خاص | الميليشيات الإيرانية تجبر مقاتلي العشائر الفارين من مناطق “قسد” على التوجه لبادية دير الزور… و”بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
أفادت مصادر خاصة لـ”بوليتكال كيز | Political keys” بأن الحرس الثوري الإيراني في ريف دير الزور الشرقي، طالب خلال الأيام الماضية عناصره المحليين من أبناء شرق الفرات، الذين انضموا إلى صفوفه مؤخرًا، بالتوجه إلى بادية دير الزور، لتنفيذ عمليات تمشيط للبادية، بحجة وجود خلايا تنظيم الدولة “داعش” هناك.
وقالت المصادر، إنّ الميليشيات الإيرانية رفضت تسليم العناصر مستحقاتهم المالية للأشهر الثلاثة الماضية، مشترطة عليهم المشاركة في عمليات التمشيط لتسليمها.
الميليشيات الإيرانية، وفقًا للمصادر، هددت العناصر الذين يرفضون التوجه إلى البادية بتسليمهم لقوات النظام السوري، لسوقهم إلى الخدمة العسكرية، وإرسالهم إلى جبهات إدلب، أو تسليمهم للفروع الأمنية لاعتقالهم ونقلهم إلى دمشق، بتهمة الانتماء لتنظيم الدولة “داعش” أو قوات سوريا الديمقراطية “قسد” أو “الجيش الحر”.
وأفادت المصادر بأن هؤلاء العناصر جميعهم من أبناء مناطق شرق الفرات، والخاضعة لسيطرة “قسد”، وقد شاركوا في معركة أبناء العشائر ضد قسد، وفروا إلى مناطق سيطرة النظام والميليشيات الإيرانية، بعد سيطرة “قسد” على المناطق التي شهدت اشتباكات.
وأوضحت أن هؤلاء العناصر قد اضطروا لإجراء عملية مصالحة مع النظام السوري، وانضموا إلى صفوف الميليشيات الإيرانية لحمايتهم من الاعتقال من قبل قوات النظام، ولعدم سوقهم للخدمة العسكرية، حيث يتمتع عناصر الميليشيات الإيرانية بحصانة تحميهم من النظام وأجهزته الأمنية.
قيادات محلية تشرف على عمليات تطويع الشبان في الميليشيات الإيرانية
المصادر أكدت بأن عددًا من القيادات المحلية من أبناء محافظة دير الزور، يشرفون على علمية تطويع الشبان القادمين من شرق الفرات، وأبرزهم “هاشم السطام” قائد مجموعة أسود العكيدات، التابعة للميليشيات الإيرانية، و”هشام الطعان”، القيادي في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني.
وتابعت، أنّ عشرات العناصر الذين انضموا إلى صفوف الميليشيات الإيرانية، اضطروا للهروب إلى مناطق سيطرة “قسد” شرق الفرات، والعودة إلى بلداتهم وقراهم، والاختباء لدى أقاربهم هناك، وينتظر قسم منهم عملية مصالحة مع قسد، أو الفرار باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني.
“بوليتكال كيز” تجري مقابلة مع أحد العناصر الذين انضموا سابقًا لصفوف الميليشيات
وأجرى مراسل “بوليتكال كيز | Political keys” مقابلة مع أحد العناصر الذين انضموا إلى صفوف الميليشيات الإيرانية، وهو من أبناء بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، الخاضع لسيطرة ميليشيا قسد، ويدعى “م ع”، والذي أفاد أنه بعد قرابة ثلاثة أشهر من انضمامه لصفوف الميليشيات الإيرانية، بعد هروبه من بلدة ذيبان إلى مناطق سيطرة النظام السوري غرب الفرات، طلب منهم القيادي في ميليشيا الحرس الثوري الإيراني، المدعو “هشام الطعان”، الاجتماع في أحد المقرات بمدينة الميادين.
وتابع: أنه أثناء الاجتماع قال لهم “الطعان”، بأنهم بحاجة إلى عناصر لإرسالهم إلى البادية، من أجل إجراء عمليات تمشيط هناك ضد خلايا تنظيم الدولة “داعش”، مشيرًا إلى أنّ عددهم كان في الاجتماع حوالي 25 عنصرًا، جميعهم رفضوا التوجه إلى البادية، بسبب خطورة عمليات التمشيط، وما تتعرض له القوات المشاركة من هجمات ينفذها مجهولون، أووقوعهم بكمائن وحقول ألغام تودي بحياتهم.
وأضاف، أنه بعد رفضهم المشاركة، قام “الطعان”، بتهديدهم بالتسليم للأفرع الأمنية في مدينة دير الزور، أو إرسالهم إلى جبهات إدلب للقتال. مردفًا أنه انضم مع آخرين إلى صفوف الميليشيات الإيرانية، بسبب تلقيهم وعودًا بتقديم حصانة لهم من الاعتقال أوالسوق للخدمة العسكرية بصفوف قوات النظام، بالإضافة لوعود برواتب ممتازة، لكن هذه الميليشيات قد أخلفت بوعودها وتخلت عنهم. بحسب تعبيره.
وختم المتطوع في صفوف الميليشيات الإيرانية كلامه بأنه اضطر للهرب برفقة عدد من العناصر، إلى منطقة شرق الفرات عبر مهربين، وذلك بعد دفعهم مبالغ مالية تتراوح بين 150 إلى 200 دولار عن كل شخص، وهم الآن متوارون عن الأنظار، خشية اعتقالهم من قبل” قسد”، وهم ينتظرون الفرصة المناسبة للهروب باتجاه مناطق سيطرة الجيش الوطني.