خاص | ضغط روسي ينهي تكليف اللواء “شفيق صارم” من إدارة المخابرات الجوية… و”بوليتكال كيز” تكشف الأسباب
حصلت “بوليتكال كيز | Political keys” على معلومات خاصة تفيد أنّ وفدًا عسكريًا روسيًا قادمًا من غرفة عملية مطار “حميميم” أجرى زيارة مفاجئة للمقر الرئيسي لفرع المخابرات الجوية بمدينة حمص، الأحد الماضي، عقد خلاله اجتماعًا مع رئيس الفرع اللواء “شفيق صارم” الذي يعتبر الداعم الأكبر للوجود الإيراني في محافظة حمص وريفها.
وبحسب مصدر أمني من داخل الفرع فقد استمر الاجتماع قرابة 40 دقيقة لم يسمح خلالها بدخول أي من ضباط الفرع وقياداته من الصف الأول، ليتم بعدها استدعاء العميد “حسن رستم” نائب رئيس الفرع من قبل الضابط الروسي “ألكساندر سيلتروف” وإخباره بالاستعداد لتلقي أمر التكليف المؤقت بإدارة شؤون الفرع خلفًا لصارم.
وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته -لأسباب تتعلق بالسلامة- أنّ الوفد العسكري الروسي أوعز للواء شفيق صارم بالاستعداد بدوره لاستقبال أوامر قيادة شعبة المخابرات العامة بدمشق للتوجه نحو العاصمة بعد انتهاء فترة عمله بمحافظة حمص.
استنفارات أمنية
وكان فرع المخابرات الجوية شهد صباح الاثنين، استنفارًا أمنيًا من قبل عناصر الحراسة، فضلًا عن التدقيق غير المسبوق من قبل عناصر حاجز مدخل مدينة حمص الشمالي (دوار معمل السكر) التابع لفرع المخابرات الجوية بالتزامن مع حصول تبديلات مباغتة طالت رئيس الحاجز مع عدد من العناصر.
ورجح مصدر عسكري من مرتبات فرع أمن الدولة بمحافظة حمص أن التحركات الروسية التي جرت بشكل مباغت دون أي اعتبار للقيادة العسكرية والأمنية في سوريا تؤكد حالة عدم الرضى من قبل روسيا إيزاء التحركات الايرانية وعملية التغلغل التي باتت معالمها تتضح شيئًا فشيئًا وسط سوريا بدعم من قبل اللواء شفيق صارم الأمر الذي استدعى تدخل المخابرات الروسية للحد منها.
وأشار المصدر أنه من المتوقع أن يتم نقل اللواء شفيق صارم إلى إدارة فرع المخابرات الجوية العامة في العاصمة دمشق بعدما تبين الولاء الكبير الذي يدين به لصالح إيران في حمص، لافتًا في الوقت ذاته إلى أن تكليف العميد حسن رستم سيكون مؤقتًا ريثما يتم الاعتماد على أحد الضباط الذين يدينون بالولاء لروسيا، وذلك في ظل عملية إعادة هيكلة الأفرع الأمنية التي يقوم بها رئيس النظام السوري بأوامر روسيا في العاصمة السورية دمشق.
الجدير بالذكر أن اللواء “شفيق صارم” اجتمع قبل عدة أيام مع وفد عسكري إيراني لبناني داخل مبنى الفرع بمدينة حمص، واتفق الجانبان آنذاك على تدعيم مواقع تمركز القوات الإيرانية في ريف حمص الشمالي، إضافة لتسهيل افتتاح مركز انتساب خاص بالميليشيات المدعومة من قبل إيران وحزب الله في مدينة حمص؛ لاستقطاب الراغبين من أبناء المدينة بالانخراط في صفوفها لقتال تنظيم “داعش” ضمن البادية السورية.
روسيا توسع نفوذها في المنطقة الوسطى
في سياق متصل، أكد مراسل “بوليتكال كيز | Political keys” في مدينة حمص، أن روسيا تتخذ من المنطقة الوسطى مركز ثقل لشركات الاستثمار التي زجت بها منتصف العام 2016 بموجب تفاهمات مع النظام السوري، والتي استحوذت بموجبها على آبار الغاز والنفط بريف حمص الشرقي، إضافة لمناجم استخراج الفوسفات بمنطقة الصوانة وخنيفيس، قبل أن تستحوذ على معمل الأسمدة الآزوتية بمدينة قطينة جنوب غرب مدينة حمص.
وأشار مراسلنا إلى أن التنافس الإيراني الروسي بلغ أشده ارائل العام 2023 الماضي، حيث حولت الميليشيات الموالية لإيران مدن “البيارات” و”السخنة” و”تدمر” بالإضافة لمناطق “مهين” و”حوارين” لمعاقل رئيسية لنشر مقاتليها، بالوقت الذي نجحت ميليشيا حزب الله بالسيطرة على مطار الضبعة ومدينة القصير مع عدد من القرى التابعة لها لتضمن بذلك إدخال شحنات الأسلحة والذخائر القادمة من إيران عبر العراق إلى معقلها الرئيسي في الضاحية جنوب لبنان.