ملفات خاصة

خاص | “بوليتكال كيز” تجري حوارًا مع رئيس منظمة “مشاد” الدكتور أحمد إسماعيل للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان

أجرت “بوليتكال كيز | Political Keys”، حوارًا خاصًا مع رئيس منظمة “مشاد” السودانية بباريس الدكتور أحمد إسماعيل للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان.

وعن سعي “الدعم السريع” للاستيلاء على مدينة الفاشر في هذا التوقيت، اعتبر الدكتور إسماعيل، أنّ “الدعم السريع أصبحت الآن جماعة متفلتة تشن هجماتها ضد المدنيين من أجل تضخيم الأزمة الإنسانية في السودان وهذا انتقام من الشعب السوداني الذي لن يسانده ولن يقف معه لتحقيق رغباته للاستيلاء على السلطة، فيكون إرهابهم بشكل عشوائي من تنكيل وتشريد واغتصاب واعتقالات وتعذيب وخاصة بولاية شمال دارفور الذي يعتبره آخر خطة بالنسبة له ليستلم ولاية شمال دارفور، وأن يكون السودان نسخة ثانية من ليبيا، وأن يعلن للعالم بأنه استطاع أن يستلم الإقليم بأكمله من أجل أن يجد اعترافًا لحكومته التي باتت مشكّلة داخل الغرف”.

أما عن وجود حشد عسكري للدعم السريع في تخوم الفاشر، ومدى وجود دعم إقليمي له للتقدم هناك، فقال رئيس منظمة مشاد، إنه “بلا شك ميليشيا الدعم السريع اليوم تقاتل معها أكثر من خمسة دول، إضافه إلى الجنود الذين يتم تدريبهم في الدول المجاورة للسودان، وهذا الذي أرادوا أن يفتكوا به بالدولة السودانية، وبالتالي هذه الدول تشعر بخطورة استقرار السودان، لأنهم يرون أن استقراره سيؤثر في مكانة دولهم وسيؤثر في مصالحهم، وسيكون للسودان، شأن وهذا يعتبر خصمًا من رصيد دولهم، فبالتالي الآن يعملون ويدعمون الدعم السريع من أجل أن يفتك بالشعب السوداني وأن يدمر مؤسسات الدولة السودانية ويسبب تدهورًا كاملًا للدولة السودانية حتى يستفيدوا من هذه الأجواء في تحقيق رغباتهم التي يعملون من أجلها مع داعميهم وحليفهم من دولة الإمارات”.

تأثير معركة الفاشر على الدول المجاورة

وفيما يخص تأثير معركة الفاشر عل ليبيا ومصر، أوضح إسماعيل، أنه “طبعا معركة الفاشر الآن تؤثر على ليبيا بصورة كبيرة، لأن ليبيا يربطها علاقة وطيدة في العملية التجارية وتبادل السلع بين السودان وليبيا، وبالتالي الآن الدعم السريع شل هذه الحراك التجاري الكبير الذي يمد السودان وخاصة إقليم دارفور بدعم كبير، وبالتالي هذا يسبب تدهور العملية الاقتصادية في ليبيا، وكذلك وتيرة تدهور المحاصيل التي كانت تصدر من دارفور إلى مصر، وهذا أيضًا تسبب في تراجع الاقتصاد المصري، فبالتالي هذه الميليشيا الآن تشكل خطرًا على القارة الإفريقية وعلى العالم بأسره وليس ليبيا ومصر فقط”.


أما فيما يتعلق بالإجراءات التي تتخذها منظمة مشاد ضد المتعاونين مع الدعم السريع، فأكد إسماعيل، “نحن اتخذنا جميع التدابير وجميع القوانين التي تحس العالم أو تجبره على التحرك لوضع حد لقوات أو مليشيات الدعم السريع، وبالتالي الحراك الذي قمنا به الآن أنتج بوادر كثيرة، أولاها تأكيد الجنائية الدولية أنهم ماضون في وضع حد لقيادات الدعم السريع، والمحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان والمحاكم الوطنية الأوروبية الأخرى التي لديها الولاية لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي جرائم ضد الإنسانية على نطاق العالم، فبالتالي الآن خطواتنا تسير بشكل وثيق لتحقيق هذه المكاسب من أجل الضغط وحصار هذه الميليشيا التي ستشكل خطرًا إن لم يتحرك الكل في القريب العاجل”.

دعم إماراتي للدعم السريع

وعن مدى وجود دعم إماراتي لقوات الدعم السريع في معاركها ضد الجيش السوداني، قال مدير مشاد، “بلا شك، ناهيك عن الدليل الذي يمتلكه الشعب السوداني والدولة السودانية هناك تقارير أممية من الولايات المتحدة الأمريكية من الأمم المتحدة وتقارير منظمة هيومن رايتس ووتش وكثير من التقارير الدولية التي لا علاقة لها بالشعب السوداني، هي أنصفت الشعب السوداني وأدانت دولة الإمارات، فهذه شهادات وتقارير لا لبس فيها ولا تشكيك، فبالتالي الإمارات متورطة في كل هذه الجرائم، وللأسف لاتزال تتمادى عبر حلفائها في القارة الإفريقية لدعم الدعم السريع بصورة مكثفة لتحقيق هدفها بالسيطرة على السودان من أجل أن يخلق موازنة في معاملته الدولية التي يسعى إليها لكن هذا الأمر لم تدركه الإمارات، مع أن الشعب السوداني الآن في تحرك لإثارة العالم من أجل فضح وإدانة الإمارات، وقريبًا نؤكد للعالم بأن الإمارات هي الدولة التي تدعم الإرهاب وهي السبب في تدهور الوضع في السودان وكذلك هناك دول أخرى سيثبت عليها التورط في الهجمات ضد السودان، وهذا ما سينقلب عليهم مستقبلًا ولن يستطيعوا تحقيق غاياتهم في دعم الإرهاب وغزو العالم، وسينعكس عليهم وسيكونوا منبوذين وليس لديهم قبول لدى دول العالم ويكونوا محاصرين بنتائج هذه الأفعال التي يقومون بها بحق الشعوب البريئة”.

وفيما يخص مؤتمر القضايا الإنسانية وعقده وسط دارفور لأسباب أمنية، أوضح إسماعيل، “في حقيقه الأمر اللجنة في مؤتمر القضايا الإنسانية ليس لها أي تأثير، فالذين يقومون بهذه العمل أو الذين يرتبون له جزء كبير منهم قوة سياسية، وبالتالي الآن العالم يعلم ذلك، والقضايا الإنسانية في دارفور والسودان ككل ليست بحاجة لمؤتمر، فقد عقد مؤتمرات دولية عديدة لكن لم يتمخض عنها شيء لأن هناك أهدافًا إن لم تتحقق لن يخرج العالم لإغاثة السودانيين، فبالتالي أنا أرى بأن مثل هذه المؤتمرات هي فقط لدواع سياسية أكثر مما يكون لدواع إنسانية، فعلى الشعب السوداني التحرك والضغط بالوقفات الاحتجاجية من أجل تحريك الضمير الدولي والإنساني للضغط على دولهم في سبيل إغاثة السودان وحل أزمته”.

وفيما يتعلق بتقارير منظمات الأمم المتحدة التي تتحدث عن شبح مجاعة يخيم على دارفور، وموقف منظمة تشاد من ذلك، أكد مدير المنظمة أنّ “هذه العملية نستطيع أن نقول عنها أنها بارقة إعلانية أكثر مما هي واقعية، نعم هناك صعوبات وهذه المجاعة سببها الدعم السريع فبالتالي هناك منظمات لا تريد أن تسمي الأشياء بمسمياتها لكن مجبرين في الأيام المقبلة على ذلك، وسيكونون أمام التحدي إما القيام بالدور الإنساني المنوط بهم أو سيكونون متخلفون وراء الضغوطات التي تشكلها دولة الإمارات وأعوانها،

وتابع: “الدولة السودانية بلاشك فتحت جميع المعابر على الرغم من خطورة ذلك، وقد أوفت بجميع التسهيلات لدخول المساعدات الإنسانية لكن أين هي هذه المساعدات، ناهيك عن أن المساعدات التي يقدموها لن تغيث السودان فكيف سيستطيعون زيادتها لتشمل باقي السودانيين في دول ليبيا وتشاد وإثيوبيا ومصر وكمبالا، فبالتالي هذه هي حقائق متناقضة لابد على العالم أن يتحرك لإغاثة الذين يفترشون الأرض خارج السودان ثم يتطرقوا إلى هذه المزايدات التي يريدون التكسب منها في سبيل تحقيق رغباتهم بهذه الأكذوبة التي ينشرونها مرارًا وتكرارًا بما يخص المجاعة، والمجاعة الحقيقية الآن يعيشها السودانيون خارج السودان وليس داخله”.

أما فيما يخص إعلان استنفار عام في دافور، أفاد إسماعيل: “نعم، هذا ليس بالضرورة اتفاق أم لا، هذا يسمى دفاع عن النفس الذي يكفله جميع الشرائع السماوية والقوانين الدولية والمحلية والإقليمية، فبالتالي على المواطن طالما عجز المجتمع الدولي عن وضع حد لهذه الميليشيا الدفاع عن نفسه وأن يجابه الميليشيا بقدر ما يستطيع، حماية لأرضه وعرضه من هذه الميليشيا التي تقصف وتقتل دون أي مبالاة، الاستنفار نعتبره مشروعًا وقانونيًا لحماية المواطن السوداني ومن أجل الدفاع عن نفسه، والضرورة تقتضي من جميع السودانيين التحرك لقتال الدعم السريع والتخلص منهم حماية للنفس والوطن”.


وفيما يتعلق بشن الدعم السريع هجمات على الفاشر وتسبب ذلك بسقوط مئات القتلى والجرحى، ختم إسماعيل كلامه أنّ “هناك متناقضات حتى على مستوى الأمم المتحدة فيما يخص الفاشر، تعلم الأمم المتحدة والمجتمع الدولي ككل أنّ الذي يشن الهجوم على المدنيين هي قوات الدعم السريع، وبالتالي المجتمع الدولي لديه مصالح في سقوط الفاشر وفي تقدم هذه الميليشيا، لأنه يعلم أنه إذا ظلت القوات المسلحة بهذه الهيمنة وبهذا الحب السوداني الأصيل والتضامن الشعبي الكبير لايستطيعون أن يحققوا أهدافهم التي يصبون إليها، فبالتالي يريدون ويضغطون ويدعمون الدعم السريع بصورة أو بأخرى في سبيل السيطرة على السودان وعليه من خلال هذه الميليشيا يستطيعون تحقيق أغراضهم القذرة، لكن إرادة ربنا وإرادة الشعب السوداني سيحسم المعركة، وسيتسطيع الشعب السوداني تأسيس دولته التي يستطيع الرد من خلالها على كل من ساهم في دعم هذه الميليشيا في سبيل تفكيك دولته وتدهور وضعه وحرمانه من الحياة الكريمة”.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى