ملفات خاصة

إسرائيل تصوب نظرها تجاه قاعدة الفضاء العُمانية

في تحرّك يعكس تنامي الأهمية الاستراتيجية للفضاء في منطقة الخليج، نفذت إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية عملية مراقبة دقيقة لموقع قاعدة الإطلاق الفضائية الجاري إنشاؤها قرب مدينة الدقم الساحلية في سلطنة عُمان.

شركة “إيميج سات إنترناشيونال” الإسرائيلية، المتخصصة في الاستخبارات الجغرافية المكانية، والتي تُعد من المزوّدين المعتادين للجيش الإسرائيلي، استخدمت أحد أقمارها الصناعية من طراز “إيروس” لتصوير الموقع بدقة عالية، مستخدمة زوايا تصوير متوازية تمامًا، وهو أسلوب يدل على رغبة الجهة المشغّلة، والتي يُعتقد أنها حكومية، في الحصول على قياسات دقيقة للبنية التحتية.

وجود القمر الصناعي الإسرائيلي في سماء سلطنة عمان يُظهر مستوى الأولوية العالية التي أُعطيت لهذه المهمة، خاصةً في ظل تركيز موارد المراقبة الفضائية الإسرائيلية على ساحات تقليدية أكثر حساسية مثل لبنان، إيران، واليمن.

ويبدو أن اهتمام إسرائيل بموقع الإطلاق لا يأتي فقط من موقعه الجغرافي المثالي بالقرب من خط الاستواء والمحيط الهندي، بل كذلك من كونه في دولة تتمتع باستقرار نسبي في منطقة تعج بالتوترات، ما يجعله موقعًا جذابًا لعمليات الإطلاق الفضائي.

هذا الاهتمام لا يقتصر على إسرائيل، فالولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، والمملكة العربية السعودية، والصين أيضًا تتابع المشروع العماني عن كثب.

السعودية أبدت رغبة واضحة في استخدام الموقع، فيما تقدم بريطانيا الدعم الفني لعُمان بمساندة من شركات أمريكية، أما شركة “ب.إل.دي سبيس” الإسبانية فقد وقعت اتفاقًا لاستخدام الموقع كمنصة إطلاق ثانية لها، بعد موقعها الأول في كورو، غيانا الفرنسية.

رغم هذه الشراكات الغربية، فإن التعاون العُماني الأكبر في مجال الفضاء يتم مع الصين، ففي نوفمبر 2024، أطلقت بكين أول قمر صناعي عماني للرصد، “أو.إل-1″، ضمن برنامج مشترك، وقد وفرت شركة “ستار.فيجن آيروسبيس جروب ليمتد” الصينية البنية الأرضية اللازمة للتشغيل، بما يشمل محطة استقبال داخل سلطنة عُمان تمكّنها من برمجة واستقبال الصور بشكل مستقل.

هذا النموذج الصيني للتعاون، المشابه لما تم تطبيقه سابقًا مع باكستان، يُمكّن الدول من الحفاظ على استقلالية أكبر عن القوى التكنولوجية الكبرى، مع دمج الحساسيات المحلية في أنظمتها التشغيلية، وفي الوقت ذاته، رُصدت أقمار المراقبة الصينية وهي توثق بانتظام تطورات موقع الإطلاق في عُمان.

وفي محيط المشروع، تقوم شركة “عمان وانفانغ”، وهي كيان مشترك يضم 6 شركات مقرّها الأساسي في منطقة نينغشيا ذات الحكم الذاتي في الصين، بإنشاء مجمع صناعي ضخم تبلغ مساحته 11 كيلومترًا مربعًا، ما يعزز من أهمية المشروع كمنطقة استراتيجية فضائية واقتصادية على السواء.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى