خاص | تصاعد الصراع حول تجارة المخدرات على الحدود السورية اللبنانية بين فصائل مدعومة من حزب الله والفرقة الرابعة
أفادت مصادر خاصة لـ “بوليتكال كيز | Political Keys” بتزايد حدة التوترات في المناطق الحدودية بين سوريا ولبنان مؤخرًا، حيث شهدت قرية “المصرية” الواقعة على الحدود اللبنانية السورية اشتباكات مسلحة دامية بين عائلتين من كبار تجار المخدرات، ما أسفر عن مقتل تسعة أشخاص وإصابة خمسة آخرين.
ووفقًا للمعلومات، فالخلاف نشب بين عائلتي “أبو جبل” و”آل جليّف” حول السيطرة على معبر حدودي غير شرعي يُستخدم لإدخال شحنات الكبتاغون من لبنان إلى سوريا، وذلك بالتنسيق مع قيادات في ميليشيا حزب الله اللبناني.
وأكد مراسل “ط“بوليتكال كيز | Political Keys” أن التوترات تعود لعدة سنوات حيث تنشط عائلة “أبو جبل” المدعومة من ضباط الفرقة الرابعة في تهريب الأشخاص من سوريا إلى لبنان والعكس، مُستخدمة في ذلك طرقًا غير قانونية لتهريب شحنات المخدرات، إلا أن عائلة “آل جليّف” المدعومة من ميليشيا حزب الله اللبناني تصدت لمحاولات “أبو جبل” للسيطرة على المعبر الحدودي، مما أدى إلى وقوع الاشتباكات التي خلفت عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى، وقد تم نقل المصابين لتلقي العلاج في مستشفى البتول بمنطقة الهرمل اللبنانية.
في هذا السياق، يشير حسن العلي، أحد سكان مدينة القصير، إلى أن قرى “المصرية”، “حوش السيد علي”، و”المعرية” تعتبر مراكز رئيسية لتجار المخدرات المدعومين من حزب الله، حيث تم إنشاء مستودعات لتخزين وتوزيع حبوب الكبتاغون، كما أضاف أن الحاج علي عيسى الجليّف وأخاه محمد يُعدّان المسؤولين عن تنسيق عمليات تهريب المخدرات من لبنان إلى سوريا عبر هذه القرى.
ووفقًا للمصادر، قام الحاج علي عيسى بإنشاء مصنع لإنتاج حبوب الكبتاغون في قرية “حوش السيد علي” تحت حماية حزب الله والفرقة الرابعة، بعيدًا عن أعين النظام السوري، ورغم أن عملية الإنتاج ما زالت في مراحلها الأولية بسبب نقص الخبرة التقنية، إلا أن المصنع يشكل تهديدًا كبيرًا على الأمن في المنطقة.
وفي ضوء هذه التطورات، تشكل تحالف بين عائلتي “آل المرعي” و”أبو جبل” بدعم من الفرقة الرابعة لمواجهة نفوذ “آل جليّف” وإقصائهم من سوق المخدرات، وأفادت تقارير عن اجتماع بين ممثلين عن العائلتين والفرقة الرابعة، حيث تم الاتفاق على استلام جميع شحنات المخدرات القادمة من لبنان بالتنسيق مع حزب الله. من جانبه، توعدت ميليشيا حزب الله على لسان مسؤول فيها بتجفيف منابع تجارة المخدرات لعائلة “آل جليّف”.
يُذكر أن الصراع بين عائلة “آل جليّف” وحزب الله ليس حديث العهد، حيث سبق وأن نشبت مواجهات بين الطرفين في بداية العام الجاري حول شحنة مخدرات كانت في طريقها إلى محافظة السويداء، ما أدى إلى تصفية ثلاثة من عناصر الحزبب، وهذه الحادثة دفعت حزب الله لفرض غرامة مالية تقدر بـ 42 ألف دولار على الحاج علي عيسى الذي ردّ بتنفيذ عملية اغتيال لثلاثة من تجار الحزب أثناء عودتهم إلى لبنان بالقرب من معبر مطربا الحدودي.