خاص | صراع بين الميليشيات الإيرانية على أماكن انتشار “الكمأة” في دير الزور السورية
قتل عشرات الأشخاص وأصيب آخرون بجروح متفاوتة، نتيجة هجمات نفذها مجهولون على مجموعة من عمال جمع الكمأة، إضافة لانفجار عدد من الألغام بهؤلاء العمال، أثناء بحثهم عن الكمأة في مناطق متفرقة من بوادي دير الزور خلال الأيام القليلة الماضية.
وقالت مصادر خاصة لـ«بوليتكال كيز Political Keys» إنّ هجومًا نفذه مجهولون يوم الخميس الماضي استهدف مجموعة موالية لميليشيا الدفاع الوطني سمحت لهم الميليشيا بجمع الكمأة لصالحها الخاص، وأسفر عن مقتل حوالي 30 شخصًا وإصابة نحو 40 آخرين.
كما قتل 11 شخصًا وأصيب نحو 10 آخرين من عمال جمع الكمأة جراء انفجار لغمين بهم، الأول في بادية البشري على الحدود الإدارية بين محافظتي الرقة ودير الزور، والثاني في منطقة هريبشة جنوب مدينة دير الزور.
وأضافت المصادر ذاتها، أن الهجوم الذي تعرض له جامعو الكمأة وقع بالقرب من نقاط عسكرية تابعة للميليشيات الإيرانية في بادية دير الزور، الأمر الذي دفع بالأهالي لاتهام الميليشيات الإيرانية بتنفيذه ولصق التهمة بـ”داعش” لإخافة الأهالي ومنعهم من التوجه إلى البادية للبحث عن الكمأة من أجل جمعه لصالحهم الخاص.
وأشارت المصادر إلى أن بادية دير الزور تشهد صراعًا بين الميليشيات الموجودة هناك للسيطرة على المناطق التي ينبت فيها الكمأة، حيث تهاجم هذه الميليشيات بعضها البعض، وتقوم بألصاق التهمة بتنظيم الدولة “داعش”. حيث تعتبر تجارة الكمأة مربحة جدًا خاصة في بداية موسمه، إذ تجاوز سعر الكيلو الواحد منه هذا الموسم 650 الف ليرة.
ماهي أبرز الميليشيات المتناحرة على جمع الكمأة في بادية دير الزور؟
ووفقًا للمصادر فإنّ أبرز الميليشيات المتناحرة على جمع الكمأة في بادية دير الزور، ميليشيا لواء القدس، وميليشيا الدفاع الوطني، و الميليشيات الإيرانية “العناصر المحلية”
من يقف خلف زراعة الألغام التي تنفجر أثناء بحث العمال عن الكمأة؟
وأكدت المصادر أن الألغام التي تنفجر بجامعي الكمأة هناك، يتم زراعتها حديثًا من قبل الميليشيات المتناحرة، وذلك لزرع الخوف لدى عمال جمع الكمأة وعناصر الميليشيات الأخرى.
وذكرت بأن تلك المناطق عادةً -وقبل موسم الكمأة- كان يمر منها بعض الأهالي، ولم تشهد انفجار ألغام، وهذا يدل على أنها زرعت حديثًا، وخاصةً في المناطق القريبة من الطرقات الرئيسية.
لمن يتبع عمال جمع الكمأة؟
وأوضحت المصادر أنّ عمال جمع الكمأة ينقسمون إلى قسمين، أحدها،عمال بالأجرة أو تقاسم المرابح مع الميليشيات التي تقوم بتشغيلهم، من خلال إعطائهم نسبة بسيطة من أرباح جني الكمأة، وهم عمال مدنيون دفعتهم الحاجة للعمل بهذه المهنة التي باتت خطيرة جدًا. أما القسم الثاني، فهم عناصر هذه الميليشيات وأقاربهم، وهؤلاء هم أصحاب المنفعة الأكبر من خلال حصولهم على نسبة تفوق 75 بالمائة من قيمة بيع الكمأة.
من هي الجهات التي تسيطر على بادية دير الزور؟
تعتبر البادية في دير الزور بشكل عام مناطق عسكرية وتقسم الى قطاعات، منها، قطاعات تابعة للميليشيات الإيرانية، وقطاعات تابعة للواء القدس، وأخرى تابعة للدفاع الوطني، إضافة إلى انتشار بعض وحدات الفرقة 17 التابعة لقوات النظام.
وأفادت المصادر، أنّ أبرز القيادات المسؤولة عن هذه الميليشيات، وعن تجارة الكمأة، شخص يدعى “شادي الكاميروني” وهو قيادي في ميليشيا لواء القدس بمدينة دير الزور، “فراس الجهام” المعروف باسم فراس العراقية قائد ميليشيا الدفاع الوطني في دير الزور، وشخص آخر يلقب بـ”أبو أمين” من أهالي ريف دير الزور الغربي وقيادي في ميليشيا الباقر التابعة للميليشيات الإيرانية.