خاص | مجموعة مسلحة تابعة لحزب الله تخترق الحدود السورية وتعتقل ضباط مخابرات في ريف القصير بحمص
أفادت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” بقيام مجموعة مسلحة تابعة لميليشيا حزب الله اللبناني باختراق الحدود السورية-اللبنانية ومداهمة ثلاثة حواجز عسكرية تابعة لقوات النظام السوري في محيط مدينة القصير جنوب حمص.
وأكدت المصادر أن المسلحين، الذين يحملون الجنسية اللبنانية، اعتقلوا أربعة ضباط برتب مختلفة، بالإضافة إلى خمسة عناصر من فرعي الأمن العسكري والمخابرات الجوية المسؤولين عن ضبط الشريط الحدودي بين البلدين، وتم اقتيادهم إلى داخل الأراضي اللبنانية.
و أشارت المصادر إلى أن سبب الخلاف والتوتر الأمني الذي شهدته مدينة القصير، وخصوصاً القرى الحدودية المتاخمة للبنان، يعود إلى اعتقال عناصر حاجز شنشار (المدخل الرئيسي لمنطقة القصير التي تسيطر عليها ميليشيا حزب الله) لأحد أبرز تجار المخدرات، المدعو خالد جعفر، أثناء محاولته إدخال شحنة مخدرات إلى سوريا يوم الجمعة الفائت، بعد رفضه دفع إتاوة مالية قدرها 15 مليون ليرة سورية مقابل تمرير الشحنة.
ونقل مراسلنا عن مصدر أمني في فرع الأمن العسكري 261 بحمص، أن عملية اعتقال خالد جعفر، المنحدر من بلدة القصر اللبنانية، جاءت بشكل فردي بتعليمات من النقيب حسن العلي، الضابط المناوب المسؤول عن حاجز شنشار، ورغم تحذيرات العناصر المتواجدين على الحاجز من مكانة المدعو خالد جعفر لدى حزب الله، أصر العلي على توقيفه في أحد المنازل القريبة من الحاجز.
على إثر ذلك، قامت مجموعة من عناصر حزب الله بمداهمة ثلاثة حواجز واعتقال ضباط وعناصر المخابرات السورية، مما يعكس مدى سيطرة الحزب وميليشياته على قرى وبلدات ريف حمص الجنوبي. وبعد ساعات من الهجوم، تم إطلاق سراح خالد جعفر بإشراف أحد قياديي حزب الله والعقيد صفوان عزيز من مرتبات الفرقة الرابعة، بالتزامن مع إعادة الضباط والعناصر إلى سوريا عبر معبر “مطربا” الحدودي، الذي تديره ميليشيا حزب الله بالكامل.
وفي سياق متصل، تعتبر مدينة القصير والقرى الحدودية التابعة لها الممر الرئيسي لتجارة المخدرات التي يديرها حزب الله اللبناني، حيث يتم تهريب شحنات الكبتاغون والحشيش من لبنان إلى سوريا، ويقتصر التواجد الأمني للمخابرات السورية على ضبط تهريب المواد الغذائية والتجارية التي يقوم بها الأهالي بشكل متقطع.
وبحسب مصادر “بوليتكال كيز”، فإن خالد جعفر، الذي تربطه صلة قرابة مع جعفر جعفر، أحد سكان قرية الحازمية شمال شرق حمص، والذي يحظى بمكانة مرموقة لدى حزب الله، يُعد من أبرز تجار المخدرات ومورديها إلى محافظة حمص، وتعتبر حمص المركز الرئيسي لتوزيع المخدرات إلى باقي المحافظات السورية.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه هي المرة الأولى التي تشهد فيها مدينة القصير دخول مجموعات مسلحة لبنانية إلى الأراضي السورية ومداهمة حواجز تابعة للنظام السوري، دون أن يقوم الأخير بأي رد فعل تجاه هذا التطور.