شؤون عربية

بعد اعتقاله لأحد القادة العسكريين.. حفتر يواجه تمردًا في الجنوب وخطرًا ينذر بتفكيك تحالفاته

أمر الجنرال خليفة حفتر باعتقال القائد العسكري حسن موسى كيلي في محاولة لتقويض أي تحركات تهدف إلى حشد قوات جنوب ليبيا لصالح حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، وهو ما أدى إلى تصعيد حاد في التوترات داخل منطقة فزان بجنوب غرب البلاد، خاصة مع قبائل التبو.

وتشهد هذه المنطقة الشاسعة والمهمشة صراعًا متجدّدًا للسيطرة، وهي منطقة تشتهر بالاتجار غير المشروع بالذهب والمخدرات والبشر، وتخضع لسيطرة هشة من قبل عشيرة حفتر التي تتخذ من الرجمة، القريبة من بنغازي في الشمال الشرقي، مقرًا لها.

ورغم هذه السيطرة، تزداد المخاوف في صفوف قيادة الجيش الوطني الليبي من فقدان السيطرة على فزان، التي تُعد معقلًا استراتيجيًا لقواتهم.

لتعزيز حضورهم، يقوم أبناء الجنرال، صدام حفتر، رئيس أركان القوات البرية، وخالد حفتر، رئيس أركان وحدات الأمن، بجولات ميدانية منتظمة للإشراف على القوات في الجنوب.

في التاسع والعشرين من حزيران/ يونيو الماضي، زار خالد حفتر مدينة سبها والتقى بالجنرال مبروك سحابان، قائد غرفة العمليات الجنوبية، وكان بصحبته مدير المخابرات العسكرية، الجنرال فوزي المنصوري، الذي شغل سابقًا قيادة منطقة سبها، في مشهد أمني كثيف ومركّز، غير أن التطورات تفجّرت بعد اعتقال القائد التبو حسن موسى كيلي منتصف يونيو في جنوب البلاد.

كيلي، وهو من أصول كفراوية، كان ينشط ميدانيًا ضمن جهود لدعم حكومة عبد الحميد دبيبة في طرابلس، من خلال حشد مقاتلين محليين لصالحها.

كما لعب دور الوسيط بين طرابلس والرئيس التشادي محمد إدريس ديبي، الذي تنتمي والدته إلى مجتمع التبو الغوراني، بهدف تعزيز التعاون بين ديبي ودبيبة، وكان ديبي قد زار طرابلس في تموز/ يوليو من العام السابق في إطار هذه المساعي.

علاوة على ذلك، اضطلع كيلي بدور أمني حساس، إذ تولّى مسؤولية تأمين آبار النفط في وسط ليبيا ضمن جهاز حرس المنشآت النفطية، تحت قيادة إبراهيم الجضران.

يُذكر أن الجضران كان قد خاض في حزيران/ يونيو 2018 مواجهات عنيفة في محاولة للسيطرة على منطقة الهلال النفطي، التي كانت آنذاك تحت سيطرة خليفة حفتر.

اعتقال كيلي أجّج التوترات بين قوات الجيش الوطني الليبي وقبائل التبو، حتى وصل الأمر إلى انشقاقات ملموسة داخل التحالفات التقليدية لحفتر، فقد نبذ الجيش الوطني الليبي مؤخرًا فصيلًا بارزًا من قبيلة أولاد سليمان، التي كانت تاريخيًا جزءًا من قاعدة دعمه، وفقًا لتقرير منظمة العفو الدولية الصادر في 20 آذار/ مارس 2025.

كما اتخذ صدام حفتر في يناير خطوة تصعيدية عبر إقصاء لواء 128 الذي يقوده حسن الزادمة، أحد القادة البارزين في الجيش الوطني الليبي، بدعوى مخاوف من تصاعد نفوذه، خاصة وأن الزادمة يُعرف بعلاقاته القوية مع الإمارات العربية المتحدة، الحليف التقليدي لحفتر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى