في الذكرى الـ”952″ لمعركة “ملاذ كرد”… مؤرخ تركي يشرح التكتيك العسكري الذي اتبع فيها
يصادف اليوم السبت 26 آب/ أغسطس، ذكرى معركة ملاذ كرد والتي انتصر فيها السلاجقة، ويقول مؤرخ العصور الوسطى البروفيسور “مصطفى علي جان” كما نقلت الأناضول عنه: لقد نجح حاكم دولة السلاجقة العظمى السلطان محمد ألب أرسلان عام 1071 في تنفيذ التكتيك العسكري المعروف باسم “طوران” أو “الهلال” خلال معركة “ملاذكرد” ضد الجيش البيزنطي ليفتح أبواب الأناضول للأتراك.
ولد السلطان محمد ألب أرسلان من الزوجة الأخيرة لصاحب خراسان جغري بك، وأصبح الحاكم الثاني لدولة السلاجقة العظمى خلفًا لعمه طغرل بك في 27 نيسان/ أبريل، من عام 1064، وتمكن السلطان محمد ألب أرسلان، من التأثير على مستقبل العالم وتغيير مجرى التاريخ بنجاحه الملحمي الكبير الذي حققه وهو في الثانية والأربعين من عمره بتغلبه على جيش يفوق عدد أفراد جيشه بأربعة أضعاف.
وبانتصاره على الجيش البيزنطي بقيادة الإمبراطور رومانوس الرابع ديوجينيس في 26 آب/ أغسطس، من عام 1071، كان ألب أرسلان قد أطلق العملية التي سهلت فتح الأناضول.
ويعد الانتصار في “ملاذكرد” من أهم الانتصارات التي غيرت مجرى التاريخ التركي، وكانت لها تأثيرات كبيرة امتدت لقرون.
ويكمل مؤرخ العصور الوسطى البروفيسور مصطفى علي جان قائلًا: إن معركة ملاذكرد التي يجري دراسات عنها منذ عام 2011، “كانت من أهم الأحداث التي غيرت تاريخ العالم”.
وأوضح “علي جان” وهو رئيس جامعة “موش ألب أرسلان” التركية، إن العالم بعد معركة ملاذكرد “تحرك نحو مسار تاريخي مختلف تمامًا، وحدث تغير كبير في التاريخ الإسلامي”.
وأضاف: “بعد انتصار السلاجقة في معركة ملاذكرد، تعززت الهيمنة التركية في العالم الإسلامي”.
وأردف علي جان: “ما زلنا مستمرون في مشاهدة النتائج الاجتماعية والسياسية والثقافية لهذه المكانة التي حققها العالم الإسلامي بعد المعركة”.
وأشار “علي جان”، إلى أن المسلمين “تقدموا بسرعة إلى داخل الأناضول تحت قيادة الأتراك السلاجقة بعد معركة ملاذكرد، ونجحوا في تأسيس دولة سلجوقية جديدة في منطقة إزنيك بعد أقل من 10 أعوام”.
وأضاف: “انتشر المسلمون بسرعة كبيرة في جميع أنحاء الأناضول بعد ملاذكرد تحت قيادة الأتراك، مثلما يتدفق الماء بقوة من فتحات السد”.
وأردف علي جان: “كان السلطان ألب أرسلان طويل القامة ومهيبًا، وتخبرنا المصادر أنه كان ذو لحية طويلة لدرجة أنه كان يربطها حتى لا تعيق حركته أثناء إطلاق السهام”.
ولفت “علي جان”، إلى أن ألب أرسلان “كان عبقريًا حقيقيًا في المجال العسكري، وأنه انخرط في ساحات القتال منذ سن 13 عامًا، حيث كان يشارك في الحملات العسكرية عند مرض والده جغري بك”.
وأشار إلى أن ألب أرسلان “كان أحد أبرز القادة الذين نفذوا تكتيك “طوران” التقليدي بطريقة ناجحة خلال معركة ملاذكرد التي جرت بعد صلاة الجمعة بتاريخ 26 آب/ أغسطس 1071، حيث توجه المسلمون في أرجاء الأرض بالدعاء إلى الله لكي يمنحه النصر”.
وذكر “علي جان”، أن المعركة “استمرت نحو نصف يوم، وبينما كان السلطان ألب أرسلان يؤدي صلاة العشاء، تم أسر الإمبراطور البيزنطي رومانوس الرابع ديوجينيس، وإحضاره إلى خيمته”.
ويعرف تكتيك “طوران” العسكري بأسماء أخرى مثل تكتيك “الهلال” أو “الكماشة”، ويتمثل التكتيك في انقسام الجيش إلى ثلاثة أجزاء خلال الحرب، فيتوجه الأول من اليمين والثاني من اليسار والأخير من الوسط، وبعد الهجوم على العدو تتراجع القوات التي في الوسط بعد فترة معينة فتلحق بها قوات العدو وفي هذه الأثناء تحاصرها القوات الموجودة في اليمين واليسار للانقضاض عليها.