المفتاح الاستخباراتي

هل يتحول التدخل العسكري المصري في الصومال إلى ساحة صراع بالوكالة مع إثيوبيا؟

تستعد مصر لنشر قواتها ضمن بعثة الدعم والاستقرار التابعة للاتحاد الأفريقي في الصومال، وسط توترات متزايدة في منطقة القرن الأفريقي، وقد أثار هذا التدخل مخاوف من إمكانية تحول الصومال إلى ساحة صراع بالوكالة بين القاهرة وأديس أبابا، خاصة في ظل الخلاف المستمر بين البلدين حول سد النهضة الإثيوبي.

في 27 آب/ أغسطس 2024، أرسلت مصر طائرتين محملتين بالأسلحة إلى مقديشو، تمهيدًا لنشر 10 آلاف جندي مصري كجزء من البعثة الجديدة التي ستبدأ في كانون الثاني/ يناير 2025، وتأتي هذه الخطوة بعد اعتماد الاتحاد الأفريقي بعثة جديدة لتحل محل بعثة الاتحاد الأفريقي الانتقالية (ATMIS)، وذلك بموافقة مجلس الأمن الدولي.

هذا التحرك العسكري المصري في الصومال أثار قلقًا في إثيوبيا، التي تعتبر وجود القوات المصرية في المنطقة تهديدًا لأمنها القومي، وقد وصف بيان صادر عن الحكومة الإثيوبية هذه الخطوة بأنها “محفوفة بالمخاطر”، وأكد أن إثيوبيا تراقب التطورات في المنطقة عن كثب.

التوترات الإقليمية:

يشهد النزاع بين مصر وإثيوبيا تصعيدًا بسبب سد النهضة، حيث تسعى كل دولة لتعزيز نفوذها في القرن الأفريقي، وجاء تدخل مصر في الصومال بعد اتفاق بين القاهرة ومقديشو، يحل محل القوات الإثيوبية التي كانت متمركزة في البلاد ضمن بعثة الاتحاد الأفريقي السابقة.

تسعى مصر من خلال هذا التدخل إلى توسيع نفوذها الإقليمي، بينما تعمل على مساعدة الصومال في بناء قدراتها العسكرية للتصدي لجماعة الشباب الإرهابية، ومع ذلك، فإن الصومال بدورها تجد نفسها في موقف معقد، حيث تتعامل مع النزاعات الدبلوماسية مع إثيوبيا بشأن اتفاقيات أراضي مثيرة للجدل، وتسعى إلى إيجاد حلفاء أقوياء لدعم موقفها.

احتمالات الصراع بالوكالة

يزداد القلق من أن يؤدي الوجود العسكري المصري المتزايد في الصومال إلى صراع بالوكالة مع إثيوبيا، حيث يدعم كل طرف أطرافًا مختلفة في البلاد، وقد يؤدي هذا إلى تدهور الأوضاع الأمنية على طول الحدود المشتركة بين الصومال وإثيوبيا، ويعزز من نشاط الجماعات المسلحة مثل حركة الشباب.

الاحتجاجات في بعض المدن الصومالية ضد نشر القوات المصرية تشير إلى تعقيدات أخرى، حيث دعمت هذه المدن القوات الإثيوبية في السابق، وهذا الوضع يعكس التوترات المتزايدة في المنطقة، وسط مخاوف من انجرار الصومال إلى صراع إقليمي أكبر بين مصر وإثيوبيا.

انعكاسات التدخل المصري

إلى جانب التوتر مع إثيوبيا، أثار التدخل المصري في الصومال تساؤلات حول موقف دول إقليمية أخرى مثل تركيا، التي لها علاقات قوية مع الصومال واستثمارات استراتيجية كبيرة، وبينما تسعى تركيا إلى الحفاظ على استقرار الصومال، فإن أي تصعيد للتوترات بين مصر وإثيوبيا قد يؤثر على التوازن الإقليمي.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى