بعد مفاوضات “شاقة ومعقدة”…ما هي بنود الهدنة التي تم التوصل إليها بين حمـ.اس وإسرائيل؟

نجحت جهود الوساطة المشتركة المصرية القطرية الأمريكية بعد أيام من المفاوضات بين إسرائيل وحركة حمـ.اس وتم التوصل إلى اتفاق لهدنة إنسانية.

وقال بيان صادر عن الخارجية القطرية اليوم الأربعاء 22 تشرين الثاني/ نوفمبر، إنه سيتم الإعلان عن توقيت بدء الهدنة بين حماس وإسرائيل خلال 24 ساعة، وتستمر لأربعة أيام قابلة للتمديد.

واختتم بيان الخارجية بالقول: “تؤكد قطر استمرار مساعيها الدبلوماسية لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية المدنيين، وتثمن بهذا الصدد الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية الشقيقة والولايات المتحدة الأميركية في دعم جهود الوساطة وصولا إلى هذا الاتفاق”.

ما هو موقف حركة حمـ.اس من الهدنة؟

كذلك أصدرت حركة حماس، فجر الأربعاء، بيانًا قالت فيه: انطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الفلسطيني الصَّابر المرابط، وسعينا الحثيث لتعزيز صمود أهلنا الأبطال في قطاع غزَّة العزَّة، وإغاثتهم وتضميد جراحهم، وعملًا على ترسيخ إرادة مقاومتنا المظفرة في السَّابع من أكتوبر في مواجهة العدو الصهيوني.

وبعد مفاوضات صعبة ومعقّدة لأيَّام طويلة، نعلن بعون الله تعالى وتوفيقه عن توصّلنا إلى إتفاق هدنة إنسانية (وقف إطلاق نار مؤقت) لمدة أربعة أيام، بجهود قطرية ومصرية حثيثة ومقدّرة، يتم بموجبها وقف إطلاق النار من الطرفين، ووقف كل الأعمال العسكرية لجيش الاحتلال في كافة مناطق قطاع غزة، ووقف حركة آلياته العسكرية المتوغلة في قطاع غزة.

وأكمل البيان، ويتم أيضًا إدخال مئات الشاحنات الخاصة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية والطبية و الوقود، إلى كل مناطق قطاع غزة، بلا استثناء شمالًا وجنوبًا، وإطلاق سراح 50 من محتجزي الاحتلال من النساء والأطفال دون سن 19 عام، مقابل الإفراج عن 150 من النساء والأطفال من أبناء شعبنا من سجون الاحتلال دون سن 19 عامًا وذلك كله حسب الأقدمية ووقف حركة الطيران في (الجنوب) على مدار الأربعة أيام.

كما تابع البيان، ووقف حركة الطيران في (الشمال) لمدة 6 ساعات يوميا من الساعة 10:00 صباحا حتى الساعة 4:00 مساءً و خلال فترة الهدنة يلتزم الاحتـ.لال بعدم التعرض لأحد أو اعتقال أحد في كل مناطق قطاع غزة و ضمان حرية حركة الناس (من الشمال إلى الجنوب) على طول شارع صلاح الدين.

وأضاف بيان حماس، أنَّ بنود هذا الاتفاق قد صيغت وفق رؤية المقاومة ومحدداتها التي تهدف إلى خدمة شعبنا وتعزيز صموده في مواجهة العدوان، وعينُها دوماً على تضحيَّاته ومعاناته وهمومه، وأدارت تلك المفاوضات من موقع الثبات والقوة في الميدان، رغم محاولات الاحتلال تطويل أمد المفاوضات والمماطلة فيها.

وختم البيان، إننا في الوقت الذي نعلن فيه التوصل لاتفاق الهدنة، فإننا نؤكد أن أيدينا ستبقى على الزناد، وكتائبنا المظفرة ستبقى بالمرصاد للدفاع عن شعبنا ودحر الاحتلال والعدوان، ونَعِدُ شعبنا أنَّنا سنبقى الأوفياء لدمائهم وتضحياتهم وصبرهم ورباطهم وتطلعاتهم في التحرير والحرية واستعادة الحقوق وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس بإذن الله.

مكتب “نتنياهو” أكد الهدنة

وكان مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد قال اليوم الأربعاء، إن الحكومة صوتت لصالح الاتفاق المقترح للإفراج عن بعض المحتجزين في غزة، وأكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أنه “سيجري إطلاق سراح 50 من النساء والأطفال خلال أربعة أيام سيتم خلالها وقف القتال”.

ويذكر أن نقاشات حادة جرت ليلًا بين أعضاء الحكومة الإسرائيلية قبل التصويت على التبادل، وقال نتنياهو، إن الحكومة الإسرائيلية تواجه قرارًا صعبًا الليلة لكنه القرار الصحيح، واستعادة الرهائن مهمة مقدسة وأنا ملتزم بذلك.

وتابع، إن القيادات الأمنية تدعم القرار بالكامل وتقول إن الاتفاق سيسمح للجيش بالاستعداد لمواصلة القتال، وقد طلبت تدخل بايدن لتحسين ظروف الاتفاق وقد حصل ذلك فعلًا.

أمريكا ترحب بالهدنة

وقد رحب الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم الأربعاء، بالاتفاق الذي يضمن إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، مضيفًا أن الاتفاق يجب أن يعيد أيضًا المزيد من الأمريكيين.

وقال في بيان، “اتفاق اليوم يجب أن يعيد المزيد من الرهائن الأمريكيين إلى الوطن، ولن أتوقف حتى يتم إطلاق سراحهم جميعًا”.

وصرح وزير الخارجية الأمريكي قائلًا: نرحب باتفاق إطلاق سراح 50 رهينة بينهم أمريكيون تحتجزهم حماس، و اتفاق الهدنة نتيجة لدبلوماسية دؤوبة وجهود متواصلة ونقدر شراكة قطر ومصر في هذا العمل، و رغم أن الصفقة تمثل تقدمًا كبيرًا إلا أننا لن نرتاح طالما استمرت حماس في احتجاز الرهائن.

مفوضية الاتحاد الأوروبي ترحب بالاتفاق

قالت رئيسة مفوضية الاتحاد الأوربي: نرحب بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بشأن الإفراج عن 50 رهينة ووقف الأعمال العدائية و سنبذل قصارى جهدنا لاستغلال توقف الأعمال العدائية من أجل زيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة و ممتنة جدًا للذين عملوا بلا كلل عبر القنوات الدبلوماسية للتوسط في اتفاق الهدنة.

دول العالم ترحب بالهدنة

كما رحب الرئيس الفلسطيني باتفاق الهدنة الإنسانية في غزة ويطالب بالتوصل لحلول شاملة للأزمات مع إسرائيل، وثمن الجهد القطري المصري ويجدد الدعوة إلى الوقف الشامل للعدوان الإسرائيلي.

وقال الرئيس المصري: أرحب بنجاح الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في الوصول إلى اتفاق على تنفيذ هدنة إنسانية بغزة و نؤكد استمرار جهودنا من أجل الوصول إلى حلول نهائية ومستدامة تحقق العدالة وتضمن حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وموسكو أيضًا رحبت بالاتفاق الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل وحماس بشأن هدنة إنسانية لمدة 4 أيام.

وقالت وزيرة خارجية بلجيكا: نرحب بالاتفاق الذي سيحرر النساء والأطفال الأبرياء ويجب أن تتبعه إجراءات أخرى امتثالًا للقانون الدولي، و يجب أن يضمن التوقف وصول المساعدات الإنسانية إلى المواطنين في قطاع غزة.

وصرحت وزيرة الخارجية الفرنسية: نشيد بجهود قطر للإفراج عن الرهائن في غزة ونأمل إطلاق سراح الرهائن الفرنسيين ضمن الاتفاق.

كما رحبت الخارجية الصينية بالهدنة المؤقتة في غزة وقالت: نأمل أن تساعد في تخفيف الأزمة الإنسانية.