتمد على مطارات قبرص لشن غاراتها على لبنان بعد أن يكون الحزب قد دمر المطارات الإسرائيلية في بداية الحرب المحتملة”.
وختم أستاذ العلوم السياسية في الجامعة اللبنانية وجامعة الجنان، طارق المبيّض، حواره الخاص مع “بوليتكال كيز | Political Keys” بالقول إن “مجريات الحرب -في حال اندلعت- هي ما تفرض تدخل أو عدم تدخل النظام السوري والمليشيات الإيرانية، لكن من البديهي أن فتح جبهة لبنان يعني بالتأكيد فتح جبهة الجولان السوري لأن الجغرافية متصلة، ولا أعتقد النظام السوري من مصلحته أو مصلحة جيشه التدخل في هذه الحرب، ولذلك أستبعد انخراطه، لكن أعتقد بأن الحوثيين في اليمن والمليشيات في العراق ستشارك بشكل أكبر”.