كيف تنعكس مساعدة أمريكا لإسرائيل في محاربة أنفاق غزة على أمن حدودها مع المكسيك؟
حصلت “بوليتكال كيز | Political Keys” على معلومات خاصة تفيد بأنه “على الرغم من التوترات الأخيرة، هناك اتفاق واسع النطاق في واشنطن على أن إسرائيل يجب أن تتلقى المزيد من الدعم في حربها ضد الأنفاق، وبالإضافة إلى المساعدة في إلحاق ضرر دائم بحماس، تساعد الشراكة أيضًا البنتاغون في مواجهة التهديدات السرية الأخرى”.
ووفقًا لما اطلعت عليه “بوليتكال كيز | Political Keys” فعلى الرغم من الضغوط التي تمارسها إدارة الرئيس جو بايدن على الحكومة الإسرائيلية بشأن عمليتها العسكرية في قطاع غزة، تشير العديد من المبادرات التي أطلقها المشرعون الأمريكيون إلى تعزيز الشراكة بين البلدين في المجال المحدد المتمثل في مكافحة الأنفاق السرية تحت الأرض.
ويهدف مشروع قانون قدمه الديمقراطي غاري بيترز والجمهوري تيد بود في 8 أيار/ مايو في مجلس الشيوخ إلى زيادة الأموال السنوية المتاحة للبنتاغون للتعاون مع إسرائيل في مسألة الهياكل تحت الأرض إلى 80 مليون دولار، وهذه الزيادة الكبيرة البالغة 30 مليون دولار هي موضوع مشروع قانون مماثل تجري مناقشته حاليًا في مجلس النواب.
ويشار إلى أن الشراكة متبادلة بين واشنطن وتل أبيب، وفي حين أن هذا الجهد في الميزانية يهدف إلى مساعدة الدولة اليهودية في محاربة حماس بشكل أكثر فعالية، فبالإضافة إلى مشاركة الشركات الأمريكية، مثل شركة Brinc وطائراتها بدون طيار Lemur-2 التي يستخدمها جيش الدفاع الإسرائيلي، فإن تطوير التقنيات المصممة لاكتشاف شبكات الأنفاق ورسم خرائط لها وتحييدها سيفيد واشنطن أيضًا.
ومنذ عام 2016 تقوم إسرائيل بمشاركة التكنولوجيا والدروس المستفادة في الحرب ضد المنشآت تحت الأرض مع واشنطن، وتفيد هذه التبادلات البنتاغون ووكالة استخبارات الدفاع التابعة له (DIA)، التي تضم وحدة متخصصة تسمى مركز تحليل المرافق تحت الأرض (UFAC).
وتقوم UFAC بمسح القواعد تحت الأرض لكوريا الشمالية، التي أثبتت خبرتها في هذا المجال، كما استفادت عمليات “مكافحة الإرهاب”، ولا سيما الحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، من التقدم الناتج عن هذه الشراكة.
لكن تكنولوجيا مكافحة الأنفاق المستخدمة ضد حماس لها أيضًا تطبيقات محلية في الحد من تهريب المخدرات والهجرة غير الشرعية على طول حدود الولايات المتحدة مع المكسيك، وتكتسب هذه القضايا أهمية متزايدة بالنسبة لمجتمع الاستخبارات، ويحث عليها القادة السياسيون.
داخل وزارة الأمن الداخلي، تستخدم هيئة الجمارك وحماية الحدود (CBP) هذه الأدوات لتعقب العديد من الأنفاق تحت الأرض التي تستخدمها العصابات والمنظمات الإجرامية الأخرى لعبور الحدود بشكل غير قانوني، ويتم تدمير العديد من هذه المرافق كل عام على طول حدود المكسيك من كاليفورنيا إلى تكساس.
وعلى الرغم من حملة القصف العشوائية والهجوم البري اللذين يقودهما الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة المحاصر ضد فصائل المقاومة الفلسطينية وعلى رأسها حركة حماس، إلا أن شبكة مترو الأنفاق التي يقدر طولها بأكثر من 500 كيلومتر ويطلق عليها اسم “مترو غزة”، تشكل متاهة للجيش الإسرائيلي ومصدرًا رئيسيًا لحماس يمكنها من الصمود في وجه الهجوم الإسرائيلي، الذي يؤدي في حد ذاته إلى تأجيج التوترات مع واشنطن.