ملفات خاصة

خاص | ما دلالات إقالة الجيش الإسرائيلي لعدد من قادة الكتائب لديه؟… حوار خاص مع الخبير العسكري العميد “أحمد حمادة”

قالت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية: إن قيادة الجيش قررت إقالة ضابطين من وحدة قتالية تشارك في التوغل البري بشمال غزة، وبحسب مراقبين فقد أتت إقالتهما في أوج العمليات البرية، وعلى ما يبدو في الأيام التي سبقت دخول الهدنة المؤقتة حيز التنفيذ.

وسوغت قيادة الجيش قرارها بإقالة الضابطين من الإشراف على الوحدة القتالية خلال الحرب على غزة والعمليات العسكرية البرية، بأن الكتيبة التي يشرفان عليها انسحبت من موقعها خلال مناورة برية.

وذكرت الصحيفة أن قرار الجنود في الوحدة القتالية الانسحاب جاء، لأن الوحدة القتالية لم تحظ بالدعم العسكري والغطاء الجوي عندما تعرض عناصرها لإطلاق نار كثيف من قبل عشرات المقاتلين من كتائب القسام الذين نصبوا كمينًا للجنود الإسرائيليين.

وللوقوف على دلالات إقالة القادة العسكريين الإسرائيلين، أجرت بوليتكال كيز حوارًا خاصًا مع الخبير العسكري العميد المنشق عن قوات النظام السوري “أحمد حمادة”.

فقال العميد، تتالت الأخبار حول تخبط الجيش الإسرائيلي في غزة، ولعل أبرزها إقالة قائد الكتيبة 51 التابع للواء جولاني الذي يعتبر من ألوية النخبة، بعد إدانته بالمسؤولية عن تعريض جنوده للخطر في كمين الشجاعية الذي فقدت فيه الكتيبة 9 ضباط وجنود قتلى وإصابة 4 جنود بإصابات خطيرة.

وتابع العميد، وسبق ذلك انسحاب الكتيبة 13 لكثرة الخسائر فيها ومنهم قائدها، وسبق ذلك أيضًا إقالة أحد قادة السرايا ونائبه لهروبهم في المعركة .

وأكمل حمادة أن مما يدل على التخبط لدى الجيش الإسرائيلي، أخبار إعادة الانتشار للجيش(انسحابات) في عدة أحياء في غزة بعد خسائر كبيرة منيت به القوات الإسرائيلية.

ما هي أهم الأسباب التي من الممكن أن تكون سببًا لإعادة انتشار الجيش الإسرائيلي؟

ووفقًا للعميد فإن من أهم أسباب إعادة الانتشار هي إعادة التموضع في أماكن أكثر أمنًا للقوات، ولاعتقاد الجيش الإسرائيلي بعدم إمكانية المواجهة وعدم إمكانية مواصلة الهجوم على كل المحاور.

وأضاف العميد، ومنها البعد الاقتصادي الذي أدى إلى خسائر كبيرة، وتوقف عجلة الانتاج بسبب استدعاء عدد كبير من الاحتياطيين وربما يتم تسريح عدد منهم، ونقل المعركة إلى محاور يعتقد بأنها أسهل لتحقيق أهدافه.

ووفقًا للعميد فمن الأسباب، التراجع لإعادة تنظيم القوات بعد فقدانهم أعدادًا كبيرة من القوى البشرية والمادية، وافساح المجال أمام وسائط الدعم الناري من “الطيران والمدفعية و البحرية” لتدمير الأهداف التي يراها عائقًا أمام نجاح هجومه، وربما مناورات بالقوى يتطلبها الموقف الميداني.

مقتل جنديين إسرائيليين بنيران صديقة

وعلى صعيد متصل كشفت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن مقتل جنديين بقصف دبابة لمبنى في غزة تواجد فيه جنود، في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، في حادث وصفته بأنه “خطير وغير عادي”.

وقالت إذاعة الجيش في بيان اليوم الثلاثاء: “قصفت دبابة المبنى، ولم يتضح إلا فيما بعد أنه مقر للجيش وقُتل جنديان”، دون توضيح مكان المبنى، ووصفت الإذاعة الحادث بأنه “خطير وغير عادي بعد أن تم تحديد أحد المباني في الموقع على أنه مبنى مشبوه”.

وأوضحت: “يبدو أن الجنود اكتشفوا تحركات مشبوهة هناك وقرروا مهاجمة المبنى، وأطلقوا قذيفة دبابة على الطابق الثاني منه”.

وزادت: “لم يتبين إلا بعد وقت لاحق أن المبنى كان “البيت الرئيسي”، أي المقر الميداني لأحد قادة كتائب المشاة العاملة في القطاع، وقُتل على الفور جنديان كانا في الطابق الثاني”.

وأضافت: “لم يتعرض جنود آخرون كانوا في الطابق الأول لأذى، وكشف فحص أنظمة التحكم أن المبنى أصيب بنيران قواتنا”.

ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن متحدث عسكري لم تذكر اسمه، قوله إن “التحقيق في الحادث لم يكتمل بعد، وتم بالفعل تقديم معلومات أولية” إلى عائلات القتلى.

الجيش الإسرائيلي يتعلم من أخطاءه

و”تزعم مصادر الجيش الإسرائيلي أنه منذ الحادث الذي وقع خلال الشهر الأول من المناورة البرية، تم تعلم الدروس وتحسين الإجراءات المتعلقة بتقسيم حدود القطاع بين الألوية، من بين أمور أخرى”، وفق الإذاعة.

وأضافت: “بحسب مصادر الجيش الإسرائيلي، فقد طرأ منذ ذلك الحين انخفاض في نطاق حوادث إطلاق النار الثنائية في قطاع غزة”، وخلال الفترة الماضية، توالت التقارير في الإعلام العبري التي تكشف عن مقتل جنود إسرائيليين بـ”نيران صديقة”.

مجموع القتلى من الجنود بنيران صديقة 20 قتيلاً

وفي 12 كانون الأول الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 20 جنديًا بـ”نيران صديقة” في قطاع غزة منذ بدء المعارك البرية أواخر تشرين الأول الماضي.

وأشار إلى أن عدد قتلى الجنود بـ”نيران صديقة” في غزة يمثل خُمس الذين قتلوا خلال العملية البرية وعددهم 164، فيما بلغ إجمالي القتلى منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر الماضي، 491 قتيلًا حتى صباح اليوم.

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى