العميد أحمد حمادة في حوار خاص مع “بوليتكال كيز”.. هل خدع حلف “المقاومة” حمـ.اس؟
قال العميد أحمد حمادة في حديث خاص مع “بوليتكال كيز | Political keys”، في معرض تعليقه على أحداث غزة ودور “محور المقاومة”، إنّ “القرارات الحاسمة والحروب المصيرية تتطلب دراسة وافية ودقيقة من أصحاب القرار فتقدير الموقف الصحيح ودراسة أسباب الفشل كما هي أسباب النجاح وقوة الخصوم كما هي إمكانيات الأصدقاء تحتاج إلى خبراء من كل الاختصاصات لتنتج دراسة صحيحة يمكن الاعتماد عليها في قرار سليم محكم”.
وأضاف “حمادة”، فنتيجة تشابك العلاقات الدولية في منطقتنا التي تشهد أزمات مستعصية وعلاقات قائمة على المصالح وانسداد أفق الحل للقضايا الشائكة ومنها القضية الفلسطينية وإستعصاءالقضيةالسورية وليس بعيدًا عنهما الحرب الروسيةالأوكرانية والتنافس الدولي المستجد للسيطرة على المنطقة وعلى ثرواتها بين اللاعبين الدوليين كالروس والأمريكان وصعود إيران كقوة إقليمية ودخول الصين كقوة أقتصادية عالمية تريد استثمار ذلك سياسيًا.
وتابع: فتقدير الموقف العسكري يتطلب تحليلًا دقيقًا وسليمًا للطرفين للصديق والعدو مفصلًا، يشمل الأسلحة والذخائر والدعم اللوجستي بمختلف أنواعه وإمكانية استمرار الدعم لتصل للآليات كما هي للمقاتل.
وأردف العميد حمادة، وبعد هذه الدراسة المستفيضة حول إمكانية الأطراف ونقاط القوة والضعف والتسليح والوقت المناسب وإمكانية تعويض النقص الذي سيحصل نتيجة شدة المعركة وكذلك حاجة المهاجم لثلاثة أضعاف المدافع يتم البناء عسكريًا على هذه المعطيات من قبل الخبراء والمختصين.
وكذلك يجب إعطاء السياسة ما أخذته العسكرة فمواقف الدول الفاعلة والمنخرطة في أزمات المنطقة وموقفها من المعركة ونجدة الصديق وقت الحاجة والضغط على العدو لتأمين الاحتياجات الإنسانية وإمكانية الرجوع للعملية السياسية المتعثرة
فإن لم يستفيد المقاتل سياسيًا فلاحاجة لمعركة تسفك فيها الدماء. بحسب تعبير “حمادة”.
ووفقًا للعميد، “وكذلك يجب دراسة اقتصاد للمنطقة وماهي البدائل في حال تدمير المتوفر خاصة بأن غزة مثلًا تعتمد على الخارج بكل ماتحتاجه مع سيطرة إسرائيل على المعابر وقيامها بتدمير معبر رفح لمنع تقديم الدعم من مصر”.
أما إعلاميًا، فالحاجة لاتقل عن غيره لأن الإعلام سلاح فعال في المعركة والذي يعتبر سلطة رابعة فيستطيع تشويه صورة المقاوم الذي يبحث عن حقوقه ويحوله إلى قاتل بل إلى إرهابي وكذلك من جانب آخر يستطيع إيصال صورة ناصعة عن العمل العسكري ويشد من الروح المعنوية للشعب المقاوم.
وأردف “حمادة”، غزة المحاصرة والتي تبلغ مساحتها 360 كيلومتر مربع وبعدد سكان 2.5 مليون إنسان وتعتمد على الخارج لتأمين هذه الاحتياجات وهي غير قادرة على تأمينها زمن السلم فكيف بزمن الحرب؟. فإسرائيل تريد الانتقام للصدمة التي أحدثتها العملية العسكرية للمقاومة لذلك تشن حربًا اقتصادية قطعت خلالها الماء والكهرباء وأغلقت المعابر.
وبالتوازي تشن حربًا إعلامية تصور المقاومة بالإرهاب وبداعش، كما تشن حرب إبادة على غزة فقد دمرت أحياء بكاملها فوق رؤوس ساكنيها.
وتشن حربًا سياسية من خلال تأمين الدعم الدولي وخاصة الأمريكي والأوربي وتصوير شعبها بأنه يتعرض للمحرقة. فأمريكا ارسلت شحنات الأسلحة الدقيقة والمتطورة فقد أرسلت حاملة الطائرات جيرالد فورد وتفكر بإرسال أخرى لدعم إسرائيل وردع الأطراف الإقليمية من التحرك وقدمت دعمًا لإسرائيل بثمانية مليارات دولار كمعونة عاجلة.
وأوضح “حمادة”، أما المقاومة الفلسطينية فإذا كانت تعتمد في موقفها على مايسمى محور المقاومة والممانعة والمشكل من إيران والميليشيات التابعة لها في المنطقة كالحشد الشعبي في العراق وحزب الله وبشار الأسد فقد أخطأت ولم تكسب إلا ابتعاد أنصارها الحقيقين نتيجة مواقف هذا الحلف في المنطقة والذي يحارب الحرية والأحرار ويريد السيطرة على المنطقةمن خلال تبنيه شعارات جوفاء يروجها إعلام كاذب.
فلايمكن لمن يدمر حرية الناس أن يساعد شعب مشرد مقهور بالوصول إلى حريته واسترداد حقوقه كالشعب الفلسطيني الذي ترك وحيدًا في مقارعة أعتى قوة في المنطقة. بحسب “حمادة”.
فحلف المقاومة والممانعة الذي حاور السوريين بالكيماوي والبراميل ويحاور المنطقة بالكبتاغون لايمكن أن يؤمن بعدالة القضية الفلسطينية فهو يلهث خلف اتفاق يضمن له الإبقاء على مشروعه النووي والحفاظ على مصالحه.
وأردف العميد، فأين وحدة الجبهات والساحات إذًا؟ فإيران وبلسان الخامنئي تنصلت من دعم المقاومة وكذلك حزب الله الذي لاتتحرك قواته إلا بإذن ولي نعمته الفقيه وملالي قم، أما بشار الأسد فهو ملتزم باتفاق فصل القوات للعام 1974 والذي يؤمن حماية مطلقة لإسرائيل من خلال حماية الحدود مع الجولان بنشر اللواء 90 واللواء 61 على طول خط الجبهة مع وجود قوات الطوارئ الدولية للحفاظ على الهدنة. وأما الحوثي ذراع إيران اليمني فيقول بأنه بعيد عن الجغرافيا الفلسطينية.
فلم يبقَ في الساحة إلا أجساد الشعب الفلسطيني لمقاتلة الفوسفور والأسلحة المتطورة. فإيران وأنصارها يستخدمون القضية الفلسطينية والقدس كبروبوغاندا لإيهام الشعب واللعب بعواطف الناس للوصول إلى مشروعهم في السيطرة على المنطقة وتغيير ديموغرافي لصالح المشروع الصفوي الفارسي. بحسب حمادة.