خاص | تصاعد الخلافات بين قبيلة السلامات وقوات الدعم السريع وسط تهديدات بالانسحاب من محاور القتال
في ظل استمرار النزاع المسلح في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو “حميدتي”، برزت مؤخرًا خلافات داخلية تهدد بتغيير موازين القوى، فقبيلة السلامات، التي تُعتبر إحدى القبائل المؤيدة لقوات الدعم السريع، بدأت في التعبير عن استيائها المتزايد من تجاهل مطالبها المالية والقانونية، والتي تشمل مستحقات عناصرها المشاركين في القتال.
وفقًا لمصادر خاصة لـ “بوليتكال كيز | Political Keys”، بدأت العلاقة بين قبيلة السلامات وقوات الدعم السريع عندما أرسل حميدتي وفدًا بقيادة عبد الرحيم دقلو، قائد ثاني قوات التدخل، لطلب دعم من أفراد القبيلة في المعارك، وتم الاتفاق على إرسال 5 آلاف مقاتل من السلامات مع تزويدهم بأسلحة ثقيلة ومتوسطة و250 سيارة عسكرية، كما قُدم مبلغ مالي ضخم قدره 150 مليار جنيه سوداني لدعم المقاتلين من القبيلة، ومع ذلك، أشارت تقارير إلى رفض زعماء القبيلة بداية فكرة المشاركة في القتال، لكن بعد ضغوط من قيادات القبيلة المتحالفة مع قوات الدعم السريع، تمت الموافقة.
المشاكل المالية والتمييز القبلي
ومع مرور الأشهر، خاصة بعد أربعة أشهر من بدء الحرب، بدأت تتضح خيبة أمل قبيلة السلامات من عدم تلقي مستحقاتهم المالية رغم الوعود المتكررة. وأشارت المصادر الخاصة إلى وجود تمييز في المعاملة بين القبائل المتحالفة مع قوات الدعم السريع، حيث يُعتقد أن قبيلة الرزيقات تحصل على الرواتب بشكل منتظم، بينما تعاني قبيلة السلامات من تأخير مستحقاتهم لأكثر من عشرة أشهر.
وبحسب المصادر، فإنّ هذا التمييز المتزايد دفع بقبيلة السلامات إلى التهديد بالانسحاب من القتال، وأعطت قوات الدعم السريع مهلة 21 يومًا لدفع الرواتب أو سحب جميع مقاتليها من المعارك.
مصادر من داخل القبيلة أكدت لـ “بوليتكال كيز | Political Keys”، أن أكثر من 40% من عناصرهم فقدوا أبناءهم وأفراد أسرهم جراء الحرب، وفي مواجهة هذا الواقع، لجأ البعض إلى عمليات النهب وسرقة السيارات، حيث تم الإبلاغ عن تجميع أكثر من ألفي سيارة من مناطق السلامات في دارفور.
وعن موقف القبيلة من الجيش السوداني، أوضحت المصادر أن السلامات ليس لديها أي عداء تجاه الجيش السوداني نفسه، لكنها تتحفظ على بعض الشخصيات السياسية المرتبطة بالنظام السابق، مثل علي كرتي، وعلى الرغم من ذلك، هناك أفراد من القبيلة يقاتلون ضمن قوات الجيش في عدة مناطق كبورتسودان وكرري وحطاب وبابنوسة وكادقلي وعطبرة.
التصعيد الأخير
وأوضحت المصادر أنّ المعارك الأخيرة شهدت مقتل أحد أفراد القبيلة، وهو اللواء علي يعقوب، في معسكر حطاب شرق العاصمة السودانية، وردت قوات الدعم السريع بفتح طرق ومقرات عسكرية باسمه، مما أثار استياء قبيلة السلامات التي شعرت بعدم التقدير الكافي لتضحياتها.
ختامًا، أكد قادة القبيلة لـ “بوليتكال كيز | Political Keys”، أن “هذه الحرب لا تخدم سوى مصالح حميدتي والبرهان، بينما يعاني الشعب السوداني من الدمار والجوع والتشريد، ويطالبون بضرورة إيقاف الحرب فورًا لإنقاذ البلاد من الانهيار الشامل”.