أنقرة تناور بين حفتر والدبيبة لتعزيز حضورها في ليبيا

وفقًا لتقارير اطلعت عليها “بوليتكال كيز | Political Keys”، تعيد تركيا تقييم انتشارها العسكري وعلاقاتها داخل ليبيا، حيث تعمل على توسيع نفوذها في الشرق من خلال تقاربها مع صدام حفتر، نجل خليفة حفتر ورئيس أركان القوات البرية في الجيش الوطني الليبي.
صدام زار أنقرة في نيسان/ أبريل والتقى بنظيره التركي سلجوق بيرقدار أوغلو، لبحث اتفاقيات تدريب وتسليح محتملة، وقد يعود قريبًا إلى تركيا لاستكمال المشاورات.
بالتوازي، استقبلت أنقرة وفدًا من غرب ليبيا بقيادة محمود حمزة، مدير المخابرات العسكرية وقائد اللواء 444 التابع لحكومة الوحدة الوطنية، في سياق حوار مع الطرفين.
أنقرة تعتمد في تحركاتها على اتفاقية التعاون العسكري الموقعة مع حكومة الوفاق الوطني في تشرين الأول/ أكتوبر 2022، والتي سبقتها اتفاقية 2019 مع فايز السراج لدعم حكومة طرابلس عسكريًا في مواجهة قوات حفتر.
وبموجب هذه الاتفاقيات، سلمت تركيا طائرات بيرقدار وأقامت قواعد جوية في الوطية ومصراتة.
رغم حظر الأمم المتحدة تسليح ليبيا منذ 2011، تسعى تركيا لاستغلال استثناء يسمح بالتدريب وتوريد الأسلحة في إطار دعم إعادة توحيد القوات الليبية، بشرط إخطار مسبق لمجلس الأمن.
التقارب التركي مع شرق ليبيا يأتي في ظل اهتمام متزايد بحقوق الغاز في شرق البحر المتوسط، وقد صوت مجلس النواب الليبي في طبرق، بقيادة عقيلة صالح، في حزيران/ يونيو الجاري على مراجعة اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع تركيا الموقعة عام 2019، مما يشير إلى استعداد محتمل للمصادقة عليها.
الاتفاقية تمنح تركيا حق الوصول إلى مناطق بحرية تطالب بها اليونان وقبرص، لكنها لم تُنفذ بسبب سيطرة حفتر على تلك المياه، كما تأمل سلطات الشرق في جذب استثمارات تركية من خلال مشاريع إعادة الإعمار بتمويل من صندوق يرأسه بلقاسم حفتر، نجل القائد العسكري.
تخطط تركيا لافتتاح قنصلية في بنغازي لتسهيل دخول شركاتها إلى برقة، وأعلنت شركة البترول التركية الحكومية نيتها إطلاق مشاريع استكشاف جديدة في ليبيا.
على الجانب الآخر، تواجه أنقرة صعوبات في طرابلس نتيجة توتر أمني متزايد منذ 12 أيار/ مايو بين كتائب تابعة لعبد الحميد الدبيبة وميليشيا الردع.
خشية من تصاعد العنف، أجرى رئيس جهاز الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين، زيارة إلى طرابلس في 2 حزيران/ يونيو الجاري، حيث التقى بقادة اللواءين 444 و111 لمحاولة احتواء النزاع، خصوصًا أن قوات الردع تسيطر على مطار معيتيقة الذي تستخدمه تركيا، إضافة إلى تمركز السفارة التركية في منطقة خاضعة لنفوذهم.
بعد زيارة كالين، كثفت تركيا تحركاتها العسكرية، إذ سيرت عدة رحلات جوية بين قاعدتيها في مصراتة والوطية في 2 و3 حزيران/ يونيو الجاري، وربما سحبت بعض المقاتلين السوريين المنتشرين هناك.
ورغم انفتاحها على التحالف مع الطرفين، لا تنوي تركيا التفريط في علاقتها مع الدبيبة، الذي يقود جهودًا لتشكيل حكومة موحدة جديدة، بدعم من القاهرة وباريس، وتدعم بعثة الأمم المتحدة UNSMIL هذا التوجه، وتستعد لعقد قمة في برلين لبحث آلية إنهاء النزاع في العاصمة بالتنسيق مع اللجنة الدولية المعنية بليبيا