ملفات خاصة

خاص | بدعم أمني ومالي إيراني… فتح باب الانتساب لميليشيا “لواء القدس” في حمص وسط ظروف اقتصادية صعبة

 

أفادت مصادر خاصة لـ ”بوليتكال كيز | Political Keys” أن ميليشيا “لواء القدس” أعلنت عن فتح باب الانتساب لصفوفها لأبناء مدينة حمص وريفها بموجب عقود نصف شهرية قابلة للتجديد، بهدف تعزيز صفوف مقاتليها المنتشرين في ريفي حمص وحماة الشرقي.

ووفقًا للمعلومات فقد أعلن “عبد الرحمن حمو”، المسؤول عن مكتب الانتساب، يوم الخميس الماضي عن بدء قبول طلبات الانتساب للراغبين في الانخراط بصفوف لواء القدس، اعتبارًا من يوم الإثنين 12 آب/ أغسطس، وذلك ضمن المكتب المتواجد في حي الزهراء داخل مبنى مؤسسة العرين.

وقد حصلت “بوليتكال كيز” على معلومات حول الشروط المطلوبة من المتقدمين لتوقيع العقود، منها أن يكون المتقدم قد أتمّ الثامنة عشرة من عمره وألا يتجاوز الخامسة والأربعين، وأن يكون خاليًا من الأمراض أو الإصابات التي قد تعيقه عن أداء المهام القتالية المكلف بها.

وبيّن المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته لأسباب أمنية، أنه سيتم رفض أي شخص يثبت انشقاقه عن قوات النظام السوري، في حين سيتم قبول الأشخاص الذين صدرت بحقهم مذكرات شرطية بسبب تخلفهم عن أداء الخدمة الإلزامية أو الاحتياطية.

لواء القدس يستغل حاجة الشباب السوري للانضمام لمعارك البادية

وبحسب المصدر فقد لاقى الإعلان عن فتح باب الانتساب لصفوف ميليشيا لواء القدس إقبالاً من أبناء المدينة وريفها، الذين وجدوا في الانضمام فرصة للهروب من الوضع الاقتصادي والمعيشي المتردي في مناطق سيطرة النظام السوري، في ظل تفشي البطالة بشكل غير مسبوق.

وتبعًا للمعلومات سيحصل المنتسبون على راتب شهري يتراوح بين مليون ونصف ومليون وثمانمائة ألف ليرة سورية، بحسب الاختصاص، بالإضافة إلى سلة غذائية تُوزع كل 20 يوم.

ومن المقرر أن يتم تزويد العناصر ببطاقات أمنية صادرة عن فرع الأمن الوطني في دمشق، مما يضمن لحامليها عدم التعرض للتفتيش أو الاعتقال من أي جهة أمنية في حال وجود مذكرات شرطية أو تعميمات أمنية بحقهم أثناء عبورهم على الحواجز العسكرية المنتشرة في مناطق سيطرة النظام.

وقد صرّح أحد الضباط من مرتبات الفرقة الثامنة عشرة دبابات -المشاركة في عملية تمشيط البادية السورية- بأن الخسائر المتتالية في صفوف ميليشيا لواء القدس نتيجة هجمات تنظيم الدولة من جهة، وانشقاق عناصر أخرى من جهة ثانية، تركت فراغًا كبيرًا في صفوف الميليشيا، ما دفعها للبحث عن مخرج من موقفها الحرج أمام باقي التشكيلات العسكرية المتواجدة في البادية السورية.

وأضاف الضابط أن العلاقة الوثيقة التي تربط اللواء “محمد السعيد” قائد ميليشيا لواء القدس بشعبة المخابرات العامة في دمشق، مكّنته من الحصول على ضمانات من فرع الأمن القومي لدعم مشروع الانتساب الجديد، وتزويد عناصره ببطاقات أمنية لترغيب الشباب في الانضمام إلى معارك لا يملكون أدنى خبرة فيها، مما سيتسبب لاحقاً في خسائر فادحة في صفوف المقاتلين.

نقاط التمركز ونوع المهام القتالية لميليشيا لواء القدس

ونوهت المصادر إلى أن خروج ميليشيا لواء القدس من تحت عباءة روسيا مؤخرًا واستبدالها بميليشيا “سند الأمن العسكري” التي يترأسها اللواء “إسبر”، أجبرها على التوجه نحو التحالف مع إيران التي تسيطر على مساحات واسعة من ريف حمص الشرقي وريف حماة الشرقي.

ويذكر أن ميليشيا الحرس الثوري الإيراني لم تفوت الفرصة وقبلت ولاء اللواء “محمد السعيد”، وأدخلت عناصر لواء القدس تحت جناحها بما يخدم مصالح طهران في المنطقة، وذلك من خلال تسليمهم مهام حراسة مناجم الفوسفات التي يديرها الخبراء الإيرانيون ضمن منجمي “الشرقية” و”الصوانة”، بالتزامن مع سحب مقاتليها من حاملي الجنسيات غير السورية لتجنب تعرضهم لهجمات التنظيم المتكررة.

وبهذا تبعًا -لمحلليين- ضمنت قيادة الحرس الثوري الإيراني الحفاظ على أرواح مقاتليها من ذوي الخبرات العسكرية والميدانية الذين سبق وأن خاضوا العديد من المعارك سواء في العراق أو سوريا، والاستفادة من خبراتهم في تدريب المنتسبين الجدد القادمين من خارج سوريا (أفغانستان، العراق، إيران).

ووفقًا للمصدر ذاته، من المقرر أن يتم تعزيز الحواجز العسكرية التابعة للميليشيات الإيرانية بمحيط مناجم فوسفات الشرقية والصوانة، بالإضافة إلى تعزيز التواجد العسكري بمحيط حقلي “آراك” النفطي و”زملة المهر” للغاز، الذي تديره شركات استثمار لبنانية (شركة يارا) لصالح إيران في المنطقة، وهذا يفسر عدم وقوع قتلى أو جرحى من الجنسيات غير السورية في الهجمات الأخيرة التي نفذها التنظيم، حيث اقتصرت الخسائر على المنتسبين السوريين فقط.

وأعدت “بوليتكال كيز | Political Keys” خريطة توضح مواقع الحراسة التابعة لميليشيا “لواء القدس” في محيط حقول النفط والفوسفات في ريف حمص الشرقي:

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى