رجال أعمال فرنسيون ينشطون خلف الكواليس لتبريد أزمة باريس مع الجزائر

رغم تصاعد التوترات الدبلوماسية بين الجزائر وفرنسا، كشفت مصادر مطّلعة عن تحركات حذرة ومكثفة يقوم بها كبار رجال الأعمال الفرنسيين في الجزائر، بهدف الحفاظ على مصالح شركاتهم وتفعيل قنوات اتصال موازية بعيدًا عن القطيعة الرسمية.
وعلمت “بوليتكال كيز | Political Keys” أنه في 5 أيار/ مايو، قام باتريك بويانيه، الرئيس التنفيذي لشركة توتال إنرجي، بزيارة غير معلنة إلى الجزائر العاصمة، حيث التقى كلًا من وزير الطاقة محمد عرقاب، ورئيس شركة سوناطراك رشيد حشيشي، لبحث مشاريع استثمارية، أبرزها تطوير مصنع زيوت التشحيم في وهران، وجاءت الزيارة بعد تنسيق مع وزارة الخارجية الفرنسية، في محاولة لاحتواء تداعيات الخلاف السياسي.
بعده بشهر، حلّ رودولف سعادة، رئيس شركة الشحن العملاقة CMA CGM، والمقرّب من الرئيس ماكرون، ضيفًا على العاصمة الجزائرية، مستفيدًا من علاقات مباشرة مع دوائر صنع القرار في قصر المرادية.
يُذكر أن سعادة، الذي اشترى مجموعة RMC BFM الإعلامية، ينسق أيضًا لإجراء مقابلة تلفزيونية حصرية للرئيس عبد المجيد تبون على قناة BFMTV، بوساطة الصحفي السابق مهدي غزار.
وفي المقابل، تعاني شركة “رينو” من أزمة حادة، بعد رفض الحكومة الجزائرية إعادة تشغيل مصنعها في وهران، بحجة ضعف نسبة المكونات المحلية، وتسببت هذه الأزمة في تسريح أكثر من ألف عامل، وسط صمت رسمي من الشركة الفرنسية.
دبلوماسيًا، تعيش باريس مرحلة دقيقة، مع استمرار استدعاء سفيرها لدى الجزائر ستيفان روماتيه منذ شهرين، في سابقة نادرة.
لكن تعيين الجنرال عبد القادر آيت وعربي، المعروف بـ”حسن”، على رأس جهاز الأمن الداخلي، اعتُبر مؤشرًا إيجابيًا، نظرًا لعلاقاته السابقة المتينة مع المخابرات الفرنسية خلال قيادته وحدة التنسيق لمكافحة الإرهاب (2006-2013).
في الوقت ذاته، تُولي باريس اهتمامًا خاصًا بمحاكمة الاستئناف المرتقبة للكاتب بوعلام صنصال، المقررة في 24 حزيران/ يونيو، والتي قد تحدد مسار العلاقات بين البلدين في المرحلة المقبلة.