دخلت عملية “طوفان الأقصى”، اليوم السبت 4 تشرين الثاني/ نوفمبر، يومها التاسع والعشرين، وما تزال المعارك في غزة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي على أشدها، خصوصا اليوم.
ويتقدم الجيش الإسرائيلي بريًّا داخل غزة بوتيرة بطيئة بسبب دفاعات فصائل المقاومة الفلسطينية والكمائن التي تنصبها له، وفي الوقت ذاته تشن الطائرات الإسرائيلية باستمرار غارات جوية عنيفة على كافة المناطق داخل القطاع المحاصر موقعةً قتلى وجرحى.
ووصل عدد القتلى الفلسطينيين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى حوالي 9500، وتجاوز عدد الجرحى 20 ألفًا، في حين بلغ عدد القتلى الإسرائيليين منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر أكثر من 1550 كان آخرهم حوالي 30 جنديا قتلوا خلال الأيام الخمسة الماضية أثناء التوغل البري، كما أصيب أكثر من 5 آلاف.
كلمة أبي عبيدة وكلمة وزير الدفاع الإسرائيلي
وأعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، اليوم السبت، أن مقاتلي حماس “يقاتلون في محاور تقدم العدو بشمال غرب مدينة غزة وجنوبها وبيت حانون”.
وأضاف أبو عبيدة: “مجاهدونا دمروا 24 آلية عسكرية إسرائيلية، وقد وجهنا ضربات بصواريخ موجهة مضادة للدروع تجاه الآليات العسكرية الإسرائيلية”.
وتابع: “أدخلنا خلال اليومين الماضيين قذائف الياسين التي استهدفت القوات المتحصنة بالبنايات، ومقاتلونا يواصلون الالتفاف خلف قوات العدو ويلتحمون من المسافة صفر مع جنوده”.
من جهة أخرى، قال وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، اليوم السبت: “خضنا اليوم معارك ضارية وصعبة في غزة وقمنا بتوسيع توغلنا البري”.
وأضاف غالانت: “حماس تتلقى ضربات قوية منا وسنصل إلى السنوار وسنقضي عليه، ولن نسمح بدخول الوقود إلى قطاع غزة”.
وأعلن الجيش الإسرائيلي ارتفاع عدد ضباط وجنود الجيش الذين قتلوا منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 345.
مقاومة قوية في غزة
ونقلت WSJ عن مسؤولين مطلعين قولهم إن “مقاتلي القسام يبدون جهوزية وقدرات أكبر من التي كانوا عليها عندما غزت إسرائيل غزة 2014، حيث إن الجنود الإسرائيليين يُقتلون في المعركة بأكثر من ضعف معدل قتلاهم في عملية 2014، وحتى وإن انتصرت إسرائيل في نهاية المطاف فإن ذلك يتطلب معركة طويلة الأمد”.
وبثت القسام مشاهد من اشتباكات على أطراف مخيم الشاطىء ولحظة اعتلاء مقاوم من القسام لجرافة إسرائيلية ورفع راية حماس فوقها بعد استهدافها، كما بثت قناة الجزيرة صورًا تظهر استهداف كتائب القسام دبابات وآليات إسرائيلية توغلت شمال غزة.
نيويورك تايمز تنشر خريطة لمحاور تقدم الجيش الإسرائيلي في غزة
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية إن “صور الأقمار الصناعية أظهرت أن القوات البرية الإسرائيلية وصلت إلى كامل عرض قطاع غزة، وتطوق أكبر مدينة في غزة وتقطع الطرق المؤدية إلى الجنوب”.
وأضافت نيويورك تايمز: ” الصور، التي التقطتها شركة Planet Labs، وهي شركة تجارية تقدم الأقمار الصناعية، صباح الجمعة، مدى توغل إسرائيل في غزة وحجم خط هجومها الجنوبي، حيث تظهر خمس مجموعات على الأقل من المركبات المدرعة جنوب مدينة غزة”.
وتابعت: “تؤكد الصور تصريحات الجيش الإسرائيلي مساء الخميس بأنه حاصر مدينة غزة من عدة اتجاهات. ويمكن رؤية المركبات المدرعة على بعد 300 متر فقط من شارع الرشيد، وهو طريق ساحلي يعد أحد الطريقين الرئيسيين بين الشمال والجنوب في قطاع غزة”.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أنه “من غير الواضح مدى عمق القوات الإسرائيلية التي توغلت في مدينة غزة نفسها، وكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على وسائل التواصل الاجتماعي يوم الخميس أن القوات الإسرائيلية كانت بالفعل خارج ضواحي المدينة”.
وأكدت أن “التقدمات الإسرائيلية الأخيرة قد حاصرت مدينة غزة فوق الأرض، لكن حماس تعتمد أيضًا على شبكة من الأنفاق، يُعتقد أن طولها مئات الأميال، للتنقل حول الجيب، وتستهدف إسرائيل الأنفاق بغارات جوية، لكن من الصعب معرفة حجم الضرر الذي ألحقته بالشبكة حتى الآن”.
ووفقا للصحيفة، تظهر الصور أيضًا أحياء مكتظة بأكملها في شمال غزة تبدو في معظمها مستوية، مما يعكس المستوى الاستثنائي للدمار الناجم عن القصف الإسرائيلي على مدى الأسابيع القليلة الماضية.
ويبدو أن ما لا يقل عن ربع المباني في شمال غزة تبدو متضررة أو مدمرة حتى يوم السبت، وفقا لتحليل صور الأقمار الصناعية.
