شؤون عربية

فرنسا تمهد لعودة قوية إلى العراق.. زيارة محتملة لماكرون وصفقات دفاعية مرتقبة

وفقًا لتقارير اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تتجه الأنظار إلى زيارة محتملة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى العراق في الخريف، في ظل سعي باريس لتوقيع صفقات تجارية كبيرة، خاصة في مجال الدفاع.

وتعمل الحكومة الفرنسية على تهيئة الأجواء لهذه الزيارة من خلال تحركات دبلوماسية وتجارية تمهيدية.

في هذا السياق، كان من المقرر أن يزور وزير التجارة الفرنسي لوران سان مارتن العراق في منتصف تموز/ يوليو الجاري، بحسب المعلومات الخاصة التي اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، غير أن هذه الرحلة تأجلت إلى أجل غير مسمى نتيجة تضارب المواعيد.

وتأتي هذه الجهود بعد انعقاد منتدى الأعمال الفرنسي العراقي في باريس بتاريخ 26 أيار/ مايو الماضي، بتنظيم من وكالة دعم الصادرات الفرنسية بيزنس فرانس، حيث تسعى فرنسا إلى الاستفادة من التراجع الإقليمي لنفوذ إيران ووكلائها لتعزيز حضورها الدبلوماسي والاقتصادي في العراق.

وضمن هذا السياق، التقى وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو بنظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد بتاريخ 23 نيسان/ أبريل الماضي.

وتهدف هذه التحركات إلى تمهيد الطريق أمام زيارة ماكرون، التي يُتوقع أن تتم في الخريف، رغم أن الموعد النهائي لها سيعتمد على نتائج الانتخابات البرلمانية العراقية المقررة في 11 تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل.

وتضع باريس نصب أعينها توقيع صفقات كبرى في العراق، لا تقتصر على القطاعات المدنية مثل الصحة والبنية التحتية والمياه، بل تمتد إلى اتفاقيات دفاعية تعتبرها أولوية.

ويبدو التوقيت مواتيًا، خاصة في ظل تقاطع وجهات النظر بين باريس ووزير الدفاع العراقي وزعيم ائتلاف حسم السني، ثابت محمد العباسي، بشأن تراجع نفوذ وكلاء إيران، حيث يُنظر إليه باعتباره تطورًا إيجابيًا.

وفي هذا الإطار، تواصل شركة داسو للطيران الترويج لطائراتها المقاتلة من طراز رافال لصالح الجيش العراقي، وذلك منذ توقيع شركة إيرباص هليكوبترز عقدًا مع بغداد في أيلول/ سبتمبر 2024 لشراء 14 طائرة هليكوبتر من طراز كاراكال إتش 225 إم.

كما تستمر المحادثات بشأن نظام المدفعية سيزر الذي طورته شركة KNDS، المعروفة سابقًا باسم نيكستر، وخلال معرض الدفاع IQDEX الذي أُقيم في بغداد من 17 إلى 22 نيسان/ أبريل الماضي، عرضت شركة تاليس، التي زار جناحها رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، رادارها الحديث Ground Fire 300 للقوات المسلحة العراقية، وهو رادار يمكن دمجه ضمن المركبات المدرعة أو أنظمة الدفاع الجوي.

أما في المجال البحري، فتسعى شركتا Constructions Mécaniques de Normandie (CMN) وCouach إلى فتح آفاق تعاون مع العراق، بينما تقترب شركة Ocea من السوق العراقية من خلال حصتها في حوض بناء السفن البريطاني ألومنيوم مارين كونسلتانتس (AMC).

وفي المقابل، لا تخلو الساحة من منافسة شديدة، إذ تخوض كوريا الجنوبية غمار المنافسة بقوة حتى على أرض باريس، فقد سبق لسيول أن باعت طائرات مقاتلة من طراز تي-50 غولدن إيغل إلى بغداد، وتسعى الآن إلى بيع النسخة المطورة إف إيه-50، التي تم تطويرها بالتعاون مع شركة لوكهيد مارتن الأمريكية، بالإضافة إلى الطائرة المقاتلة كي إف-21 بورامي من الجيل 4.5، والتي تحظى أيضًا باهتمام كبير في أبو ظبي كبديل محتمل للطائرات الأمريكية إف-16.

وتعوّل شركة كوريا لصناعات الطيران والفضاء (KAI)، المصنّعة لطائرة بورامي، على بيع دفعة جديدة من طائرات الهليكوبتر من طراز KUH-1 Surion للقوات الجوية العراقية، إلى جانب الطائرتين اللتين تم بيعهما بالفعل في كانون الأول/ ديسمبر 2024 والمقرر تسليمهما في عام 2029.

كما كانت بغداد قد اختارت في أيلول/ سبتمبر 2024 نظام الدفاع الجوي تشيونغونغ 2 (المعروف أيضًا باسم KM-SAM II) من إنتاج شركة LIG Nex1، وهو نظام سطح-جو يُعد منافسًا مباشرًا لنظام SAMP/T الذي تنتجه شركتا تاليس وMBDA، وذلك في إطار صفقة ضخمة بلغت قيمتها 2.8 مليار دولار.

المصدر: بوليتكال كيز + إنتلجنس أونلاين

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى