خاص | للحديث عن التطورات العسكرية في غـ.زة وتداعيات اغتيال “العاروري”… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع العميد “أحمد حمادة”
لقي القيادي في حركة حماس “صالح العاروري” أمس الثلاثاء مصرعه في ضربة إسرائيلية استهدفت مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت، معقل حزب الله اللبناني إضافة لمقتل عدد من مرافقيه بدون تحديد عددهم. ولاحقًا، أعلن تلفزيون الأقصى التابع لحماس عن مقتل القائدين في كتائب “القسام” سمير فندي أبو عامر وعزام الأقرع أبو عمار في نفس الهجوم.
وللحديث عن تطورات الأوضاع العسكرية في غزة تداعيات مقتل “العاروي” على يد قوات الجيش الإسرائيلي أجرت “بوليتكال كيز | Political keys” حوارًا خاصًا مع المحلل العسكري المنشق عن النظام السوري العميد “أحمد حمادة”
واعتبر “حمادة” أنّ “التعثر في معارك قطاع غزة دفع الجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملية اغتيال العاروري ورفاقه ليقدم شيئًا للمجتمع الإسرائيلي الذي أصابه التمزق نتيجة الخسائر المادية والبشرية”.
وتابع: “حيث كانت من مسلمات وفلسفة الحرب عند إسرائيل أن تكون الحروب في أرض العدو حيث تتعرض الأراضي التي تقع عليها الحرب للدمار كما حصل في الجولان ولبنان وسيناء أما اليوم فقد سقطت بعض الأسس التي تعتمدها إسرائيل في حروبها وهي، أنّ الضربة الاستباقية والتي كانت تهدف إلى تدمير مقومات العدو الدفاعية كتدمير الدفاع الجوي والمطارات ومقرات القيادة كما حصل في حزيران 1967”.
وأضاف حمادة، أنّ إسرائيل كانت تحارب خارج أراضي الكيان خوفًا على تأثر البنى التحتية وكذلك خوفًا من تأثر المجتمع الهجين من المستوطنيين الذين تأثروا وهاجر الكثير منهم بعد طوفان الأقصى وخاصة منطقة غلاف غزة”.
وأوضح أنّ “إسرائيل اعتمدت في وقت سابق على الحرب الخاطفة التي تنهك الخصم وبذلك تحقق المفاجأة التي تشل قدرات العدو وهذا مافعلته المقاومة في 7 إكتوبر”.
وكذلك أشار العميد في معرض حديثه إلى أنّ اعتماد إسرائيل على التكنولوجيا المتقدمة والحديثة وهذه الحرب أسقطت التكنولوجيا أمام إصرار وعزيمة المقاتل الذي استخدم الأرض والأسلحة المتوفرة بكل ذكاء وقدرة وبالتالي كبد الجيش الذي يقال عنه لايقهر أفدح الخسائر”.
وكذلك تسببت هذه الحرب، وفقًا للعميد، بـ”صدع الجبهة الداخلية في إسرائيل وخاصة بين أجنحة اليسار واليمين وحتى بين الحكومة التي لم تعد تتحمل انتقادات القادة السابقين الذين شككوا في مقدرة الجيش على تحقيق الأهداف التي أعلنوها متمثلة في سحق المقاومة الفلسطينية وفي الإفراج عن الأسرى بالقوة وتدمير الأنفاق وتنظيم حكم غزة بعد حماس، ومن هؤلاء دان حالوتس وإيهود باراك وإيهود أولمرت فهذه الحرب دمرت صورة إسرائيل القوية وسيكون لها تداعيات كبيرة على الدولة الصهيونية”.
ماهي مواقف حماس وإسرائيل وحزب الله من اغتيال “العاروري؟
وأثار اغتيال القيادي في حركة حماس ردود فعل مختلفة، فقد أبلغت حركة حماس عقب الاغتيال الوسطاء بتجميد الحديث عن أي هدنة لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بعد اغتيال صالح العاروري، متوعدة بالثأر.
وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، أن اغتيال صالح العاروري يعد انتهاكا لسيادة لبنان وعملا إرهابيا مكتمل الأركان.
كما دان رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عملية الاغتيال ووصفها بالجريمة التي تحمل هوية مرتكبيها، محذرا من المخاطر والتداعيات التي قد تترتب على تلك الجريمة.
وبدوره، وصف حزب الله اغتيال العاروري ومرافقيه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت بالاعتداء على لبنان وشعبه وأمنه وسيادته.
وأكد أن العملية تعد تطورًا خطيرًا في مسار الحرب ضد إسرائيل، متوعدًا بأن عملية الاغتيال لن تمرّ من دون رد أو عقاب.
في المقابل، أبلغت إسرائيل الوسطاء بأنها لن توقف عمليات الاغتيال ضد قادة حماس للوصول لهدنة، وأنها لا تستهدف لبنان ولا حزب الله، بل كل من تورط في هجوم السابع من أكتوبر.
وكشفت صحيفة “نيويورك تايمز” نقلًا عن مصدر أميركي، أن استهداف العاروري هو الأول من عدة عمليات ستنفذها إسرائيل ضد قادة حماس.
من هو “صالح العاروري”؟
ولد العاروري (51 عامًا) في بلدة “عارورة” الواقعة قرب مدينة “رام الله” بالضفة الغربية عام 1966. وحصل على درجة البكالوريوس في “الشريعة الإسلامية” من جامعة الخليل بالضفة الغربية.
يعتبر العاروري من مؤسسي كتائب “عز الدين القسام”، الجناح المسلح لحركة “حماس”، حيث بدأ في الفترة الممتدة بين عامي (1991 ـ 1992) بتأسيس النواة الأولى للجهاز العسكري للحركة في الضفة الغربية.
وفي عام 1992، أعاد الجيش الإسرائيلي اعتقال العاروري، وحكم عليه بالسجن لمدة 15 عاما بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام بالضفة.
وأفرج عن العاروري عام 2007، لكن إسرائيل أعادت اعتقاله بعد ثلاثة أشهر لمدة 3 سنوات (حتى عام 2010)، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
تم ترحيله آنذاك إلى سوريا واستقر فيها ثلاث سنوات، قبل أن يغادرها ليستقر في لبنان.
كان العاروري أحد أعضاء الفريق المفاوض من حركة “حماس” لإتمام صفقة تبادل الأسرى عام 2011 مع إسرائيل بوساطة مصرية، التي أطلقت عليها حركته اسم “وفاء الأحرار”، وتم بموجبها الإفراج عن جلعاد شاليط (جندي إسرائيلي كان أسيرًا لديها)، مقابل الإفراج عن 1027 معتقلًا فلسطينيًا من السجون الإسرائيلية.
وفي التاسع من أكتوبرعام 2017، أعلنت حركة “حماس” انتخاب “العاروري” نائبًا لرئيس المكتب السياسي للحركة.
وقبل اغتياله أقام العاروري كما عدد آخر من قادة حركة حماس في لبنان. وقد دمّر الجيش الإسرائيلي منزله في قرية عارورة في رام الله في الضفة الغربية المحتلة عقب عملية “طوفان الأقصى”.