خاص | ماذا وراء زيارة رئيس المخابرات المصرية إلى إريتريا؟
أجرى رئيس المخابرات العامة اللواء عباس كامل يوم السبت الماضي 14 أيلول/ سبتمبر، زيارة إلى العاصمة الإريترية أسمرا، وذلك بمعية وزير الخارجية بدر عبدالعاطي، ووفقًا لمعلومات حصلنا عليها من مصادر من المعارضة الإريترية، فإن الزيارة جاءت من أجل التنسيق في التعامل مع أزمات منطقة شرق أفريقيا.
وأصدر الجانبان بياناً مشتركاً ينتقد التصرفات الإثيوبية حيال دول الإقليم بما في ذلك دولة الصومال. واعتبر البيان “ضمنياً” أن النظام الحاكم في أديس أبابا هو مصدر زعزعة لأمن المنطقة وليس مصر كما تزعم حكومة أبي أحمد.
كما تباحث اللواء كامل مع الرئيس الإريتري حول الأزمة السودانية، وأكدا على دعم الجيش السوداني في حربه ضد ميليشيا الدعم السريع، وعلى أهمية أمن وسلامة الدولة السودانية، وحسب معلومات خاصة حصلنا عليها من مصدر دبلوماسي إريتري سابق، فإن “النظام الإريتري يسعى للاستفادة من حالة التباين بين مصر وإثيوبيا بغية تنفيذ أجندة جديدة في المنطقة من خلال إشعال حرب يوظفها من أجل إضعاف دول المنطقة المركزية، لا سيما إثيوبيا”.
وحسب المصدر، فإن “مصر دولة صاحبة مؤسسات استخباراتية قوية، ومنذ فترة طويلة تتحرك عبر أذرعها المحلية لتشكيل حلف إقليمي يجمع (مصر وإريتريا والسودان وجيبوتي والصومال) في وجه إثيوبيا، التي تحاول التحالف مع المكونات المحلية في دول القرن الأفريقي”.
وتابع المصدر أن “مصر، على سبيل المثال، نسقت مع قادة الدعم السريع في السودان، واحتضنت المعارضة الإريترية الشبابية، وعملت على تحفيز العفر في جيبوتي، ووقعت اتفاقاً مع إقليم أرض الصومال”، وأضاف أن “زيارة رئيس المخابرات العامة المصري اللواء عباس كامل إلى أسمرا مؤشر واضح على فشل مساعي رئيس حكومة إقليم التيغراي المؤقتة، غيتاشو رضا، الذي يبذل جهداً مضنياً في ترميم العلاقات الإثيوبية الإريترية”.
من جهة أخرى، أفادت مصادر إثيوبية خاصة أن غيتاشو عقد اجتماعاً سرياً مع قادة من النظام الإريتري في دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك لإيجاد فرصة لتخفيف حدة الأزمة بين البلدين، وحسب معلومات خاصة حصلنا عليها من مصدر أمني، فإن المبعوث الأمريكي لمنطقة القرن الأفريقي، مايك هامر، عرض على النظام الإثيوبي وساطة بينه وبين النظام الإريتري، ولكن الأخير رفض الوساطة الأمريكية بسبب عدم تضمين تخوفاته الأمنية في اتفاقية بريتوريا التي وُقّعت بين حكومة أديس أبابا وجبهة تحرير تيغراي برعاية أمريكية.
وخلال حوارنا مع مصدر خاص من داخل دوائر صنع القرار في إريتريا، رفض الكشف عن اسمه، أكد أن تسارع الأحداث في منطقة القرن الأفريقي مؤخراً يشير إلى تصاعد الأزمات الإقليمية، لا سيما الأزمة الصومالية الإثيوبية، التي وصلت إلى طريق مسدود. وبالتالي، يمكن القول إن حالة الاستقطاب ستكون الحالة الثابتة في الوضع الإقليمي المعقد.
ولفت المصدر إلى أن “التعاون المصري الإريتري قد يؤدي إلى صراع إثيوبي-إريتري، وربما نشهد وصول طائرات الإمداد العسكرية المصرية إلى المطارات الإريترية قريباً”، وتابع أنه “في حال أعلنت إثيوبيا اعترافها بإقليم أرض الصومال الانفصالي، ربما تندلع حرب بين الصومال وإثيوبيا، وتنخرط مصر طرفاً فيها لصالح الصومال، مما سيجعل الإقليم مهدداً بسيناريو حرب إقليمية واسعة”.
وأشار إلى أنه “قد يتمثل رد فعل حكومة مقديشو على إثيوبيا في دعم المعارضة الإثيوبية، خصوصاً جبهة تحرير إقليم أوروميا والتنظيمات الفانو الأمهرية المسلحة عبر السودان، الذي أظهر انزعاجه من دور إثيوبيا في التعاون مع الجهات السودانية المعارضة”.