خاص | “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع هشام الشواني” الأمين السياسي لـ”حركة المستقبل للإصلاح والتنمية” في السودان
أجرت ”بوليتكال كيز | Political Keys” حوارًا خاصًا مع هشام الشواني الأمين السياسي لـ”حركة المستقبل للإصلاح والتنمية” في السودان، وسألته عن “إعلان نيروبي” و التفاهم مع “الحركة الشعبية” و”حركة نور” ما قيمته من وجهة نظره؟
فقال الشواني: إنه “لا يحمل قيمة إيجابية لأنه مع الجهة الخاطئة، ويحمل في ذات الوقت قيمة سلبية لأنه سيؤثر على وصول المساعدات لمنطقتي “النيل الأزرق” و”جنوب كردفان” بعد أن تم قطع الطريق على تطوير التفاهم الأولى بين الحكومة والحركة الشعبية الذي كان سيؤدي لوصول المساعدات، فللأسف “إعلان نيروبي” هو إعلان يحول عملية وصول الغذاء للمواطنين لسلاح وكرت ضغط على الحكومة”.
وعن اتفاق حمدوك مع الحلو، وتأكيد حمدوك على استمراره في السعي لإنهاء الحرب وتأسيس الدولة، ومدى اتفاق ذلك مع إعلان نيروبي، أوضح الشواني أنه “اتفاق يأتي امتدادًا لاتفاق “أديس” بين حمدوك وقوات الدعم السريع، والهدف الأساسي منه تقريب الموقف السياسي بين الحركة الشعبية وبين حمدوك وقوات الدعم السريع، ولن ينهي هذا الاتفاق الحرب لأنه يزيد عدد أطرافها، ويُعقد الحلول السياسة، وبالطبع لن يؤسس الدولة لأنه من أعداء الدولة”.
ولدى سؤاله، أنتم كقوة داعمة للجيش هل تتفقون مع حمدوك لحل خلافات طرفي الصراع في البلاد؟
فبين الشواني قائلًا: “نحن تيار سياسي داعم للدولة الوطنية و تحليلنا للحرب أنها ضد الدولة الوطنية السودانية ككل، وحمدوك جزء من الأزمة وطرف في الحرب وعلاقته وطيدة جدًا بالنظام الإماراتي و نعتبره وكيل للإمارات وعميل لعدة جهات أخرى ويحمل عداءً كبيرًا للدولة الوطنية السودانية”
وعن رأيه بتوقيع “حمدوك” بصفته رئيس وزراء سابق، وهل تواصل مع جميع الفرقاء، قال: “هذه أمر هزلي بكل معاني الهزل، ما معنى رئيس وزراء سابق؟ لا معنى لذلك ولا شرعية له حتى داخل مجموعته، ونحن نفهم جيدًا أن حمدوك طرف أصيل في الحرب لأنه حليف للدعم السريع”.
إعلان “نيروبي” الجديد ينص على حق تقرير المصير، ما معنى ذلك؟
وبحسب الشواني فإن “إعلان نيروبي يسعى لتقسيم السودان و يتساهل في مسألة ربط الوحدة الوطنية التاريخية ويتعامل مع تقرير المصير كأنه أمر بسيط، ومعنى ذلك بوضوح هو إكمال حلقات العداء على السودان، ونحن نرفض هذا التوجه ونرى أن ما يجمع السودانيين أكثر مما يفرقهم ولا ننسى أن الجهات الموقعة على الإعلان لا تمتلك التفويض أصلًا للحديث حق تقرير المصير، و هم ينصبون أنفسهم ممثلين للشعب السوداني بدون حتى مشاورته في قضاياه”.
أما بخصوص علمانية الدولة، ومدى وجود اتفاق مع “عبدالعزيز الحلو” بخصوص ذلك، أوضح الشواني أن “العلمانية كلمة زائفة لتمرير مخططهم للحكم ولاسترضاء القوى الغربية، وهي حركات غارقة في التصورات العرقية والإثنية، وهذا جزء من تاريخ طويل من التفسيرات الخاطئة للصراع في السودان، إن كرت العلمانية ابتزاز ضد الدولة بجانب أنه يحمل في جوهره كراهية لدين السودانيين وتقاليدهم وما يجمعهم، وذات السؤال يوجه إلى أطراف “إعلان جوبا”: من أنتم لتقرروا هذه الأمور فحديثكم لا قيمة له عندنا”.
وعن رأيه بإعلان “نيروبي” الذي ينادي بتأسيس الدولة و علمانيتها ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأديان والثقافات، أفاد الشواني، إن “وجهة نظرنا من حيث الشكل هم لا يملكون تفويضًا لفرض الأمر ووضعه كشرط لوقف تقرير المصير ووضعه كمبدأ غير قابل للحوار، ومن حقهم طبعًا أن ينادوا بما يشاؤون ولكن الشعب هو من يقرر، ومن حيث المضمون حديثهم خاطئ لأن حل مشكلة السودان لن يكون بالعلمانية وإذا ظنوا بأن وضع الكلمة في الدستور سيقود للسلام والازدهار فإنهم مخطئون ولا يقرأون التجارب”
وتابع: “بالطبع العلمانية تعني فصل الدين عن السياسة والدولة وفي أشكالها المتطرفة تعني إبعاده عن الحياة وهذا أمر مرفوض، صدقني هم ليسوا علمانيين فقط هم عملاء والمفهوم عندهم تبعية للغرب”.
وأضاف الشواني إن “الاتفاق يتضمن عقد مائدة بمشاركة جميع القوي السياسية والوطنية المؤمنة بعلمانية الدولة، بشرط التوافق مع الإعلان، هذا شيء غريب إن لم يكن مضحكا، بعد أن كتبوا الإعلان وقرروا فيه كل القضايا يدعون لمؤتمر من القوى الموقعه على الإعلان، أعتقد هذا ضرب من الجنون والوهم’.
وخُتم الحوار مع الشواني بسؤاله عن الحكومة السودانية هل ترفض الجلوس مع الدعم السريع في طاولة ماهو وجهة نظركم في مستقبل السودان؟
فأجاب، إن “تنفيذ إعلان جدة 11 مايو، والخروج من بيوت الناس والمرافق الحكومية ووقف الانتهاكات فورًا هذه هي البداية لأي تفاوض، ولقد قدمنا في “حركة المستقبل للإصلاح والتنمية” رؤية لمخاطبة واقع الحرب تقوم أساسًا على تمييز الملفات الإنسانية والعسكرية والسياسية عن بعضها البعض وبمراحل معينة ونعتقد أنها رؤية مناسبة لتقديم الحل”.