خاص | للحديث عن آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان… “بوليتكال كيز” تجري حوارًا خاصًّا مع الأمين العام السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السوداني المحامي “كمال عمر”
أجرت “بوليتكال كيز | Political keys” حوارًا خاصًا مع الأمين العام السياسي لحزب المؤتمر الشعبي السوداني وعضو قوى الحرية والتغيير المحامي “كمال عمر” للحديث حول آخر التطورات السياسية والميدانية في السودان
وعن رأيه في مدى تأثير لقاء قائد الجيش السوداني “عبد الفتاح البرهان” مع قائد قوات الدعم السريع في حل الأزمة السودانية، قال عمر: طرفا الحرب سواء قائد الجيش “عبد الفتاح البرهان” وقائد قوات الدعم السريع “حميدتي” هما شخصيات عسكرية لاتملك أي أفق سياسي، والأزمة السياسية الحالية مطلوب فيها عقول راجحة وشخصيات رشيدة ذات كفاءة سياسية، والمطلوب في الوقت الحالي إيقاق الحرب وخروج الفصائل العسكرية من كل العاصمة، فالشعب السوداني “كفر بالعسكر” ويطالب الآن بإيقاف تدمير ماتبقى من السودان.
وأضاف أنّ الحلول السياسية المتعلقة بإنهاء الحرب مرتبطة بحكومة الكفاءات القادمة والحكومة المدنية، وتتركز مهمتها أثناء المرحلة الانتقالية بتشكيل الواقع السياسي، ويمكن أن تبتكر حلول مؤقتة تناسب الواقع المعاش، أما الحلول الدائمة لأزمة السودان فهذه تخوضها حكومة منتخبة، فهذه قضايا ليست من اختصاص الحكومة الانتقالية.
لماذا تريد “الدعم السريع” السيطرة على “مدني”؟
أما عن اتساع رقعة الحرب في السودان وازيادة حالة النهب والسلب في عموم البلاد خاصة ولاية الجزيرة وسط السودان، ورغبة قوات الدعم السريع السيطرة على مدينة مدني، فأكد الأمين العام لحزب المؤتمر الشعبي السوداني أنّ الحرب – كما هو معلوم – محفوفة بالمخاطر وهي مليئة بالغبن القبلي والإثني وفيها تارات، ففيها تتعدد عقيدة الجيش والدعم السريع، فالعقيدة العسكرية معروفة بإخافة المواطنين وبث الرعب في قلوبهم. لذلك أنا في تقديري ازدياد رقعة الحرب واتساعها يزيد الخراب، فالدعم السريع وليد المؤسسة العسكرية “المدلل” وكانت يمتلك سلطات واسعة، وإن استمرت الحرب فستشمل كل الأقاليم بغية حكمها، ومدينة مدني والشمال بالنسبة للدعم السريع مناطق تطمح لسيطرتها بغية توسيع رقعة الأراضي المسيطر عليها. وأشار إلى أنّ “البرهان” لم يعد يملك قرار سياسي وعسكري واضح وماحصل في مدني سبب هزة قوية لعلاقة الشخص المدني بالعسكري لذلك مطلوب إيقاف الحرب والجلوس للتفاوض. “فوقوفنا ضدها من اليوم الأول لمعرفتنا بمآلاتها المستقبلية، وقد اتهمونا بأننا ضد الجيش ونقف بجانب الدعم السريع، وهل يوجد شخص يصدق أن رجل سياسي يمكن أن يقف ضد المؤسسة العسكرية العريقة، لكن نحن ضد تدخل الجيش في السياسة وضد الانقلابات والحكم العسكري”.
هل تستجيب “الدعم السريع” لشروط الحل في السودان؟
وعن مدى استجابة قوات الدعم السريع لشروط الجيش السوداني بالانسحاب من المنازل والمؤسسات السيادية في البلاد قبل المفاوضات، أوضح عمر، طبعًا لن تقبل، فهذه حرب بين طرفي صراع والدعم السريع دائمًا مايسيطر على أراض جديدة، وطبيعي أن يملي شروطًا لأنه يرى نفس المنتصر على الأرض، ولذلك لن يقبل بشروط الجيش السوداني، لكن يمكن أن يقبلوا بشروط الوسطاء عبر “منبر جدة” و”إيغاد” والذين يعتبر تدخلهم في الحل مهمًا، ونحن منذ البداية قلنا لهم توجهوا إلى “جدة” لأنه منبر “محترم” ونحن نؤيده، فيجب أن يخضع الطرفان لرأي الوسيط، وبعد ذلك يصبح خروج “الدعم السريع” من بيوت المواطنين وأملاكهم من البديهيات، ونحن طالبنا الطرفين بالخروج من العاصمة فهما سبب تدميرها وسبب الحرب كلها، وقد “خانوا” العملية السياسية، والتفوا عليها، ونحن نجدد الآن مطالبتهم بالخروج من العاصمة بعد الدمار الذي سببوه في البلاد.
أما عن ازدياد حالة النزوح في البلاد وعن مدى قدرة “البرهان” على إنهاء الصراع، فاعتبر عضو قوى “الحرية والتغيير” أنّ قائد الجيش لايمكنه بمفرده إنهاء الأزمة، وإنما تنتهي بانتصار أحد الطرفين في الحرب، ولذلك عودة المواطنين مرهونة بتسوية سياسية تنهي الحرب، وليس بشجاعة وبسالة قائد الجيش الذي يمكن أن يكون شجاع في فرض السلام والأمن، فـ”الشجاعة” في الاستمرار بالحرب تؤدي لمزيد من المآسي.
وتابع “عمر” أنه يوجد مبادرات متعددة منها مبادرة مصر و”جنوب السودان” ومجموعة “إيغاد” و لكن كلها فروع لـ”منبر جدة” والتي نعتبرها مجدية لتحقيق النجاح في حل الأزمة الحالية.
ماهو موقف “المؤتمر الشعبي” من قادة الجيش السوداني والدعم السريع؟
وعن موقف حزب المؤتمر الشعبي من تواصل المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وموقفه من لقاء البرهان وحميدتي، أكد “عمر” نحن كمؤتمر شعبي نؤيد قرار وقف الحرب واتخاذ تدابير لحماية المواطنين، لكن أنا لا أرى أن الطرفين لهما الكفاءة السياسية لحل الأزمة السودانية، وحل الأزمة السياسية يكمن عند الأحزاب السياسية فقط، والدعم السريع لا يمتلك أي قوة سياسية تقف خلفه، أما بالمجمل فالطرفان قد خانوا العملية السياسية، ونحن في نظرنا لايختلف الطرفان في مساهمتهما بما وصل إليه السودان من دمار وخراب ونزوح، لذلك نحن كمؤتمر شعبي ليس لنا علاقة بالطرفين، وعلاقتنا معهم من قبل كانت خلال العملية السياسية، ونحن نؤكد أن العملية السياسية وحدها تحدد مستقبل الدعم السريع.
وعن مدى تأثير توتر العلاقات بين الإمارات وتشاد على العملية السياسية، قال السياسي السوداني، طبعًا، لا يمكن أن يكون التوتر لمصلحة إنهاء الحرب في السودان ويوجد أخبار عن دعم إماراتي ودعم تشادي، لكن توتر العلاقات يؤثر على الدعم اللوجستي القادم للسودان.
ماهو مستقبل الأطراف السودانية والسياسية بعد إيقاف الحرب؟
أما عن مستقبل الأطراف السودانية والسياسية بعد انتهاء الحرب فرأى “عمر” أنّ العمل السياسي لايصلح أن يقوم به العسكريون بل القوى السياسية هي التي لديها عمل كبير، مشيرًا إلى أنّ زيارة الأمين العام لحزب المؤتمر إلى الجنوب هي زيارة مقصود بها دعم المساعي التي تؤدي للسلام في السودان و”نحن نملك علاقات مع الجنوب وهو مهم في حل الأزمة السياسية وقد كانت زيارة موفقة ونتائجها تبشر بخير”.