تكتيكات جديدة يتبعها الجيش الإسرائيلي في قطاع غـ.زة… والمحلل العسكري العميد أحمد حمادة يكشف التفاصيل لـ”بوليتكال كيز”
أعلن الجيش الإسرائيلي، أمس الإثنين 11 كانون الأول/ ديسمبر، عن تنفيذ عملية إنزال جوي لإمدادات عسكرية لجنوده في خانيونس جنوب قطاع غزة، في أول عملية من نوعها منذ “حرب لبنان الثانية” عام 2006.
وقال الجيش في بيان له، “تم خلال الأيام الماضية تنفيذ عملية إمداد لوجستي تضمنت إسقاط نحو 7 أطنان من الإمدادات اللوجستية لمئات الجنود الذين يقاتلون حاليًا في خانيونس، وتم تنفيذ الإمداد باستخدام طائرة من نوع سامسون تابعة للقوات الجوية”، مبيّنًا أن العملية تمت بـ “الإنزال المظلي”.
وللوقوف على دلالات الإنزال الجوي أجرت “بوليتكال كيز” حوارًا خاصًا مع العميد المنشق عن جيش النظام السوري أحمد حمادة.
فقال العميد حمادة: إن من أحد طرق الإمداد المتبعة للقوات المقاتلة هي طريقة الاسقاط من الجو، وقد قامت القوات الإسرائيلية عن طريق طائرات النقل التابعة للقوى الجوية بتنفيذ عملية إسقاط للمواد اللوجستية مثل “ذخيرة وقود، طعام، ماء، مواد طبية، ألبسة، قطع تبديل وإصلاح”.
ما السبب في لجوء الجيش الإسرائيلي للإنزال المظلي؟
أجاب العميد، بأن ذلك يكون وفق طلب الاحتياج للقوات البرية التي فقدت طرق الاتصال الآمن بالبر، لذلك تلجأ القوات للإمداد بهذه الطريق بعد نفاد المواد المطلوبة لإدامة المعركة مع تعثر وصول الإمدادات بسبب قطع الطرق، أو إمكانية السيطرة عليها عند مرور قوافل الإمداد، أو التأثير الناري عليها.
وأضاف حمادة، أن الفرقة الإسرائيلية التي تلقت الإمداد الجوي، هي الفرقة 98 العاملة في منطقة خان يونس وهذا يدل على شدة المعارك القائمة فيها.
ما هي خطة إسرائيل لما بعد الحرب على غزة؟
وعلى صعيد متصل قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن خطة حكومته لليوم الذي سيلي الحرب تشمل “إقامة منطقة عازلة بين غلاف غزة وقطاع غزة والسيطرة على محور فيلدلفي (صلاح الدين) بين القطاع ومصر”.
ونقلت هيئة البث الإسرائيلية الرسمية عن نتنياهو قوله في اجتماع للجنة الخارجية والأمن بالكنيست، إن “الخطة الإسرائيلية لليوم الذي سيلي الحرب، تشمل إقامة منطقة عازلة بين غلاف غزة والقطاع، وسيطرة إسرائيلية على محور فيلدلفي بين القطاع ومصر”، فيما لم يرد تعليق رسمي من القاهرة بشأن ذلك.
ومحور “صلاح الدين” أو “فيلدلفي” هو اسم شريط حدودي ضيق داخل أراضي قطاع غزة، يمتد المحور بطول 14 كلم على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، وادعى نتنياهو أن السعودية والإمارات ستمولان إعادة إعمار القطاع، فيما لم يصدر تعليق فوري من الدولتين بشأن هذه التصريحات حتى الساعة.
“نتنياهو” يهاجم السلطة الفلسطينية
كما هاجم رئيس الوزراء الإسرائيلي السلطة الفلسطينية، زاعما أنها “تريد تدمير إسرائيل على مراحل”، وقال: “الفرق بين حماس والسلطة الفلسطينية هو أن حماس تريد إبادتنا حالا، أما السلطة فتخطط لتنفيذ ذلك على مراحل”.
وكان نتنياهو عارض في الأسابيع الأخيرة عودة السلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ما بعد الحرب، وقالت إسرائيل إن أهداف الحرب هي “إنهاء حكم حماس في غزة والقضاء على قدراتها العسكرية”، ولم تعلق السلطة الفلسطينية فورًا على تصريحات نتنياهو.
خسائر الجيش الإسرائيلي تزداد يوميًا
وقد أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم مقتل ضابط جرح أمس الاثنين في معارك مع المقاومة الفلسطينية شمالي قطاع غزة، وقال الجيش، في بيان نقلته هيئة البث الإسرائيلية الرسمية، إن “الرائد (احتياط) زفيكا لافي فوقي قتل متأثرا بجراحه”، دون تفاصيل أكثر، وذكرت هيئة البث أن 3 جنود إسرائيليين أصيبوا، أمس الإثنين، “بجروح بالغة” في معارك بمناطق جنوبي القطاع.
وبمقتل الضابط ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 435 ضابطًا وجنديًا منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وفق هيئة البث الإسرائيلية، وأضافت أن “قوات الجيش تواصل توغلها في عمق مدينتي خان يونس (جنوب) وغزة مدعومة بقصف جوي وبحري وتدمير البنى التحتية”.
ونقلت هيئة البث عن ناطق عسكري دعوته سكان بعض الأحياء في شمالي القطاع وجنوبه لمغادرة منازلهم والانتقال للمناطق “الآمنة” التي حددها الجيش مسبقًا، في إشارة إلى خريطة نشرها الجيش الإسرائيلي قبل أيام حدد فيها مربعات سكنية قال إنها “آمنة”.
الجيش الإسرائيلي قصف المناطق التي أعلنها أنها آمنة
لكن الجيش الإسرائيلي قصف العديد من المناطق التي حددها على أنها “آمنة” خلال الأيام الماضية ومن بينها مدنيتا رفح (جنوب) ودير البلح (وسط)، وفق شهود عيان ومصادر محلية.
فصائل المقاومة تثخن في الجيش الإسرائيلي
وقد أعلنت فصائل فلسطينية في غزة استهداف آليات عسكرية ومواقع تحصنت بها قوات من الجيش الإسرائيلي في عدة محاور من القطاع، وتحقيق “إصابات مباشرة”، وقالت “كتائب القسام” الذراع المسلح لحركة “حماس”، و”سرايا القدس” الجناح العسكري لحركة “الجهاد الإسلامي”، في بيانات منفصلة، إن عمليات الاستهداف أوقعت “قتلى وجرحى في صفوف القوات الإسرائيلية”.
وتعددت محاور القتال بين الفصائل والجيش الإسرائيلي بين “شرق مدينة غزة، وغرب مخيم جباليا شمالي القطاع، وبيت لاهيا شمال، وشرق مدينة خان يونس جنوبي القطاع”