خاص | شراء عقارات داخل أحياء حمص بدعم من “حزب الله”… صور ومعلومات حصرية تكشفها “بوليتكال كيز”
أفاد مراسل “بوليتيكال كيز | Politkal Keys” نقلًا عن مصادر خاصة، أنّ مجموعة من “السماسرة” وأصحاب المكاتب العقارية المدعومة من قبل رجال أعمال مقربين من ميليشيا “حزب الله” اللبناني بدأوا بالعمل على شراء مجموعات كبيرة من العقارات والأبنية السكنية داخل “حي الخالدية” وسط مدينة حمص، مستغلين “تردي الأوضاع المالية التي يعاني منها أهالي المنطقة من جهة، وفرض أفرع مخابرات النظام السوري طوقًا محكمًا على مداخل الحي الذي تهجر نسبة كبيرة من قاطنيه هربًا من آلة الاعتقال التعسفي التي تلاحقهم بسبب مواقفهم المعارضة للنظام الحاكم من جهة أخرى”.
كما قام أصحاب المكاتب العقارية بنشر عدد من السماسرة بين أهالي الحي لإقناعهم بعملية البيع لصالح مشغّليهم نظرًا لعدم قدرتهم على إعادة بناء وترميم ما تمّ هدمه خلال أعوام الحرب التي شهدتها المدينة والقصف “الممنهج” الذي تعرض له حي الخالدية إبان سيطرة فصائل المعارضة عليه ما بين عامي 2011-2013، فضلًا عن تذكيرهم بمنع رئيس فرع المخابرات الجوية العميد “شفيق صارم” عودة أي شخص إلى الحي دون الحصول على موافقة أمنية تحت مسمى (طلب عودة- أو إذن ترميم) الأمر الذي لا تقدر عليه شريحة كبيرة من مالكي العقارات الأصليين الذين توجد بحقهم طلبيات أمنية لصالح أفرع المخابرات، وهو ما دفعهم لمغادرة سوريا نحو دول اللجوء. وفقًا للمصادر.
ماهي أبرز المكاتب العاملة لصالح “حزب الله” في الخالدية؟
وأوضحت المصادر أنّ المكاتب العقاريةالتي تقوم بنشر “سماسرتها” داخل حي الخالدية مركز “أكنان” ومكتب “العقارات الرائدة” الذي يديره المدعو “خالد تركاوي” من أبناء حي الزهراء الذي شكّل الخزان البشري للمجموعات الرديفة التابعة لقوات النظام السوري وحزب الله على حدّ سواء خلال فترة الحرب التي شهدتها مدينة حمص خلال العقد الماضي.
وأعدت “بوليتيكال كيز | Politkal Keys خريطة توضح موقع عدد من المكاتب العقارية المتعاونة مع حزب الله:
والتقط مراسل “بوليتيكال كيز | Politkal Keys” صورًا لمكتب “تركاوي” ومركز “أكنان” للأعمال العقاري:
أصحاب العقارات، بحسب المعلومات، استغلوا العلاقات الوثيقة التي تربط شبكة رجال الأعمال التابعين لحزب الله مع رؤساء الأفرع الأمنية التابعة للنظام السوري، وذلك من خلال مطالبتهم بـ”إيقاف عملية منح أذونات العودة وطلبات الترميم التي يتقدم بها أبناء حي الخالدية، الأمر الذي شكل أمامهم عقبة كبيرة تحول بينهم وبين مسألة العودة إلى منازلهم لإنهاء حياة النزوح من جهة، بالإضافة لتشكيل دافع يحملهم على بيع عقاراتهم والتوجه إما للمناطق الريفية أو حتى السفر خارج البلاد”.
جولة مراسل “بوليتيكال كيز | Politkal Keys” تظهر بعض المباني التي تم شراؤها من قبل المكاتب العقارية:
مصادر أهلية من سكان حي الخالدية الأصليين أكدوا خلال حديثهم لمراسل “بوليتيكال كيز | Politkal Keys” أنّ نسبة من تمكنوا من العودة إلى الحي لا تتجاوز الـ 10% من مجموع السكان، في الوقت الذي بدأت فيه مفرزة المخابرات الجوية المسؤولة عن الحواجز المنتشرة في المنطقة، بالسماح بدخول عائلات مقاتلي ميليشيا لواء “فاطميون” الأفغاني الموجودين بقرى ريف حمص الشرقي، والذين يعملون على قضاء إجازاتهم داخل الحي بعد ما تمّ الاستيلاء على مجموعة من الشقق السكنية التي تعود ملكيتها لأشخاص شاركوا بالحراك الثوري ضدّ النظام السوري.
محاولات من “حزب الله” لإفراغ حي الخالدية من سكانه الأصليين
ولفتت المصادر الأهلية إلى أن الخطوات التي تتخذها مكاتب العقارات بتوجيه من “حزب الله” اللبناني من شأنها العمل على طمس الهوية الحقيقية لحي الخالدية، أبرز أحياء حمص القديمة، الذي يعتبر بدوره “رمزًا من رموز الثورة السورية”، بالإضافة لتغيير الطابع الديمغرافي للحي الذي تجري عملية تجريده من سكانه الأصليين دون أن تتخذ حكومة النظام السوري أي خطوات للحد من عملية التغلغل الإيراني وحليفه حزب الله داخل المدينة.
بدوره أكّد الحاج (ع.ك) الذي يبلغ من العمر 75عامًا أنه على الرغم من الإغراءات التي تمّ عرضها عليه لبيع محضر عقاري تقدر مساحته بنحو 400 متر إلا أنه رفض التخلي عن جذوره المرتبطة بذلك الحي، مضيفًا أنه تعرض لمضايقات كثير من قبل جيرانه الجدد (عائلات الميليشيات الأفغانية) من خلال سرقة أغراضه بين الحين والأخر وإطلاق النار في ساعات متأخرة من الليل لحمله على الرضوخ لعملية البيع.
وأشار في ختام حديثه إلى أنه أصبح غريبًا في بلده ومنزله الذي ترعرع فيه منذ عشرات الأعوام برفقة كل من يرفض الإذعان لمطالب السماسرة الراغبين بتحويل حي الخالدية لـ”كانتون” يدعم مواقف التحركات الإيرانية في محافظة حمص.
تجدر الإشارة إلى أن الممارسات التي تنتهجها المؤسسات والجمعيات الموالية لإيران وعلى رأسها منظمة “نور الهدى” التي تتخذ من العاصمة السورية دمشق مقرًا رئيسيًا لها” أنهت قبل فترة وجيزة مشروع إعادة ترميم وتأهيل منازل الأهالي ضمن قرية حوش حجو بريف حمص الشمالي الشرقي الذي تعود ملكيته لأبناء الطائفة الشيعية، مستثنية أي منزل من منازل المكون السني من مشروعها، وذلك بهدف استقطاب الدعم من أهالي المنطقة لدعم وجودهم في ريف حمص الشمالي الشرقي.