عبر جذب الشركات الأمريكية.. حفتر يحاول كسر العزلة الاقتصادية لشرق ليبيا
وفقًا لتقارير اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، يتوجه بلقاسم حفتر، نجل القائد العسكري النافذ في شرق ليبيا، خليفة حفتر، إلى العاصمة الأمريكية واشنطن نهاية نيسان/ أبريل الجاري، على رأس وفد ليبي يهدف إلى فتح قنوات استثمارية مع الشركات الأمريكية.
هذه الخطوة تأتي ضمن استراتيجية لتعزيز نفوذ سلطات شرق ليبيا اقتصاديًا، عبر إغراء الشركات الأجنبية، وتحديدًا الأمريكية، بالمشاركة في مشاريع إعادة الإعمار وقطاعات الطاقة والنقل والاتصالات في برقة.
الحدث الذي يُروّج له على شكل منتدى اقتصادي، سيُعقد يومي 28 و29 نيسان/ أبريل، بتنظيم مشترك بين صندوق التنمية وإعادة الإعمار الليبي، الذي يتخذ من بنغازي مقرًا له، وجمعية الأعمال الأمريكية الليبية.
ويتولى بلقاسم حفتر رئاسة الصندوق، ما يمنحه واجهة اقتصادية يسعى من خلالها إلى تلميع صورة سلطته أمام واشنطن، وتقديم نفسه شريكًا موثوقًا في ملف الإعمار الليبي.
الجمعية المنظمة، والتي تضم نحو عشرة أعضاء فقط، من بينهم شركة النفط “كونوكو فيليبس”، وشركة الأمن “غاردا وورلد”، ومجموعة التدقيق “إي.واي”، تأمل أن تشارك قرابة عشر شركات في المنتدى، غير أن تجارب سابقة، كان أبرزها اللقاء التحضيري الذي نظمته ليديا جابس، رئيسة اتحاد رجال الأعمال الليبيين في الولايات المتحدة، مع حفتر في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، انتهت دون نتائج تُذكر، إذ لم تُبدِ أي شركة أمريكية استعدادها للسفر إلى بنغازي.
في الخلفية، لا تزال الشركات الأمريكية متوجسة من المخاطر الأمنية والسياسية في شرق ليبيا، بينما تواصل غرفة التجارة الأمريكية تحركاتها في الغرب الليبي، الذي يحظى باعتراف دولي أوسع.
ففي 3 نيسان/ أبريل، نظمت الغرفة في واشنطن مائدة مستديرة اقتصادية حول قطاع الرعاية الصحية، حضرها المبعوث الأمريكي الخاص إلى ليبيا، ريتشارد نورلاند، إلى جانب شخصيات اقتصادية من غرب البلاد، مثل محمد رائد من غرف التجارة الليبية، وحسني بي، رئيس مجموعة “إتش.بي”، ونعمان البوري من شركة “تداول تك”، ومحمد العنزي، المدير التنفيذي لشركة “بيرنيق تراكتورز”.
يبدو أن مساعي حفتر الابن تواجه تحديًا مضاعفًا؛ فهو لا يحاول فقط كسر العزلة الاقتصادية المفروضة على شرق ليبيا، بل يسعى أيضًا إلى فرض حضوره على مشهد اقتصادي ليبي منقسم سياسيًا، وتُراقبه واشنطن بدقة.
