شؤون تحليلية عربية

3 مواقع استراتيجية في غزة تعتزم إسرائيل البقاء فيها بعد الانسحاب من القطاع.. ما هي؟

في خضم التوتر المستمر بين إسرائيل وحماس، يبدو أن صفقة تبادل الأسرى ليست نهاية النزاع، بل بداية لمرحلة جديدة من السيطرة الدقيقة على الأرض.

ورغم الانسحاب التدريجي للقوات، تخطط تل أبيب للبقاء في نقاط استراتيجية تمنحها تفوقًا ميدانيًا حيويًا وقدرة على المراقبة والسيطرة، وفقًا لمعلومات “بوليتكال كيز | Political Keys”.

ثلاثة مواقع تتصدر الخطة: المنطقة العازلة داخل القطاع، ومحور فيلادلفيا الحدودي، وتلة الـ 70، كل منها يحمل قيمة تكتيكية وأمنية مهمة.

وتعكس هذه الخطوة تصميم إسرائيل على الحفاظ على النفوذ العسكري والقدرة على منع أي تهديد مستقبلي، مع ضمان إدارة أمنية مرنة عبر تنسيق دولي مع الولايات المتحدة وقوات أجنبية مفوضة.

المواقع الاستراتيجية وأهميتها

تلة الـ 70، المعروفة محليًا باسم “تلة المنطار”، ترتفع نحو 70 مترًا فوق سطح البحر شرق حي الشجاعية، وتسمح للجيش الإسرائيلي بالسيطرة البصرية والنارية على مساحات واسعة من شمال القطاع، بما فيها مدينة غزة ومخيم جباليا.

محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر يشكل بوابة مهمة للسيطرة على التدفق الحدودي ومنع أي تهريب للأسلحة أو المقاتلين.

المنطقة العازلة داخل القطاع، لم تُحدد مساحتها أو عمقها، لكنها تمنح إسرائيل هامشًا للتحرك والمراقبة قبل الانسحاب النهائي.

هذه المواقع تمنح إسرائيل تفوقًا ميدانيًا مستمرًا، يتيح لها رصد تحركات حماس، الاستجابة السريعة لأي هجوم، وفرض معادلات ردع مستمرة حتى بعد الانسحاب.

خطة الانسحاب التدريجي

وفق مصادر “بوليتكال كيز | Political Keys”، ستتضمن الخطة ثلاث مراحل رئيسية: المرحلة الأولى هي الانسحاب من مناطق القتال بعد استعادة جميع الأسرى، والمرحلة المؤقتة هي المرحلة التي يبقى الجيش فيها على “الخط الأصفر” داخل القطاع لمراقبة الوضع والتعامل مع أي تهديدات مفاجئة.

المرحلة النهائية هي التراجع إلى “الخط الأحمر” على حدود القطاع، بالتوازي مع دخول قوات أجنبية تعمل بتفويض أمريكي لإدارة الوضع الأمني.

السياق السياسي والدبلوماسي

تأتي الخطوة بالتزامن مع استمرار الاتصالات بين إسرائيل وحماس بوساطة مصرية، لبحث تفاصيل تبادل الأسرى وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

تصريحات ترامب الأخيرة تشير إلى أن حماس باتت مستعدة لسلام دائم، داعيًا إلى وقف القصف فورًا، بما يعكس ضغوطًا دولية متزايدة لتثبيت تهدئة استراتيجية.

التحديات الأمنية المستمرة

رغم الانسحاب الجزئي، لا يزال الجيش الإسرائيلي يسعى للحفاظ على قدرة ردع مستمرة ضد أي تهديدات مستقبلية، خاصة في ظل استمرار القصف الإسرائيلي على غزة والتهديدات الصاروخية المحتملة من حماس والفصائل الأخرى.

الإبقاء على مواقع استراتيجية يضمن التحكم في التحركات الأرضية والجوية، ويمكّن تل أبيب من الرد السريع على أي محاولات تصعيد، مع تقليل الاعتماد على القوة العسكرية المباشرة في كامل القطاع.

لا تعتبر إسرائيل الانسحاب من غزة نهاية لتواجدها، بل خطوة مرحلية ضمن استراتيجية أوسع للتحكم في الأرض والمراقبة الدائمة للتهديدات الأمنية.

المواقع الثلاثة — المنطقة العازلة، محور فيلادلفيا، وتلة الـ 70 — تشكل شريانًا رئيسيًا في قدرات الردع والسيطرة، ما يضمن لإسرائيل التفوق الميداني والأمني على المدى الطويل، مع استمرار التنسيق الدولي لتسهيل إدارة الأمن واستقرار المنطقة بعد صفقة تبادل الأسرى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى