خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والعسكرية في السودان… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًا مع الأمين العام لحزب المسار الوطني الدكتور “لؤي عبد المنعم محمد”
أجرت “بوليتكال كيز | Political keys” حوارًا خاصًا مع الأمين العام لحزب المسار الوطني ورئيس تيار المصالحة الوطنية الشاملة الدكتور “لؤي عبد المنعم محمد” للحديث عن آخر التطورات السياسية والعسكرية في السودان.
وعن تقدم قوات “الدعم السريع” في الخرطوم وسيطرتها الكاملة علىمدينة ود مدني وشمال مركز المدينة في سنار ومدى تأثير ذلك على المشهد العسكري في البلاد، قال “محمد” إنّ “مليشيا الدعم السريع متراجعة و مهزومة في العاصمة المثلثة وهو أمر واضح لكل متابع في الداخل و الخارج، و لعل ذلك من الأسباب الرئيسية لتراجعهم إلى ولاية الجزيرة التي ظنوا أن بإمكانهم إقناع اهلها بتأييد إعلان حكومة تابعة لهم من حاضرتها، وبالتأكيد تمكنهم من دخول المدينة بعد انسحاب الجيش منها بغض النظر عن الأسباب التي دعته إلى ذلك (والتي يجري التحقيق فيها) قد أثر كثيرًا على الوضع برمته على الطرفين.الطرف الأول الحكومة المدعومة من الجيش والشعب تحت تاثير عبء النزوح والسرقات و الاعتداءات على المواطنين والانتهاكات التي مورست بحقهم من جانب المليشيا فضلًا عن الأهمية الاقتصادية لولاية الجزيرة، والطرف الثاني، المليشيا بسبب فقدانها مساندة بعض القوى الداعمة لها في “قحت” مثل المؤتمر السوداني وكذلك استقالة “فارس النور” عضو وفد التفاوض عن المليشيا في جدة جراء الانتهاكات التي قاموا بها”.
وتابع: حيث إن “الأسباب التي ساقتها المليشيا كتبرير للجرائم التي ارتكبتها في مدينة مدني وقرى الجزيرة كانت غير مقنعة للداخل و الخارج حيث قامت فور دخولها بسرقة البنوك والأسواق ومنازل المواطنين ومركباتهم وأموالهم و متعلقاتهم الشخصية وتدمير بعض المؤسسات العامة ونهب مدخلات الإنتاج وآليات مشروع الجزيرة ، بدعوى أن ذلك جاء ردًا على تهديدات رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان بتجهيز 40 ألف مستنفرٌا لتحرير الخرطوم عبر الفرقة الاولى مشاة بمدني، وهذا الكلام غير صحيح لان المستنفرين متواجدين في كل مدن السودان وليس مدينة ود مدني فقط، والطريق سالك لإم درمان من شندي و عطبرة و بورتسودان و عندما تحين لحظة الصفر لن يوقفهم دخول المليشيا إلى مدينة ود مدني و بعض قرى الجزيرة، إما بالنسبة للمعارك الدائرة بالقرب من مصنع سكر سنار شمال المدينة فقد تم دحر المليشيا بالقصف الجوي و تقدم قوات الفرقة المرابطة في سنار”.
ما هي أسباب السلب والنهب التي تنتهجها قوات الدعم السريع؟
أما عن اتساع رقعة الحرب في السودان وازيادة حالة النهب والسلب في عموم البلاد خاصة ولاية الجزيرة وسط السودان من قبل قوات الدعم السريع، فاعتبر الأمين العام لحزب المسار الوطني، أنّ “النهب و القتل على الهوية والتدمير الممنهج من أهم أدوات تنفيذ سياسة الأرض المحروقة، وهي سياسة مجربة عالميًا تم اتباعها في الحرب الاوكرانية الروسية مؤخرًا و في راوندا وبورما و جنوب إفريقيا وفلسطين، وسبق أن اتبعتها مليشيا الدعم السريع في دارفور، لإشاعة الذعر و تخويف المواطنين من المقاومة وإجبارهم على النزوح لخلق عبء جديد على الحكومة تجاه النازحين (المستنزفة في حرب ممولة و مدعومة من الخارج)، كما أن توسيع دائرة الخراب والدمار فضلًا عن كونه تراجع من لهيب المعارك وتنفيس عن الهزيمة في الخرطوم إلا انه يصب في الضغط على وفد الحكومة في حال جلوسهم للتفاوض مجددًا تحت ضغط إقليمي ودولي، إلى جانب سعيهم إعلان حكومة يكون مركزها مدينة ود مدني وكان ذلك مناط بقدرتهم على اقناع سكان ولاية الجزيرة بقدرتهم على أن يكونوا بديلًا للحكومة في خدمة المواطنين، لكنهم فشلوا قبل الإعلان بسبب انتشار جرائم النهب بحق المواطنين في ود مدني، وبعض قرى الجزيرة فضلًاا عن الخرطوم والجنينة و نيالا و الفاشر، وردة فعل المواطنين الغاضبة تجاههم”.
وعن مدى قبول قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان بشروط حميدتي لعقد لقاء بينهما، أكد “محمد” أن “مؤسسة الجيش لن تقبل وكذلك الشعب المناصر له، لأن ذاك يمس السيادة الوطنية، فلا يمكن اعتبار عصابات النهب والقتل والاغتصاب طرف والحكومة المدعومة من الجيش و الشعب طرفًا آخر.
وعن مدى قبول قوات الدعم السريع بشروط الجيش الانسحاب من المنازل والمؤسسات السيادية في البلاد، فأوضح رئيس تيار المصالحة الوطنية الشاملة أن “قبولها بهذا الشرط رهن بموافقة الإمارات و الكيان الصهيوني على ذلك كونهم الممولين والداعمين الرئيسيين للمليشيا و المتحكمين في مواقف وفد المليشيا و القوى السياسية المتحالفة معها، وفي تقديري فإن حكومة أبوظبي الأكثر تورطًا في المشهد المحتدم ولاتأبه كثيرًا بالوضع الإنساني في السودان”.
وعن إمكانية خروج قائد شجاع ينهي الأزمة ويعيد المواطنين النازحين إلى ديارهم، أشار “محمد” إلى أن “القائد الشجاع ورجل المرحلة في نظر الشعب هو الذي يدافع عن بلده في مواجهة الغزو الخارجي الذي يشارك فيه مرتزقة أجانب من إحدى عشر بلدًا، وبذلك فقط يحظى بدعم الشعب له ومساندته في العمليات العسكرية تحت مسمى المقاومة الشعبية المسلحة تحت إشراف الجيش كما هو متعارف عليه دوليًا، وليس الذي يتنازل عن السيادة ويرضخ لأجندة خارجية لا تريد خيرًا للسودان، وتسعى لتمزيق النسيج الاجتماعي وإحداث تغيير ديموغرافي وثقافي وتقسيم السودان”.
هل يستطيع الجيش السوداني حسم معارك شمال كردفان؟
وعن مدى إمكانية حسم معارك شمال كردفان والسيطرة على مدنية الأبيض بعد تقدمه الجيش في تلك المحاور قال “محمد” إنّ “المليشيا هزمت مرارًا في ضواحي الأبيض وفقدت معسكرها الرئيسي في كردفان و الجيش متقدم في أم روابة والرهد ولم يتبق لهم إلاجيوب محدودة في مدن كردفان”.
أما عن قدرة رئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك على حل الأزمة السودانية، أضاف الأمين العام لحزب المسار الوطني، أنّ “الدكتور حمدوك رحبت به الأغلبية عقب الثورة مباشرة لكنه فشل وتنازل عن رئاسة اللجنة الاقتصادية لصالح حميدتي كما فشل في حل ديون السودان وجلب المستثمرين، فضلًا عن فشله في رتق النسيج الاجتماعي وهو أحد أهداف الثورة الرئيسية بتبنيه سياسة الانتقام التي انتهجتها لجنة إزالة التمكين، وقد تعرض لضغوط بموجبها طلب استدعاء بعثة أممية تحت البند السادس مقابل ما حصل عليه طاقم مستشاريه من راتب و مخصصات منحها لهم الاتحاد الاوروبي في سابقة غير مفهومة، كما أنه عجز تمامًا عن إيجاد حلول للأزمة الاقتصادية وقد تسببت سياسته الأمنية في التصدي لارتفاع قيمة الدولار مقابل الجنيه السوداني بشكل غير مسبوق مما عمق من معاناة الشعب السوداني، فتخلى عنه الجيش استجابة لضغط الشارع، ولا يمكن إعادة تجريب المجرب”.
وعن اتهام الجيش السوداني للقوى السياسية بدعم قوات الدعم السريع في الحرب بين الطرفين،فأكد “محمد” أنّ “دعم المليشيا من جانب قوى الحرية و التغيير (قحت) ليس سرًا و يعلمه المواطن البسيط وكثير من كوادر “قحت” انخرطت فعليًا في القتال إلى جانب المليشيا والتعاون معها ضد القوات المسلحة، وقد أثار ذلك حفيظة المواطنين الداعمين للجيش، فضلًا عن استهجان دولي واسع من الشعوب العربية و المسلمة”.
أما عن ازياد حالة النهب والسلب من قبل قوات الدعم السريع لمنازل المواطنين في جنوب الخرطوم والكثير من القوى هناك، فاعتبر الدكتور “محمد” أنّ “النهب حالة متأصلة في طبيعة المليشيا القبلية و المرتزقة الأجانب الذي قدموًا أساسًا للنهب ولا دافع آخر لهم للقتال ضد الجيش، فهم بسطاء يرددون ما قيل لهم عن حماية الديموقراطية التي لا يعرفون معناها وتنافي أفعالهم المنكرة بحق الشعب والمنشآت العامة.
ماهو مستقبل الأطراف السياسية بعد انتهاء الحرب؟
وعن مستقبل الأطراف السودانية والسياسية بعد إيقاف الحرب، فأشار رئيس تيار المصالحة الوطنية الشاملة، أنّ “إيقاف الحرب رهن بإعلان انتصار الجيش وتحرير المناطق الخاضعة لسيطرة المليشيا و المرتزقة الأجانب”.
وتابع: أنّ تصريحات قوات الدعم السريع عن نيتها تأمين المواطنين في مناطق سيطرتها، “هي بالتأكيد تصريحات يناقضها الفعل وليست مقنعة للمواطنين العزل لذلك انخرط المواطنون في المقاومة الشعبية المسلحة لنصرة القوات المسلحة ضد المليشيا والمرتزقة الأجانب”.
وعن مدى تأثير لقاء البرهان وحميدتي على إمكانية حل صراع الحرب في البلاد، فقال “محمد”، إنّ “قائد مليشيا الدعم السريع “حميدتي” متوفٍ و هذه معلومة حقيقية يعلمها الجميع رغم محاولات التضليل و فبركة الذكاء الصناعي”.