خاص | بضغط من موسكو… النظام السوري يطلق سراح مدير شركة “ستروي ترانس” الروسية و”بوليتكال كيز” تكشف التفاصيل
كشفت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” في مدينة حمص، أن فرع مخابرات أمن الدولة التابع للنظام السوري، اعتقل القائم بتسيير أعمال معمل الأسمدة الآزوتية بمنطقة قطينة (جنوب غرب مدينة حمص بنحو 15كم) المهندس “إياد الأكسح”، الذي يشرف على إدارة العمل لشركة “ستروي ترانس” غاز الروسية.
ما هو سبب اعتقال “الأكسح” من قبل أمن الدولة؟
وتم اعتقاله بتهمة بيع الأسمدة لحسابه الخاص مطلع الشهر الجاري، وتمّ اقتياده إلى أقبية الفرع الكائن بحي الغوطة وسط مدينة حمص على الرغم من إبرازه للوثائق الرسمية التي تثبت تعاونه مع الشركة الروسية التي وقّعت منتصف العام 2015 على عقود استثمار لمعمل الأسمدة مع حكومة نظام الأسد.
وبحسب المصادر، فإن ضابطًا رفيع المستوى من غرفة عمليات مطار حميميم يدعى (أليكسي) أجبر فرع المخابرات على إطلاق سراح “الأكسح” بعد توقيفه لنحو 10 أيام والذي عمل كمترجم خاص لصالح الوفود العسكرية الروسية التي أشرفت خلال العام 2018 على إبرام اتفاق التسوية بين فصائل المعارضة السورية وقوات النظام.
تلك التسوية أفضت لاحقًا لخروج “المقاتلين” نحو الشمال السوري بضمانة روسية، الأمر الذي منح “الأكسح” مكانة مرموقة لدى القوات الروسية وحالت دون استمرار عملية الاعتقال.
أمن الدولة نسخة عن فرع “فلسطين”
وأضافت المصادر، أن فرع مخابرات أمن الدولة الذي يترأسه العميد “مدين ندّة” الذي ينحدر من محافظة طرطوس على الساحل السوري بات نسخة طبق الأصل عن فرع مخابرات الخطيب في العاصمة السورية دمشق والذي تديره “أسماء الأخرس” زوجة رئيس النظام السوري بشار الأسد، حيث باتت مهامه تقتصر على ملاحقة تجار المدينة وميسوري الحال وإيداعهم السجن بتهم مختلفة.
ووفقًا للمصادر، فإنه لا يتم الإفراج عنهم إلا في حال تم العمل على إيداع مبالغ مالية ضخمة ضمن حساب مصرفي يتم تحديده مسبقًا وصلت في بعض الأحياء لما يقارب 2 مليون دولار.
وتبعًا للمصادر، فإنه سبق أن اعتقلت مخابرات أمن الدولة القائم بأعمال شركة (يارا) المدعو محمد علوش المسؤول بدوره عن استخراج الفوسفات من مقالع الشرقية والصوانة بريف حمص الشرقي.
ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد قيام ذويه بدفع مبلغ مالي قيمته 2.5 مليون دولار، عقب اتهامه بإخراج باخرة محملة بالفوسفات من ميناء طرطوس إلى دولة أجنبية دون الحصول على موافقة من قبل وزارة النفط والثروة المعدنية “وذلك بحسب مصدر مقرب من عائلة العلوش”.
حقول النفط والغاز في حمص تحت السيطرة الإيرانية والروسية
هذا وتشهد قطاعات النفط والفوسفات وحقول الغاز بريف حمص الشرقي تغلغلًا واضحًا لشركات الاستثمار الروسية والإيرانية واللبنانية التابعة لحزب الله اللبناني بموجب عقود استثمار طويلة الأمد تمّ الإعلان عنها على لسان رأس النظام السوري بشار الأسد في العام 2015.
وبحسب مراقبين، فإن تلك العقود أثارت موجة من السخط بين الأهالي، وسط عجز حكومة النظام السوري عن توفير الكهرباء والغاز والمحروقات على حدّ سواء للمدنيين القاطنين ضمن مناطق سيطرته في الداخل السوري.
وتجدر الإشارة إلى أن شركات الاستثمار الروسية تمكنت خلال العام الماضي من توقيع عقود استثمار في محافظة اللاذقية حيث وقّع مجلس المحافظة عقدًا مع شركة “سينارا إنت” ينص بموجبه على إنشاء مجمعات سياحية بمنطقة جول جمال.
وأكملت المصادر، إن ذلك فضلًا عن عقود الاستثمار طويلة الأمد التي تم توقيعها لتشغيل مرفأ طرطوس، بالوقت الذي حصلت شركات الاستثمار الإيرانية على عقود ضمن بادية حمص لا سيما حقل الشاعر للغاز ومناجم استخراج الفوسفات الذي تم الحصول عليه مناصفة بين الشركات الإيرانية والروسية على حدّ سواء.