خاص | للحديث عن انعكاسات مقتل الرئيس الإيراني… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية
أجرت ”بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع “موسى أفشار” عضو لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية للحديث عن انعكاسات مقتل رئيسي على المشهد السياسي الداخلي في إيران.
فقال: إن مقتل إبراهيم رئيسي تُعتبر صدمة كبيرة للنظام الإيراني، إذ كان يُعَدُّ ركيزة أساسية في دعم حكم المرشد الأعلى، علي خامنئي، و على الصعيد الداخلي، تفتح وفاته الباب أمام تصاعد الصراعات بين الفصائل المختلفة داخل النظام، التي تتنافس على السلطة والنفوذ، وصحیح أن وجود خامنئي بصفته المرشد الأعلي هو فصل الخطاب لکن خامنئي نفسه ومن أجل أن یمسك بزمام القيادة والسيطرة کان بأمس الحاجة إلی شخص مقرب إلیه کرئیسي – ولا غیره- وان مصرع الأخیریترك فراغًا لن یستطیع خامنئي سده بتاتًا.
هذا يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات سياسية أوسع وزيادة عدم الاستقرار، مما يُعزز المخاطرة باندلاع الانتفاضة، خاصة وأن المجتمع الإيراني يعاني بشدة من الضغوط الاقتصادية والاجتماعية، ويتجه نحو حالة من الانفجار، فيما يتعلق بالسياسة الخارجية، فمن المحتمل أن تؤدي وفاة رئيسي إلى زيادة الضغوط الدولية على إيران، خاصة مع تزايد الدعوات للتحقيق في دوره في انتهاكات حقوق الإنسان والمجازر السابقة.
وهذه التطورات قد تؤدي إلى زيادة العزلة الدولية للنظام الإيراني وتعقيد محاولاته لتحسين علاقاته مع الدول الأخرى، من ناحية أخرى، قد يسعى النظام إلى تعزيز موقفه عبر تصعيد السياسات العدائية لإظهار القوة والحفاظ على السيطرة الداخلية، مما قد يؤدي إلى زيادة التوترات الإقليمية والدولية.
ما هو السيناريو المرجح لديكم حول سبب الحادثة ومن يقف وراءها؟
أثار وما زال جدل کبیر بسبب الحادثة سقوط المروحیة ومقتل إبراهيم رئيسي و وزیر خارجیته ، حيث تتباين الآراء والتوجهات بشأن كيفية مصرعه والظروف المحيطة بها. هل تم اغتياله؟ هل كان هناك مؤامرة معدة لقتله؟ كيف ولماذا ركب أمير عبد اللهيان والآخرون في اللحظة الأخيرة هذه المروحية فيما كان من المفترض أن يستقلوا مروحية أخرى؟ هناك قصص وروايات متنوعة تدور حول هذه الأحداث.
من بين هذه الروايات، تثير الشكوك مسألة اغتيال رئيسي بسبب وجوده في أذربيجان، التي تحافظ على علاقات مع إسرائيل، كما يُرجح بعض الأشخاص أن خامنئي نفسه كان وراء مقتله، ربما لأنه يرغب في تعيين ابنه كخليفة له، ومع ذلك، يُعتبر هذا الاعتقاد غير مقنع للبعض، خاصة مع المعرفة بنظام ولاية الفقيه، حيث لا يُمكن لرئيسي أن ينجح خامنئي بدون تعيينه رسميًا كخليفة.
وهنا جدیر بالذکر بأن النظام الإيراني، الذي يزعم دائمًا تحقيق إنجازات كبيرة في الصناعة العسكرية، وجد نفسه متورطًا في ضعف هذه الادعاءات بعد حادثة تحطم مروحية إبراهيم رئيسي، المعروف بـ”جزار طهران”، وفشل النظام في تحديد موقع سقوط المروحية، وتم اكتشاف ذلك بواسطة الطائرات التركية بدون طيار، مما أدى إلى تصريحات كاذبة لإخفاء المنطقة والتستر على الحادثة.
لم يُعلن علي خامنئي عن سقوط رئيسي على الفورفي حین کانوایعرفون ذلك خیر المعرفة، بل استمر في طمس الحقيقة حتى اليوم التالي -ايبعد ۱۸ ساعة تقریبًا د- ، في محاولة للسيطرة على الوضع ومنع اندلاع الانتفاضة. هذه الحادثة كشفت الضعف الاستراتيجي والثغرات العسكرية للنظام، وبالتالي تأثرت قدرتها العسكرية وقاعدتها الشعبية.
موقع رویداد 24 أكد أن إيران تمتلك أسطولًا من الطائرات بدون طيار المتنوع والمتطور، ولكن الواقع كشف عن عجزها في هذا الجانب، حيث اضطرت للتوجه إلى دول أخرى للمساعدة بعد رفض الولايات المتحدة بحجة المشاكل اللوجستية وقبول تركيا بالمساعدة.
علی أية حالة وبغض النظر عن التفاصيل وجدل واسع حول سبب الحادثة ومقتل رئيسي، فإن الجوانب السياسية للأمر هي ما يهم المقاومة الإيرانية، إن معرفة كيفية الحادثة ومصرع إبراهيم رئیسي بالضبط ليست أمرًا مفيدًا، بل يجب فهم النتائج والتأثيرات السياسية المحتملة لهذا الحدث.
من هم المرشحون لخلافة رئيسي ولخلافة خامنئي وهل من انعكاسات لموت رئيسي على التيار المتشدد؟
في الوقت الحالي، تظل الأسماء المرشحة لخلافة رئيسي غير مؤكدة، ولكن من المتوقع أن يكون من بينهم شخصيات مقربة من خامنئي، وطرحت وسائل الإعلام الحکومیة أسماء أبرز المرشحين المحتملين لها، والذين قدر عددهم بـ36 مرشحًا محتملا، إلا أن واحدًا فقط من بينهم، من أعلن ترشحه حتى الآن وهو سعید جلیلي عضو سابق في الحرس الثوري وعضو في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية التابع للمرشد علي خامنئي وکذلك عضو في مجمع تشخيص مصلحة النظام، وممثل المرشد في المجلس الأعلى للأمن القومي.
وهناك أسماء تذکر في الوسائل الإعلام والشبکات الإجتماعیة من أمثال:محمدباقر قاليباف: قائد الحرس الثوری السابق وأمين بلدیة طهران السابق ومرشح الانتخابات الرئاسية السابقة ومنافس لرئیسی، و محمد مخبر دزفولي، وهونائب رئیسی و رئیس الموقت للنظام وسعيد جليلي كبير المفاوضين في الملف النووي، يعرف بولائه الشديد لخامنئی و پرويز فتاح رئيس مؤسسة المالیة الضخمة، وباسم مستضعفان، وغیرهم من المرشحین ولکن قبل ذلک علینا ان نعرف کیف وصل إبراهیم رئیسي وصل إلی الرئاسة لکی نعرف من سیکون رئیس الجدید.
وبعد سنوات، کان ینادي علي خامنئي المرشد الأعلى بتشکیل حكومة شابة ذات توجه حزب الله، في هذا السياق، اختار إبراهيم رئيسي لتولي منصب الرئاسة، حيث فرضه علی الآخرین بعد دفع تكاليف باهظة، وهنا من الضروري أن نتسائل من کان رئیسي و کیف اختاره خامنئي بعد خمیني.
وبعد وصول خمیني إلی السلطة في إیران کان عمره تقريبا 18 عشر عامًا، أي إنه لم ينخرط في أي نشاط سياسي وإنما کان طالب في حوزات الدینیة في مدینة قم ومن ثم ذهب لیشارك في الحرب الإیرانیة العراقیة وهکذا استمر بنشاطات هنا وهناك ومن دون أن يدرس في الجامعة، دخل سلك القضاء من دون أن يمتلك أية شهادة تٶهله لذلك کما قام بإرتکاب جرائم ضد أهالي مدينتي کرج وهمدان عند توليه مهام قضائية هناك ولأن الرجل کان متمادي في إرتکابه للجرائم ولم يکن يردعه أي شئ، فإن ذلك کان سببًا أساسيا لنيله الحظوة والثقة الکاملة لدى الخميني الذي خاطبه وشخص آخر هو حسيني نيري، للقيام بتنفيذ إعدامات.
وأصبح عضو في اللجنة الموت حیث کانت مكلف بتنفيذ فتوى خمینی في مجزرة السجناء السياسيين عام 1988 حیث راح ضحيتها 30 الف سجین أغلبهم من أعضاء و أنصار مجاهدي خلق الإيرانیة ومن جراء ذلك أصبح المدعي العام في طهران وبعدها رئيسا للسلطة القضائية، کما أنه ولفترة محددة کلفه خامنئي بأن يصبح مسٶولًا عن السدنة الرضوية، وهذه تعتبر أکبر مٶسسة إقتصادية في إيران، وکان يقوم بإرسال عائدات هذه المٶسسة الدينية الى سوريا بشکل محدد حيث الجماعات الارهابية نظير فاطميون وزينبيون(أفغانيون وباکستانيون) کانت تقاتل هناك، ولذلك فقد نال رئيس الثقة الکاملة من جانب خامنئي.
کان أمام خامنئي تجارب رئاسة الجمهورية لرفسنجاني ومحمد خاتمي وأحمدي نجاد وحسن روحاني، فأراد أن يجعل من النظام أحادي القطب ورأى في رئيسي من يمکنه القيام بهذه المهمة، فلرئيسي خلفية عجنت بالجرائم والإعدامات والتعذيب والمجازر ولذلك أصبح الرجل المفضل لخامنئي بأن يصبح رئيسًا للجمهورية.
والآن فقد خامنئي هذا العنصر المرغوب کیف یجد بدیلًا له وهذا أمر صعب جدًا ولهذا السبب نقول أي شخص یحل مکان رئیسي لا یستطیع أن یلعب دورًا مثل رئیسي لخامنئي.
إن فترة الأشهر المقبلة ستكون فترة صعبة وحاسمة لخامنئي ونظامه، فعادةً ما تصل درجة التوتر في فترة الانتخابات إلى ذروتها، حيث تؤدي إلى تقسيم في النظام وتوتر في الأوساط المجتمعية، ولا يمكننا نسيان أنه في الوجبة الثانية للانتخابات التي جرت في الشهر الماضي، لم يشارك 97% من الناس ورفضوها، لذا، أي شخص يترشح في هذه الانتخابات لن یملاء مكان إبراهيم رئيسي بالنسبة لخامنئي.
هل من الممكن أن نشهد خلال فترة الفراغ الرئاسي احتجاجات واسعة النطاق ضد النظام أم أن القمع الأمني نجح باستيعاب الاحتجاجات وضبط إيقاعها؟
من المحتمل جدًا أن نشهد احتجاجات واسعة النطاق خلال فترة الفراغ الرئاسي، خاصةً إذا استغلت المعارضة هذا الفراغ لتعزيز مطالبها وإثارة الشعب ضد النظام، إن فاة رئيسي تخلق حالة من الاضطراب وعدم اليقين التي يمكن أن تدفع الشعب إلى الشوارع للمطالبة بالتغيير، والقمع الأمني قد ينجح في السيطرة على الاحتجاجات في المدى القصير، لكن على المدى الطويل، تزايد الضغوط الاقتصادية والاجتماعية يمكن أن يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات بشكل أكبر، والنظام قد يلجأ إلى تكثيف القمع واستخدام القوة لمحاولة احتواء الموقف، لكن هذا قد يؤدي إلى رد فعل عكسي وتعزيز غضب الشعب وتصميمه على مواجهة النظام.
إن الاستقرار السياسي في إيران خلال هذه الفترة سيكون هشًا بشكل كبير، وسيعتمد بشكل كبير على قدرة النظام على تقديم حلول فعّالة لمشاكل الشعب واستيعاب مطالبهم، ویجب ان نأخذ بنظر الإعتبار بان الأحداث الشعبیة والانتفاضات في انظمة الحکم الدکتاتوري القائمة علی الإعدامات والقمع البشع الیومي لا تأتي متدرجة بل لها خصوصیة تفجیریة فلذلك إن عدم وجود المظاهرات في الشوارع لا یدل أبدًا بان حالة الغضب الجماهیري البرکانیة لیست موجودة، بل انها مسئلة الوقت لیس إلاّ.
ما هي آفاق المعارضة الإيرانية ومشاريعها بعد هذا الحدث؟ وما هي التحديات التي تواجه المعارضة الإيرانية في الوقت الحالي، وكيف يمكن التغلب عليها؟
إن المعارضة الإيرانية ترى في وفاة رئيسي فرصة لتعزيز جهودها في إسقاط النظام وتحقيق تغيير ديمقراطي لان ابناء الشعب الإیراني ینظرون في مصرع ابراهیم رئیسي لیس موت شخص بل یجدون أنه موت وزوال مشروع مستقبل لولایة الفقیه.
وفي مثل هذه الظروف المستجدة یسعی المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية ومنظمة مجاهدي خلق لتوحيد صفوف المعارضة وتوسيع نطاق الدعم الداخلي والخارجي، والتحديات الرئيسية تشمل القمع الأمني الشديد، والتضييق على حرية التعبير والتنظيم، للتغلب على هذه التحديات، يمكن للمعارضة التركيز على تعزيز التنسيق وتصعید نشاطات وحدات المقاومة في إیران کما توسیع نطاق نشاطات وفعالیات السیاسیة والإعلامیة لإیصال صوت شعب الإیراني إلی مسامع العالم في ساحة الدولیة لزيادة الدعم الدولي من خلال حملات توعية مؤتمرات ومنصات إعلامية أيضًا.
و يجب على المعارضة العمل على كسب تأييد الشعب من خلال تقديم رؤية واضحة ومقنعة لمستقبل إيران، تكون مبنية على الديمقراطية والعدالة الاجتماعية واحترام حقوق الإنسان.
ما هي خارطة التغيير التي تعمل عليها المعارضة الإيرانية؟
تتضمن خارطة التغيير التي تعمل عليها المعارضة الإيرانية عدة خطوات رئيسية تهدف إلى إسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي بديل، والخطوة الأولى تتمثل في توسیع نطاق نشاطات و فعالیات وحدات المقاومة من ناحیة الحجم والکمیة ومن ناحیة الکیف والنوعیة.
ثانيًا، التركيز على زيادة الوعي داخل إيران من خلال نشر المعلومات حول انتهاكات النظام وحقوق الإنسان، وتنظيم الاحتجاجات والاضطرابات العامة لتصعيد الضغط على النظام وزيادة زخم الحركة الشعبية.
ما هي التوصيات التي تقدمونها لدول الخليج حول خطر المشروع الإيراني وسبل مواجهته؟
في ضوء العقود الأربعة الماضية في الشرق الأوسط، يمكن تقديم التوصيات التالية لدول الخليج ودول المنطقة بشکل عام حول خطر المشروع الإيراني وسبل مواجهته:
إدراك الحقيقة الأولى: خلال خمسة وأربعين عام الماضي، كان النظام الإيراني هو السبب الرئيسي وراء معظم الحروب والدمار وانعدام الأمن والإرهاب والفتن والخلافات الدينية في المنطقة، تاريخ التدخلات الإيرانية يثبت أنهم يسعون دائمًا لزعزعة استقرار الدول المجاورة من خلال دعم الميليشيات الإرهابية وتأجيج الصراعات الطائفية.
الحقيقة الثانية: طالما بقي النظام الإيراني الحالي في السلطة، فإن تحقيق السلام والأمن والاستقرار في الشرق الأوسط سيظل مجرد سراب، التدخل في شؤون الدول الأخرى والإرهاب هما جزء من ركائز النظام الإيراني للبقاء في السلطة فضلا عن القمع والاضطهاد في الداخل فلذا، يجب على دول المنطقة فهم أن التغيير الحقيقي والإيجابي يأتي من داخل إيران یعنی من قبل الشعب الإیراني وابنائه في المقاومة المنظمة
دعم التغيير من الداخل: الإطاحة بالنظام الإيراني ليس فقط واجبًا وطنيًا للشعب الإيراني، بل هو واجب تاريخي ووطني للشعوب والدول في الشرق الأوسط، لتحقيق ذلك، يجب الاعتراف حق الدفاع للشعب الإيراني والاعتراف بأن الإطاحة بالنظام الإيراني ممكنة فقط من خلال الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة.
دعم المعارضة الإيرانية: من المهم أن تدعم دول المنطقة الشعب الإيراني ومقاومته المنظمة، المتمثلة في البديل الديمقراطي “المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية”، على دول الخليج والعالم القيام بواجبهم التاريخي لتعزيز جهود الشعب الإيراني لتحقيق السلام والصداقة والأمن والازدهار في المنطقة.
وهذه التوصیات لیست بجدید بل هي کانت المحور الرئيسي لمؤتمر الجاليات الإيرانية في اوروبا الموجهة إلى دول المنطقة والعالم قبل اعوام ، حيث يجب على الجميع العمل معًا لدعم تطلعات الشعب الإيراني نحو الديمقراطية والحرية، مما سيساهم في استقرار وأمن المنطقة بأسرها.