أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء 5 كانون الأول/ ديسمبر، قتل 5 عسكريين وجرح 4 آخرين بجروح خطرة في العملية البرية بقطاع غزة، ليصل عدد قتلاه المعلن منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر إلى 408.
وبالتزامن مع ذلك، أعلن أبو عبيدة، المتحدث باسم كتائب القسام، “تدمير عشرات الآليات العسكرية الإسرائيلية المتوغلة في قطاع غزة كليًّا أو جزئيًّا، واستهداف القوات المتوغلة في أماكن التمركز والتموضع بالقذائف المضادة للتحصينات والعبوات المضادة للأفراد والاشتباك معها من مسافة صفر وإيقاع قتلى منها بشكل محقق، ودك التحشدات العسكرية بقذائف الهاون من العيار الثقيل، وتوجيه رشقات صاروخية مكثفة نحو أهداف متنوعة وبمديات مختلفة إلى داخل الكيان”.
تحول وجهة العمليات العسكرية البرية الإسرائيلية
وشهدت الخطة العسكرية الإسرائيلية للتوغل البري في قطاع غزة تحولًا ملحوظًا عقب انتهاء الهدنة التي استمرت سبعة أيام وانتهت مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي، حيث تحول التركيز الإسرائيلي من شمال القطاع إلى جنوبه.
وفي تصريحات نقلتها قناة الجزيرة القطرية، الأحد 3 كانون الأول/ ديسمبر، عن مصدر قيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، أكد هذا المصدر “انسحاب 70% من القوات الإسرائيلية خارج شمال قطاع غزة لفشل عملياتها وبسبب ضربات المقاومة”.
وأشار إلى أن “الانسحاب من شمال قطاع غزة بدأ مع التهدئة وتسارع مع ضربات المقاومة في اليومين الأخيرين”.
وأضاف أن “العملية البرية الإسرائيلية تتركز جنوب قطاع غزة بالتزامن مع عمليات مناورة محدودة بالشمال”.
وفي حين تحول التركيز الإسرائيلي في العمليات البرية إلى جنوب قطاع غزة، فإن من الجدير بالذكر أن العمليات في الشمال لم تنته وما تزال مستمرة، حيث أفادت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية، أمس الإثنين 4 تشرين الأول/ أكتوبر، أنه “من المتوقع أن تبدأ قوات الجيش الإسرائيلي، عملية برية لاحتلال مخيم جباليا قرب مدينة غزة خلال 24 ساعة، كما من المتوقع أن يبدأ الجيش بعدها بشكل مباشر عملية لاحتلال حي الشجاعية شرق مدينة غزة”.
وبالرغم من ذلك، أكدت صحيفة “رويترز” الأمريكية، في اليوم ذاته، أن “مصادر عسكرية إسرائيلية تقول إن القوات البرية أنهت تقريبا مهمتها في شمال قطاع غزة”، على الرغم من عدم تحقيق هدفها المعلن وهو تدمير حماس بالكامل.
وقد أعدت “بوليتكال كيز | Political keys”خريطة توضح توزع السيطرة في قطاع غزة وتحركات الجيش الإسرائيلي:
المعركة الحاسمة
وفي تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، اليوم الثلاثاء، قالت الصحيفة إن “تحرك الجيش الإسرائيلي نحو جنوب غزة يمهد الطريق للمعركة الحاسمة للحرب في خان يونس، أكبر مدن الجنوب، حيث يعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن القيادة العسكرية والسياسية لحماس بحثت عن مأوى هناك، ومن الممكن أن تعرض حماس صفقة رهائن جذابة بمجرد اقتراب القوات من خان يونس”.
لماذا نقل الجيش الإسرائيلي عملياته نحو الجنوب؟
وللوقوف على حيثيات نقل جيش الاحتلال الإسرائيلي عملياته من شمال قطاع غزة إلى جنوبه، أجرت “بوليتكال كيز |Political keys” حوارًا خاصًا مع الخبير العسكري والعميد المنشق عن قوات النظام السوري “أحمد حمادة”.
وأشار “حمادة” إلى أن “الجيش الإسرائيلي قام بنقل قسم من قواته إلى جنوب وادي غزة بعد خسائر كبيرة تكبدها قواته رغم التفوق الناري واستخدام سياسة الأرض المحروقة هناك”.
مضيفًا: “رغم ذلك لاتزال المقاومة تدير المعركة بكفاءة واستطاعت المحافظة على قدراتها الدفاعية من قوى وقوات ومنشآت رغم القدرات الهائلة لجيش الاحتلال المدعوم من الغرب”، مشيرًا إلى أن “الجيش الإسرائيلي قام بتثبيت قواته شمالا في مناطق شبه آمنة”.
وحول أسباب فتح جيش الاحتلال الإسرائيلي للجبهة الجنوبية قال “حمادة”: ” إن الجيش الإسرائيلي نقل جزء من القوات إلى الجنوب ليفتح معركة ربما يستطيع من خلالها تحقيق أهداف عجز عن تحقيقها شمالا في ظل المقاومة العنيفة التي تقودها الفصائل الفلسطينية”.
استراتيجية الفصائل الفلسطينية ومستقبل المعارك جنوبي قطاع غزة
وحول واقع الفصائل الفلسطينية في جنوب قطاع غزة واستراتيجيتها في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، قال حمادة “في الجنوب يتواجد ثلاث ألوية للمقاومة، ويريد العدو إجبارهم على الدفاع بجبهة واسعة ويشتت قواهم”، مشيرًا إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي “تكبد خلال اليومين الماضيين خسائر كبيرة في جحر الديك خلال محاولته تنفيذ عملية استطلاع بالقوة في المنطقة”.
وأضاف الخبير العسكري “أحمد حمادة” في حديثه مع “بوليتكال كيز |Political keys” أن “المقاومة تقوم بتوظيف الأرض بشكل رائع وتقوم بمواجهة جيش مكسور نفسيا بعد عملية 7 أكتوبر”.
وعن مستقبل المعارك جنوبي قطاع غزة قال “حمادة”: “ما أتوقعه: ستكون المعارك قوية وشرسة ويستخدم المقاومون تكتيكات الدفاع المرن والهجمات المفاجئة إضافة لاستخدام الأسلحة المتوفرة بكل إمكانياتها فحرب العصابات انهكت جيوش كثيرة وهاهو الجيش الإسرائيلي يقع في مستنقع حرب المدن”.