تقارير تحليلية عربي

تأهب عسكري واستنفار اقتصادي مصري بسبب الصراع الإيراني الإسرائيلي

في وقت وصلت فيه العلاقات بين القاهرة وتل أبيب إلى أدنى مستوياتها بسبب حرب غزة، التي دخلت شهرها الحادي والعشرين، بينما تتحسن العلاقات مع إيران بسرعة، تجد القاهرة نفسها في موقف مثير للمخاوف خشية تمدد التوترات الإقليمية لداخل حدودها.

وعلى إثر ذلك؛ وضعت مصر قواتها المسلحة في حالة تأهب قصوى وأجرت تدريبات واسعة النطاق لأنظمة الدفاع الجوي على مستوى البلاد.

كما ذكرت مصادر أنه في حين تم وضع وحدات القتال التابعة للجيش المصري في حالة تأهب عالية على مستوى الجمهورية، تم إصدار أوامر للوحدات المنتشرة في شبه جزيرة سيناء بدخول حالة التأهب القصوى.

كما صدرت هذه الأوامر بعد وقت قصير من بدء الجولة الأخيرة من الأعمال العدائية بين إسرائيل وإيران يوم الجمعة، حيث أسفرت الضربات الإسرائيلية الأولى عن مقتل قادة عسكريين إيرانيين كبار وتدمير بنية تحتية نووية وعسكرية.

مصر تختبر أنظمة دفاعها الجوي

وأفادت مصادر “بوليتكال كيز | Political Keys” بأن اختبار أنظمة الدفاع الجوي المصرية شمل جميع محافظات البلاد الـ27 تقريبًا.

وقال أحد المصادر: “كان الهدف من التمرين هو التأكد من عدم وجود ثغرات في التغطية الوطنية لأنظمة الدفاع الجوي”، ولم يذكر المصدر تفاصيل إضافية عن طبيعة التدريبات.

مصر تخشى إغلاق مضيقي هرمز وباب المندب

وتراقب مصر عن كثب العواقب المحتملة لأي تصعيد إضافي، بحسب المصادر، لا سيما خطر إقدام إيران على الرد بإغلاق مضيق هرمز أو باب المندب، وهما نقطتان حرجتان للملاحة البحرية، سيؤدي إغلاق أي منهما إلى قطع الوصول فعليًا إلى قناة السويس، وهي مصدر حيوي للعملة الأجنبية لمصر التي تعاني من أزمة نقدية، كما سيهدد إمدادات الوقود والواردات النفطية الأخرى في البلاد.

هذا ويعقد كبار المسؤولين في الحكومة المصرية اجتماعات طارئة لاتخاذ تدابير تضمن احتفاظ الدولة التي تعتمد على الواردات ويبلغ عدد سكانها 106 ملايين نسمة، باحتياطي كافٍ من الغذاء والوقود والسلع الأساسية الأخرى.

سقوط مقذوفات حوثية في مصر

وشهدت الأراضي المصرية سقوط مقذوفات أطلقتها جماعة الحوثيين المدعومة من إيران في اليمن، بعد انحرافها عن المسار، وقد تسببت هذه الحوادث بأضرار مادية دون وقوع وفيات.

مصر تدين الهجوم الإسرائيلي على إيران

وأدانت مصر الضربات العسكرية التي نفذها الجيش الإسرائيلي ضد إيران، ووصفت الهجوم بأنه “تصعيد إقليمي صارخ وخطير للغاية” و”انتهاك فاضح للقانون الدولي”، كما أصدرت مؤسسة الأزهر المصرية بيانًا شديد اللهجة تدين فيه الهجوم الإسرائيلي على إيران.

وسعت هيئة الطاقة الذرية المصرية إلى طمأنة المواطنين بشأن احتمالية حدوث تسريبات إشعاعية من المنشآت النووية الإيرانية التي تضررت نتيجة الضربات الجوية الإسرائيلية.

وجاء في بيان للهيئة: “لا توجد مؤشرات على حدوث تغيير أو ارتفاع في مستويات الإشعاع”، وأضافت: “نقوم بمراقبة مستمرة وعلى مدار الساعة للتطورات المتعلقة بالأوضاع في المنشآت النووية في المنطقة”.

وفي ظل تصاعد التوترات الإقليمية وتبدل التحالفات، تجد مصر نفسها أمام تحدٍ معقد يتطلب توازنًا دقيقًا بين الاعتبارات الأمنية والاقتصادية والدبلوماسية.

التحركات العسكرية المكثفة والاستعدادات الطارئة تعكس إدراك القاهرة لحجم التهديدات المحتملة، خاصة في ظل هشاشة الأوضاع الإقليمية وتداخل المصالح الدولية.

وبينما تسعى الدولة إلى تأمين احتياجاتها الحيوية وحماية مصالحها الاستراتيجية، يبقى المشهد مفتوحًا على سيناريوهات أكثر تصعيدًا، ما يجعل اليقظة والاستعداد المستمرين ضرورة لا تحتمل التأجيل.

الصراع الإيراني الإسرائيلي يربك سوق الطاقة المصري

وشهدت مصر يوم الجمعة 13 حزيران/ يونيو 2025 أزمة طارئة في إمدادات الغاز الطبيعي نتيجة توقف الضخ من إسرائيل، بسبب تصاعد التوترات الإقليمية عقب هجمات إسرائيلية على إيران.

وأدى ذلك إلى توقف عدد من الحقول الإسرائيلية خشية هجوم إيراني، تبعه ارتباك في سوق الطاقة المصري، مما استدعى تفعيل خطط الطوارئ الحكومية لمواجهة التحديات المتوقعة في ظل ذروة الاستهلاك الصيفي.

وتوقف الضخ يوم الجمعة بعد تعليق العمليات في عدد من الحقول شرق المتوسط خشية هجوم إيراني، وتوقفت عمليات الإنتاج في حقلَي “ليفياثان” و”كاريش”، فيما بقي “تمار” في الخدمة.

وزارة الطاقة الإسرائيلية أكدت وجود اضطرابات في الإمدادات، وعلّقت التصدير مؤقتًا، كما توقفت شركات الأسمدة المصرية عن العمل بسبب نقص إمدادات الغاز، وأوقفت وزارة البترول إمدادات الغاز الطبيعي لمصانع الأسمدة لحين إشعار آخر.

أزمة توقف إمدادات الغاز الإسرائيلي لمصر

تُعد أزمة توقف الغاز الإسرائيلي إلى مصر اختبارًا كبيرًا لقدرة الدولة على التعامل مع أزمات إمدادات الطاقة وسط بيئة إقليمية غير مستقرة، وقد أظهرت الحكومة تحركًا سريعًا عبر تفعيل خطط الطوارئ، وتنويع مصادر الغاز، والاستثمار في البنية التحتية، وسط ترقب كثيف لمدى نجاعة الحلول السريعة والخطوات التي اتخذتها الحكومة

Political Keys

منصة إخبارية مستقلة، سياسية منوعة، تسعى لتقديم تغطية إخبارية شاملة وفق أعلى معايير المهنية والموضوعية، وأن تكون الوجهة الأولى للمعلومات والتقارير الاستقصائية الخاصة، وأن توفر رؤىً وتحليلاتٍ جديدةً ومعمقةً للقرّاء والمتابعين، تمكنهم من فهمٍ أعمقَ للأحداث والتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في الشرق الأوسط والعالم.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى