خاص | للحديث عن تصاعد القصف بين إسرائيل وحزب الله وتأثير ذلك على لبنان… حوار خاص مع الصحفي والكاتب السياسي “طوني بولس”
أجرت “بوليتكال كيز Political Keys” حوارًا خاصًا مع الصحفي والكاتب السياسي “طوني بولس” للحديث عن آثار تصاعد القصف المتبادل بين إسرائيل وحزب الله وتأثير ذلك على لبنان.
ففيما يخص القصف الإسرائيلي لصيدا، ومدى كونه خرقًا لقواعد الاشتباك وتصعيدًا إسرائيلًا من خلال قصف مواقع أكثر عمقاً، قال بولس: “لحد اللحظة، على الرغم من كل شيء، نشهد أن الأمور ما زالت منضبطة، صحيح أنها خارجة عن قواعد اشتباك السابق التي تم تنفيذها اعتبارًا من عام 2005، ولكن في الوقت الحالي، تم تضمينها ضمن القواعد الجديدة المعروفة، والتي تمثلت باستهداف مناطق معينة والرد على الرد. و هذا يعني أن الرد والتصعيد جزء من السياسات التي تم تبنيها في القواعد الحالية”.
وتابع: “يبدو أن الحرب الأمنية هي الأكثر إلحاحًا، خاصةً مع كشف النقاب عن البنية التنظيمية لحزب الله بالنسبة لإسرائيل، وذلك يمكن أن يكون السبب عبر وجود عملاء داخل الحزب أو إمكانيات رصد تكنولوجية وغيرها، ولكن من الواضح أن إسرائيل تسعى لتحقيق أهدافها بشكل واسع النطاق. ضرب صيدا كان تصعيدًا قويًا، لكنه ارتبط بالمسيرة التي حلقت فوق طبريا ولتي اعتبروها جزءًا من التصعيد، الخطوط الحمر يتم رؤيتها في الاستهدافات التي تشهدها المعركة حتى الآن، ويبدو أنها استهدافات شكلية. إضافة إلى أنّ إسرائيل ترد بعمق أكبر في هذه الحالة، فيما نشهد استمرار الاستهدافات الاعتيادية”.
هل المواقع التي استهدفتها إسرائيل مدنية أم معامل لحزب الله؟
وفيما يتعلق بتصريحات الأوساط المقربة من الحزب بأنّ مواقع القصف كانت مدنية وليس لها علاقة بالحزب، خلافًا الرواية الإسرائيلية، أكد الكاتب اللبناني أنّ “حزب الله ليس من مصلحته تبني وجود أي منشآت في مكان القصف، حيث يحاول دائمًا ربطها بكونها منشآت مدنية. هذا السيناريو حدث أيضًا في مرفأ بيروت، حيث تم استهداف النترات وتنصل آنذاك من العلاقة بها، على الرغم من مؤشرات وتحقيقات أولية تشير إلى تورطهم. من هنا، ليس من المستغرب أن يستخدم حزب الله منشآت مدنية لأغراض عسكرية، وعليه يتوجب على الدولة اللبنانية إجراء تحقيقات للتأكد من طبيعة تلك المنشآت، وفي حال كانت مدنية، يكون للبنان الحق في تقديم شكوى لمجلس الأمن، في المقابل يكون عدم تقديم شكوى مثارًا لتساؤلات حول طبيعة تلك المنشآت، سواء كانت مدنية أم عسكرية، وما إذا كانت تحتوي على مخازن أو تكنولوجيا لصناعة الدرونز، وتلك الأمور تستدعي التحقق الدقيق”.
وعن رأيه في تصرحيات مقربين من حزب الله أنّ الضربات الإسرائيلية هي لرفع معنويات المستوطنين بالشمال، أوضح بولس، “لا، في رأيي، هذه ليست قصة معنويات وما إلى ذلك، الموضوع يعني لا يتناسب مع هذا الإطار، إنها حرب مستمرة ضمن توازنات معينة. في الجانب الإسرائيلي، عندما قصف النبطية كان ذلك ردًا على هجوم صواريخ، وعندما عاد وقصف الغزية، كان ذلك ردًا على المسيرة التي وصلت إلى طرابلس، يعني هو يحدد قواعد اشتباك معينة، وحتى الآن، إذا قمنا بتقييم من يتقدم، واضح أن الإسرائيلي مرتاح في هذه المعركة أكثر، والدليل على ذلك هي الخسائر حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية التي تشير إلى أنهم خسروا 17 فردًا، ومن الجانب اللبناني، ارتفعت الخسائر أكثر بكثير من هذا المستوى.
هل تتوسع الحرب بين الطرفين؟
أما فيما يخص تصريحات العسكريين الإسرائيلين بخصوص رفع سقف تهديد الحزب ولبنان بشكل عام، ومدى كونه دلالة على قلق إسرائيل من تصعيد الحزب، قال الكاتب السياسي: “إن التهديدات بتوسيع الحرب في رأيي غير واقعية، إسرائيلي تلتزم بالقواعد أو بالقرار الأمريكي، وعدم توسيع الحرب، وبالتالي لا يوجد اندفاع نحو حرب واسعة أكثر من هذا، لأن هناك ضغطًا أمريكيًا عليها، ولا يوجد مجال لدخول في حرب، ولا يوجد ضوء أخضر أمريكي تجاهها. الأمر نفسه ينطبق على حزب الله، إيران متفقة مع الأمريكي على تحديد حدوده، وقد تلقى حزب الله إشارات من إيران مرارًا، مؤكدة أن قواعده في هذه المعركة تنص على الحفاظ على الحدود ضمن الـ 5 كم في شمال إسرائيل، واستهداف المواقع المعروفة، مثل منطقة شبعا وبركة ريشة والمستوطنات المحاذية للحدود.
وفيما يتعلق برؤية البعض أنّ هذا الاشتباكات والقصف المتبادل ما هو إلا لحفظ ماء وجه محور “الممانعة”، فاعتبر بولس، أنّ “المعركة التي فتحها حزب الله في جنوب لبنان ليس لها أي إيجابية أو تأثير على مجريات الأمور في قطاع غزة، و يظهر ذلك من خلال الواقع الحالي في قطاع غزة الذي استقر في مربعه الأخير، وتحديدًا منطقة رفح، دون تغيير يُذكر في المعادلة”.
وأردف: دخل حزب الله إلى هذه المعركة لسببين الأول منهما، هو التسجيل والتأكيد على الموقف والحضور في وحدة الساحات ليكون متناغمًا مع تصريحاته ومحاكاة للرأي العام، والسبب الثاني كان دخوله كواحد من أدوات إيران، المشاركة في المعارك بالوكالة لتعزيز موقفها في المفاوضات الإقليمية بعد حرب غزة، وتوسيع نطاق جبهاتها الإقليمية، مثل ما حدث في اليمن وسوريا والعراق.