خاص | ما هي المرحلة الثالثة من الحرب التي -يستعد لها الجيش الإسرائيلي- على قطاع غـ.زة ؟… حوار خاص مع الخبير العسكري العميد “أحمد حمادة”
قالت هيئة البث الإسرائيلية، مساء أمس الجمعة22 كانون الأول/ ديسمبر، إن الجيش يستعد للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب على قطاع غزة خلال الأسابيع المقبلة، والتي تتضمن إنهاء المناورات البرية.
ونقلت الهيئة -عن مصادر لم تسمها- أن “الجيش الإسرائيلي يستعد للانتقال إلى المرحلة الثالثة في القتال بغزة خلال الأسابيع المقبلة، وفقًا للإنجازات العملياتية”.
بدورها، قالت صحيفة هآرتس الإسرئيلية: إن الجيش أصبح بالفعل في خضم الانتشار “للمرحلة الثالثة”، على عكس ما يعلنه صناع القرار، مؤكدة أن مراكز القيادة المختلفة تستعد “لتغيير كبير” في كانون الثاني/ يناير المقبل.
وللوقوف على ماهية المرحلة الثالثة من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ، أجرت بوليتكال كيز حوارًا خاصًا مع الخبير العسكري العميد المنشق عن قوات النظام السوري “أحمد حمادة”.
فقال العميد أحمد حمادة، إن الجيش الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه التي أعلنها بداية الحرب والمتمثلة بـ”تفكيك المقاومة وإنهاء قدراتها العسكرية، أسر أو قتل قيادات حماس، تخليص الأسرى”.
الهدف المخفي من الحرب الإسرائيلية هو تهجير الفلسطينيين
وأكمل العميد، أن الهدف المخفي للإسرائيليين هو تهجير أهالي غزة، ويستعد الجيش الإسرائيلي لتنفيذ المرحلة الثالثة من عمليته العسكرية في قطاع غزة من خلال إعادة الإنتشار في منطقة عازلة مابين غلاف غزة والقطاع بعمق يتم تحديده وفق معادلة الميدان، وتسريح آلاف الإحتياطيين الذين تم إستدعاءهم في بداية العملية العسكرية التي أطلق عليها “السيوف الحديدية” لإعادة تدوير عجلة الإقتصاد المتوقعة والذين بلغ تعدادهم 360 ألف.
وتابع حمادة، وتقسيم قطاع غزة إلى ثلاث مناطق، منطقة سيطرة تامة ؛منطقة أمنية تسيطر عليها إسرائيل بالأمن والضربات النارية في الوقت الذي تراه ضروريًا لحماية أمنها، ومنطقة آمنة للغزيين وهي تصبح كسجن كبير لهم.
لماذا سينتقل الجيش الإسرائيلي للمرحلة الثالثة ؟
وتبعًا للعميد، فإن ماسيذهب إليه الجيش الإسرائيلي، هو نتيجة عدم قدرته في حسم المعركة ميدانيًا، وهو يناقض مايذهب إليه قادة اليمين المتطرف كأمثال بن غفير وسموريتش ونتنياهو بشعارات مخاطبًا جمهوره
(الموت أو الإستسلام ) للمقاومة.
إسرائيل استخدمت مئات القنابل الكبيرة على مناطق آمنة
وعلى صعيد متصل ذكر الإعلام الأمريكي، أن إسرائيل استخدمت مئات القنابل من طراز MK-84 ذات القوة التدميرية العالية في مناطق صنفتها “آمنة” للمدنيين بقطاع غزة الفلسطيني، بعد حصول تل أبيب عليها من واشنطن.
وقالت صحيفة “نيويورك تايمز”، استنادًا إلى تحليل الأدلة البصرية المدعمة بالذكاء الاصطناعي، إن “إسرائيل استخدمت قنابل MK-84، إحدى أكبر القنابل وأكثرها تدميرا في مناطق صنفتها آمنة، للمدنيين في الأسابيع الستة الأولى من إطلاق هجماتها على غزة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن “تحليل الحفر الضخمة المتشكلة جراء سقوط القنابل على مناطق في جنوب غزة، حيث تبين بعد مسح صور الأقمار الصناعية أن قُطر كل حفرة يزد عن 12 مترًا”.
وبحسب خبراء الذخائر، لا تتشكل حفر بهذا الحجم في التربة الرميلة الخفيفة في غزة إلا إذا تم استخدام قنابل يبلغ وزنها 2000 رطل، في حين كشفت عمليات المسح عبر الأقمار الصناعية وطائرات مسيرة عن 208 حفر بالمنطقة، مع احتمال ارتفاع عدد تلك الحفر نظرا لمحدودية صور الأقمار الصناعية.
وثبت نتيجة التحقيق استخدام إسرائيل قنابل MK-84، تزن الواحدة منها نحو طن واحد، في المناطق “الآمنة” للمدنيين جنوبي قطاع غزة، ورغم استخدام العديد من جيوش الدول الغربية لقنابل بهذا الحجم، إلا أن خبراء الذخائر أشاروا إلى أن مثل هذه القنابل تكاد لا تلقى على المناطق المأهولة بالسكان.
وردًا على سؤال نيويورك تايمز، حول هذا الموضوع قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي (لم تذكر اسمه) إن “أولوية إسرائيل القضاء على حماس، وسيتم تناول هذه الأسئلة في مراحل لاحقة”، وأضاف المتحدث، أن القوات الإسرائيلية “تتخذ الإجراءات الممكنة لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين”، بحسب زعمه.
بعد موجة انتقادات واشنطن طالبا إسرائيل بتقليل الخسائر المدنية
وبعد موجة انتقادات دولية في هذا الشأن، طلبت الإدارة الأمريكية من تل أبيب بذل الجهود لتقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وأوضحت نيويورك تايمز، أن واشنطن أرسلت إلى إسرائيل أكثر من 5 آلاف قنبلة من طراز MK 84، منذ أكتوبر/ تشرين أول.
وبحسب خبر نشرته شبكة “سي إن إن” الأمريكية، بناء على دراسة تحليلية مشتركة أجرتها بالتعاون مع شركة الذكاء الصناعي ” Synthetaic”، فإن إسرائيل ألقت مئات القنابل على غزة خلال الشهر الأول للهجوم، وزن الواحدة منها 910 كلغ.
وأضافت “سي إن إن”، أن معظم هذه القنابل قادرة على قتل أو جرح أشخاص على بعد أكثر من 300 متر، وأوضحت أن صور الأقمار الصناعية للأسابيع الأولى من الهجمات، تظهر وجود أكثر من 500 حفرة يبلغ قطرها أكثر من 12 مترًا، تطابق الحفر التي خلفتها القنابل التي تزن 910 كلغ.
وأكدت “سي إن إن”، أن هذه القنابل أكبر بأربع مرات من أثقل القنابل التي استخدمتها الولايات المتحدة خلال هجماتها ضد تنظيم داعش الإرهابي في مدينة الموصل العراقية.